«مأساة» أخرى شهدتها «قمة وديربي» الكرة البحرينية لا يدركها إلا من يتابع جيدا مدى ما وصلت إليه الكرة الدولية والعالمية من مستوى متطور ومتقدم، وتتعلق «المأساة» الثانية في قمة كرتنا بالزمن الفعلي للمباراة والتي بقت خلاله الكرة في متناول الفريقين أو لاعبيهما على أرضية المستطيل الأخضر.

المباراة التي وصلت دقائقها الإجمالية إلى 98 مع الزمن المحتسب بدل الضائع الذي قدره الحكم الدولي جميل جمعة بـ»8» دقائق ضاع أكثر من نصفها هدرا وبنسبة وصلت إلى نحو 57 في المئة من زمنها الفعلي، وبقي اللعب متوقفا غالبية الفترات إما بسبب وجود الأخطاء «الفاولات» أو إضاعة الوقت كادعاء الإصابات أو الوقوع على أرضية الملعب، بالإضافة إلى كثرة الاحتجاجات والاعتراضات من قبل اللاعبين، وهي السمة الغالبة على الكرة البحرينية، وتؤدي في نهاية المطاف إلى قتل المباراة من الجانب الفني، ويمكن أن يكون لغياب العقلية والثقافة عن جميع أطراف الكرة دورا في ضياع زمن المباريات.

مباراة المحرق والرفاع شهد شوطها الأول الذي امتد زمنه إلى «46» دقيقة بعد احتساب دقيقة واحدة مضافة من قبل جميل جمعة، شهد نسبة لعب فعلي وصلت إلى «46 في المئة»، بعدما خاض الفريقان زمنا فعليا وصل إلى «21.50» فقط، وأما الشوط الثاني فإنه شهد احتساب «8» دقائق إضافية ووصل زمنه إلى «52» دقيقة، إلا أن الزمن الفعلي لم يتجاوز «20.50» دقيقة فقط، وبنسبة وصلت إلى «39 في المئة» من الزمن الفعلي للشوط، وبهذه الأرقام تكون نسبة اللعب الفعلي من زمن المباراة بين شوطيها تصل إلى «43 في المئة» وهي نسبة جدا متدنية وقليلة بالمقارنة مع متوسط اللعب في دول أخرى، وبمعدل لعب وصل إلى «42.40» دقيقة.

وللمقارنة بين ما شاهدناه في مواجهة «القمة» البحرينية مع واحدة من المباريات الأوروبية وتحديدا بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الانجليزي في دوري الأبطال على أرضية ملعب انفيلد بالمدينة الانجليزية سنجد الفرق الشاسع بين ما نشاهده في ملاعبنا من «عك وعشوائية» وبين ما نشاهده في الكرة الأوربية المتطورة جدا، إذ بلغت نسبة اللعب في تلك المباراة «68 في المئة» من زمنها الفعلي والذي وصل إلى «64.14» دقيقة من مجموع وقت المباراة الكامل والبالغ «93» دقيقة، أي أن الفارق بين مباراة القمة الحقيقية، ومباراة «القمة» المحلية بلغ نحو 21 دقيقة.