هدمت وزارة شئون البلديات والتخطيط العمراني قبل عامين تقريباً منزل المواطن عبدعلي حبيب، في الوقت الذي رُحلت فيه العائلة إلى شقة إيجار، دون أن تتكفل الوزارة بدفع بدل للإيجار، تحول منزلهم إلى أرض مهجورة.

عائلة عبدعلي المكونة من زوجته وابنته المعاقة ذهنياً وابنيهما يقطنون حالياً في شقة مبنية من أسطح معدنية لدى أقاربهم ويدفعون إيجاراً مقابل هذه الشقة وقدره 120 ديناراً، في حين أن منزلهم تحول إلى قطعة أرض مهجورة بعد أن هدمتها الوزارة.

وقال عبدعلي في حديث إلى «الوسط»: «منزلنا هو منزل ورثة أتشارك فيه مع أخي وأختي، وقام أخي ببيع قطعته في حين بقيت قطعتي والتي تبلغ مساحتها 40 *40، كان المنزل آيلاً للسقوط لا يتحمل الأمطار والعواصف أبداً».

وأضاف قائلاً :»في العام 2007 قدمت طلباً ضمن البيوت الآيلة للسقوط وتم الموافقة على طلبي، إلا أنه بعد فترة من الزمن تحول الطلب إلى ترميم، ورضينا بالواقع، وحاولت الوزارة ترميمه إلا أنه بعد المعاينة تأكدت بأن الوضع لا يسمح ولابد من هدم المنزل وإعادة بنائه من جديد وخصوصاً أن فصل المنزل بين الورثة أدى لعدم وجود مرافق فيه». وتابع قائلاً: «بعد أن كان من المقرر بناء طابقين في المنزل، قررت البلديات بناء طابق واحد بقيمة 10 ألاف دينار، ووافقنا على ذلك على الرغم من صغر مساحة الأرض».

وأوضح أنه بعد ثلاثة أعوام غادر المنزل بعد أن أبلغته الوزارة أنه سيتم فصل التيار الكهربائي عن المنزل تمهيداً لهدمه، مشيراً إلى أنه غادر المنزل وفصل التيار الكهربائي، في الوقت الذي هدم فيه البيت بعد مرور عام على فصل التيار، مبيناً أن الإجراءات كانت تسير ببطء.

ولفت عبدعلي إلى أنه منذ هدم منزله حتى قبل ثلاثة أسابيع وهو يتابع مع المجلس البلدي طلبه، مشيراً إلى أن جميع المنازل في منطقته تم هدمها وإعادة بنائها، في الوقت الذي مازالت فيه أرض منزله مهجورة هو وجاره.

وذكر عبدعلي أن مراجعاته مع المجلس البلدي لم تسفر عن نتيجة طوال الأعوام الماضية، إذ إنه في كل مراجعة يماطل المسئولون، مشيراً إلى أن هناك خطابات من المجلس إلى الوزير بشأن التسريع في عملية البناء وفي المطالبة بدفع بدل إيجار، إلا أنه على الرغم من ذلك لم يبنَ منزله ولم تدفع الوزارة إيجار شقته الحالية.

وأشار عبدعلي إلى أن في آخر المراجعات أكد المسئولون أنه سيرتب لقاء بينه وبين الوزير لمعرفة أسباب تأخر بناء منزله، مبيناً أنه حتى الآن لم يُرتب هذا الموعد.

وقال:»عمري الآن 63 عاماً وزوجتي 48 عاماً وأبنائي الثلاثة مشردين اليوم فنحن نعيش في شقة من أسطح معدنية ولا نقدر على دفع إيجار شقة بـ200 دينار، إذ إن راتبي التقاعدي 350 ديناراً ومصاريف الحياة جداً مكلفة».

وأضاف قائلاً: «نحن اليوم كالمشردين فالأرض موجودة ولكن غير مبنية، إضافة إلى أن طلبنا الإسكاني يعود إلى العام 2001، لقد تعبت من المراجعات فأنا اليوم لست شاباً لأقوم بمثل هذه المراجعات التي لا أحصل منها إلا على المماطلة من المسئولين».

وتساءل عن السبب وراء تأخر بناء أرضه بعد أن هدمت، في الوقت الذي بنيت فيه منازل آخرين تقدموا بطلب البناء بعده بفترة طويلة، إذ إن هذه المنازل هدمت وأعيد بناؤها.

وناشد عبدعلي المسئولين بالإسراع في عملية بناء منزله، مع التكفل بدفع إيجار الشقة التي يقطن فيها حالياً، مؤكداً أن ذلك من حقوقه.