العدد 4465 - الخميس 27 نوفمبر 2014م الموافق 04 صفر 1436هـ

هبوط أسعار النفط يتحدى فورة الوقود الصخري في الولايات المتحدة

شكلت فورة الوقود الصخري (الشيست) في الولايات المتحدة أحد أبرز عوامل تقلب سوق النفط العالمية، دون أن يمنع ذلك من مواجهتها لتهديدات بفعل هبوط أسعار النفط الذي يكبح تهافت الشركات النفطية على زيادة استغلالها.

وحذر كريس لافاكيس من شركة موديز أناليتيكس بأنه «إذا تراجعت الأسعار حتى 65 دولاراً للبرميل وبقيت بهذا المستوى لبعض الوقت فإن ذلك سيؤثر على استثمارات الولايات المتحدة في البحث عن مصادر جديدة لإنتاج النفط».

رغم ذلك، فإن ضخ أموال متزايدة في مشاريع جديدة يبقى ضرورياً لنمو الإنتاج الأميركي المتواصل منذ ثورة الشيست عام 2008. على اعتبار أن آبار الشيست تنفد بسرعة أكبر من آبار النفط التقليدي ما يؤدي إلى سباق متواصل من أجل الحفاظ على مستوى الكميات المستخرجة بل زيادتها. ولا يشكل قطاع الطاقة سوى 10 في المئة من مؤشر ستاندارد أند بورز 500 في وول ستريت غير أنه يشكل 30 في المئة من نفقات الاستثمار.

وبحسب بنك باركليز فإن تراجعاً مطرداً بنسبة 30 في المئة في أسعار النفط الخام قد يؤدي بعد فترة إلى هبوط بمقدار 40 مليار دولار في الإنفاق في هذا القطاع والمقدر حالياً بحوالي 200 مليار دولار في السنة.

وعلى سبيل المثال، فإن هبوط أسعار النفط سيحمل شركة كونتيننتال ريسورسز على تخفيض نفقاتها الاستثمارية بنسبة 11.5 في المئة عام 2015 مثلما دفعها إلى إرجاء حفر أبار إضافية.

وفي وول ستريت انعكس تراجع أسعار النفط منذ الصيف على أسعار أسهم الشركات المنتجة للنفط، ما يكشف عن مخاوف عملاء البورصة.

وبحسب محللي باركليز فإن «أرباح شركات التنقيب والإنتاج المتوسطة والصغرى ستنخفض بنسبة 17 في المئة عام 2015 إذا كان سعر البرميل 80 دولاراً وبنسبة 25 في المئة إذا كان السعر 70 دولاراً».

غير أنه ليس هناك ما يدعو إلى الهلع برأي رئيس شركة كونوكو فيليبس، أول شركة أميركية كبرى أعلنت الحد من مشاريعها المستقبلية.

وقال رئيس مجلس إدارة الشركة ريان لانس «نعلم أنه نشاط دوري، ونعتزم من باب الحيطة إدخال تعديلات مع مواصلة مراقبة تطور الوضع».

ومن غير المتوقع في العام 2015 أن يتأثر الارتفاع الكبير في الطلب في الولايات المتحدة التي أصبحت هذه السنة المنتج الأول في العالم للمحروقات السائلة (النفط والغاز الطبيعي المسال).

حتى أن شركة كونتيننتال ريسورسز تتوقع ارتفاع إنتاجها النفطي خلال 2015 بما يصل إلى 29 في المئة من مستواه الحالي.

وقال لايل برينكر من شركة آي اتش إس «إن كنا سنسجل تباطؤاً في نمو الإنتاج وليس تراجعاً، فذلك لن يحصل قبل 2016».

وتشدد شركات كثيرة على قدرتها على تحمل الصدمات، إدراكاً منها للتقلبات الملازمة للسوق النفطية.

وقال رئيس مجلس إدارة ديفون إينرجي جون ريتشلز «اتخذنا إجراءات تجعلنا مستعدين مالياً للعام 2015، بعنا حتى الآن 50 في المئة من الإنتاج بسعر أدناه 91 دولاراً للبرميل».

من جهة أخرى لم تعد تكاليف الاستغلال ترتفع بالمقدار ذاته مع تقدم المعرفة حول وقود الشيست.

ويتم ترشيد استخراج النفط غير التقليدي ولاسيما مع حفر عدة آبار فوق مصدر واحد للشيست.

كما أشار لافاكيس إلى أن الشركات تركز جهودها على مناطق الحفر الأكثر مردودية «وخاصةً في حوض باكن في داكوتا الشمالية (شمالاً) وحوض إيغل فورد في تكساس (جنوب) حيث تتراوح الكلفة بين 50 و65 دولاراً للبرميل».

وأشار إلى أن مناطق كبرى أخرى لاستخراج محروقات الشيست في الولايات المتحدة مثل حوض برميان في تكساس حيث تتراوح كلفة الاستخراج «بين 80 و90 دولاراً، أصبحت «أقل جاذبية» مع هبوط الأسعار.

بدوره، قال جيمس وليامز من دبليو تي أر جي إيكونوميكس أن «كلفة الحفر لاستخراج نفط الشيست (في الولايات المتحدة) تفوق بمعدل ثلاثة أو أربعة أضعاف كلفة إنتاج النفط الخام في الشرق الأوسط».

ووفقاً لرأي عدد من المحللين، فإن نقطة ضعف هذا المصدر الجديد للنفط، تكمن هنا في مواجهة منافسيه الرئيسيين مثل السعودية التي تأمل في الحصول على حصص إضافية من السوق مع انهيار الأسعار.

العدد 4465 - الخميس 27 نوفمبر 2014م الموافق 04 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً