العدد 4465 - الخميس 27 نوفمبر 2014م الموافق 04 صفر 1436هـ

مشروع «ريادات» حاضنة رئيسية لأحلام المرأة البحرينية

أتمَّ عامه الأول بنجاح... شذى الجلاهمة:

الجلاهمة: نساعد المرأة المتقدمة للمشروع بالدرجة الأولى في تحويل الفكرة من الخيال إلى الواقع
الجلاهمة: نساعد المرأة المتقدمة للمشروع بالدرجة الأولى في تحويل الفكرة من الخيال إلى الواقع

يضم مركز تنمية قدرات المرأة البحرينية (ريادات) الكائن بمنطقة عالي 54 مشروعاً مخصصاً للنساء البحرينيات، وبالإضافة إلى الإقبال المتزايد على المجمع، فإنه يمثل الآن وجهة جديدة للسياح من منطقة الخليج؛ للتعرف على المشاريع الساعية إلى تمكين المرأة البحرينية في المجال الاقتصادي، وهي الرؤية الأساسية التي تشرف عليها قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة.

المدير الأول لمركز «ريادات» شذى الجلاهمة تحدثت إلينا، في لقاء خاص، عن تفاصيل أكثر عن هذا المشروع، الذي استطاع على مدار سنة من افتتاحه تحقيق نجاح كبير، أدى إلى استقطاب زوار من المنطقة. وهذا نص اللقاء:

كيف بدأت فكرة مشروع «ريادات»؟

- قبل عشر سنوات كان لبنك البحرين للتنمية مشروع في منطقة الحد الصناعية، وكان مخصصاً للصناعات الخفيفة، وبحكم أن قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة تسعى إلى تمكين المرأة اقتصاديّاً، فقد التقت هذه الأهداف مع رؤية بنك البحرين للتنمية، المتمثلة في تعزيز الاقتصاد البحريني، وتخريج سيدات أعمال للوسط التجاري في البحرين، فتم الاتفاق بين المجلس الأعلى للمرأة وبنك البحرين للتنمية على انشاء مشروع مشابه لمشروع الحد يمثل حاضنة اقتصادية للسيّدة البحرينية.

ما هي تقديراتكم بالنسبة إلى مشاركة «ريادات» في الناتج المحلي الإجمالي؟

- أعتقد أنه مازال الوقت مبكرأ لتحديد إسهام ريادات في الناتج المحلي الإجمالي، لكن قياساً إلى أننا نتم عاماً واحداً خلال الشهر الجاري (نوفمبر / تشرين الثاني 2014)، فإننا نرى المشروع ناجحاً جدّاً، وخصوصاً أن لنا زواراً يأتوننا من المملكة العربية السعودية ومن دولة الكويت.

ما هو دور المؤسسات، مثل «تمكين»، في دعم هذه المشاريع؟

- «تمكين» داعم كبير جدّاً، حيث إن هذه المؤسسة تقوم بمساعدة الفتيات المنتفعات من الوحدات التجارية في دفع إيجارات المحلات، فمن أصل 3 دنانير للمتر المربع الواحد، تدفع تمكين مبلغ دينارين.

كيف يتم تقديم الدعم لكل مشروع؟

- الدعم في «ريادات» يكون على شكل حزمة، فنحن لا نوفر المكان فقط، فمكاتبنا مفتوحة طوال الوقت لتوفير النصح والإرشاد، فنحن نساعد المنتفعات على مراجعة حساباتهن وإصلاح مكامن الخلل في حال انخفاض معدلات الربحية لديهن.

على أي من الأسس يتم اختيار المشاريع المطروحة، وتحديد أفضليتها؟

- مقاييس الإختيار لدينا في «ريادات» تتمثل في أن تكون السيّدة بحرينية، وألا يقل عمرها عن 18 عاماً، وأن يكون لديها فكر اقتصادي، بالإضافة إلى توافر الالتزام والشجاعة التي تظهرها المتقدمة أثناء المقابلة التي نجريها معها.

كيف تسهم مثل هذه المشاريع الصغيرة أو المتوسطة في تنمية القطاع الاقتصادي المحلي؟

- كما قلت سابقاً، إن الوقت مبكر جدّاً للحديث عن الإسهامات في التعزيز الاقتصادي بشكلٍ كامل، وخصوصاً أننا للتوِّ نتم عاماً واحداً، إلا أنه على سبيل المثال لدينا محلات أثاث تبيع داخل البحرين وخارجها، وهذا الأمر جيد كبداية.

كيف تتم تنشئة المرأة كرائدة أعمال في المجمع؟

- نحن نساعد المرأة المتقدمة للمشروع بالدرجة الأولى في تحويل الفكرة من الخيال إلى الواقع، حيث نقوم بدراسة المشروع معها، وإمكانية تنفيذه، والخطوات التي يجب أن يمر بها المشروع، وهذا الأمر مهمٌّ جدّاً، فخارج «ريادات» لدينا مخترعات بحرينيات حققن مراكز عالمية، ولم يكن نجاحهن ليتم لولا وجود حاضن رئيسي وداعم لأفكارهن.

ما هي التحديات التي واجهها المشروع منذ البداية، أو مازال يواجهها حتى الآن؟

- بالنسبة إلى «ريادات» لا توجد لدينا تحديات، بل التحديات تكون للسيدات أنفسهن، فدورهن أن يغيرن نظرة المجتمع بالنسبة إلى المشروع كحاضنة اقتصادية بحرينية وليس مجمعاً تجاريّاً بحتاً، والتعامل معه وفق هذا المفهوم، والتحدي الآخر يشتركن فيه مع أي تاجر يحمل مشروعاً صغيراً باستثناء أنهن يجدن الدعم المناسب.

في ظل موجة المجمعات التجارية المنتشرة في البحرين، كيف يمكن لـ «ريادات» منافستها؟

- من وجهة نظري، فإنها مسألة وقت وتوعية، فعلى سبيل المثال كان الإقبال على المجمع في الأربعة الأشهر الأولى ضعيفاً جدّاً، فكان الناس يتصورون أن المحل حكومي أو مخصص للنساء فقط. من جهة أخرى، فإن المجلس الأعلى للمرأة يقدم إلينا المساعدة من هذه الناحية، فإذا قدم ضيوف من خارج البحرين تكون «ريادات» وجهة لزيارتهم، بالإضافة إلى زيارات المدارس والجامعات لنا في المجمع.

كما أن السيدات المالكات للمشاريع أنفسهن يقومن بعمل فعاليات في محلاتهن، بالإضافة إلى الفعاليات التي يدشنها «ريادات» في مواسم مثل شهر رمضان.

ماهي المخاطر التي يواجهها أي حامل لمشروع صغير في حال عدم وجود حاضنة اقتصادية له في البلاد؟

- أهم خطر يواجهه أي حامل لمشروع هو عدم توافر دراسة الجدوى له، وعدم الوعي بأهميتها (دراسة الجدوى) التي تتمثل في أنها تكون بمثابة نقطة يتم الرجوع إليها في أي وقت؛ لدراسة تطور المشروع من عدمه، وبالتالي معرفة مكامن الخلل والعمل على إصلاحها أو نقاط القوة والعمل على تعزيزها. الأمر الآخر يتمثل في إيجارات المحلات المرتفعة بالإضافة إلى توافر الشخصية الريادية من عدمها، فلا مكان للشخصية المترددة وغير الواثقة في السوق الاقتصادي.

كيف تقلل مثل هذه المشاريع من نسبة البطالة الموجودة في البلاد؟

- من وجهة نظري، يكمن الخلل في نظرة المجتمع البحريني إلى الأعمال التي توفرها مثل هذه المشاريع، فنحن في «ريادات» عرضنا على سيدات كثر الانضمام إلى العمل معنا كمحاسبات أو للعمل في المبيعات، ورفضن بحجة عدم توافر الوقت الكافي.

في ظل وجود مؤسسات تجارية أخرى منافسة لـ «ريادات»، كيف يتم جذب المستهلك البحريني له؟

- في الحقيقة، إننا نعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التقليدية من صحافة ومذياع وتلفاز، وكما ذكرت نعتمد على الفعاليات التي تنظمها السيدات في محالهن، والفعاليات التي يقيمها «ريادات».

كيف تجدين مستقبل مثل هذه المشروعات في البحرين؟

- نستطيع القول، من الآن، إننا لم نكن نتوقع هذا الإقبال على «ريادات» كفكرة، كونه مخصصاً لمشاريع مملوكة للنساء البحرينيات، وحاليّاً بنك البحرين للتنمية يخطط للتوسعة، وأن يكون هناك تخصص للحاضنات، بمعنى أن تتوافر حاضنات للزرع / حاضنات للفن... الخ.

العدد 4465 - الخميس 27 نوفمبر 2014م الموافق 04 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً