العدد 4474 - السبت 06 ديسمبر 2014م الموافق 13 صفر 1436هـ

غضب في لبنان بعد مقتل عسكري محتجز لدى جبهة «النصرة»

«داعش» يعدم 16 فرداً من عشيرة البونمر العراقية ويقتحم مطاراً عسكرياً سورياً

مسلحون عند نقطة تفتيش في قرية البزالية اللبنانية - reuters
مسلحون عند نقطة تفتيش في قرية البزالية اللبنانية - reuters

انتشر مسلحون منذ صباح أمس السبت (6 ديسمبر/ كانون الأول 2014) في شوارع وطرق قرى عدة في منطقة البقاع في شرق لبنان، بينها قرية البزالية ذات الغالبية الشيعية التي يتحدر منها العريف علي البزال، العنصر في قوى الأمن الداخلي، الذي أعلنت «جبهة النصرة» إعدامه الليلة قبل الماضية.

في الوقت نفسه، عمد أفراد من عائلات العسكريين والأمنيين الآخرين الذين لا يزالون مخطوفين إلى قطع طرق عدة في العاصمة اللبنانية والشمال والبقاع بالسيارات والعوائق، مانعين السيارات من المرور، ومطالبين الحكومة اللبنانية بحل قضية أولادهم المهددين بالقتل.

وطالبت عائلة علي البزال الحكومة اللبنانية بتنفيذ الإعدام بموقوفين إسلاميين في السجون اللبنانية رداً على إعدام ابنها، كما أعلنت أن بلدة البزالية ستمنع مرور أي مساعدات متجهة إلى اللاجئين السوريين المقيمين في بلدة عرسال القريبة من بلدتهم وذات الغالبية السنية والمتعاطفة إجمالاً مع المعارضة السورية.

وقال مسئول حكومي كبير لوكالة «فرانس برس» أمس (السبت) إن الحكومة لم تتلق تاكيداً بشأن مقتل البزال باستثناء ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن ثلاثة جنود كانوا في عداد المخطوفين وقتلوا خلال الأشهر الماضية على أيدي تنظيمي «داعش» و»النصرة»، و»لم نتسلم جثة أي منهم».

ونشرت «جبهة النصرة» قبل منتصف ليل الجمعة السبت بياناً على حسابها على موقع «تويتر» مرفقاً بصورة للبزال راكعاً على الأرض، بينما مسلح يطلق النار على رأسه من سلاح رشاش من الخلف.

وقالت في البيان إنها نفذت الإعدام رداً على توقيف الجيش اللبناني أخيراً زوجة سابقة لزعيم تنظيم «داعش» ابي بكر البغدادي مع ثلاثة من أولادها بينهم ابنة البغدادي، وزوجة القيادي السابق في «جبهة النصرة» المبايع لتنظيم «داعش» ابي علي الشيشاني مع ولديه.

وأوضح المسئول الحكومي أن هذه التوقيفات جاءت «بناءً على شبهات من الأجهزة الأمنية في ارتباط المرأتين» بمجموعات متطرفة تنشط في لبنان.

وأعلنت «جبهة النصرة» في بيانها أنها ستعمد إلى قتل محتجز آخر لديها، إذا لم يتم الإفراج عن «النساء والأطفال» المعتقلين لدى الجيش.

وتوعد القيادي في جبهة «النصرة» جناح تنظيم «القاعدة» في سورية أبو علي الشيشاني بالهجوم على نساء وأطفال الشيعة في لبنان وإنهاء محادثات لإطلاق سراح أكثر من 24 فرداً في قوات الأمن اللبنانية بعدما ألقت السلطات القبض على زوجته.

ودفع الغضب الليلة الماضية مسلحين في البزالية ومحيطها إلى خطف مواطنين سنة من عرسال. وذكر تقرير أمني أن مواطناً من عرسال تعرض لإطلاق نار وقتل. إلا أن المصدر إياه أوضح أمس أن المواطن أصيب بجروح خطيرة، وأنه في المستشفى من دون أن يتمكن من توضيح ملابسات الحادث.

كما أشار المصدر إلى الإفراج عن الأشخاص الذين خطفوا ليلاً.

إلا أن عائلة علي البزال أصرت على تصعيد موقفها.

وعقد أعيان منها مؤتمراً صحافياً السبت طالبوا فيه من الحكومة اللبنانية «أن تباشر فوراً بتنفيذ أحكام إعدام صادرة في حق إرهابيين (...)» وهم موقوفون في السجون اللبنانية. كما أكدوا أنهم «لن يسمحوا لأي جهة دولية أو محلية بالمرور في بلدة البزالية لإيصال مساعدات» إلى السوريين في عرسال، متهمين هؤلاء بأنهم «ليسوا نازحين، بل حفنة من الإرهابيين التكفيريين الذين انقضوا على أبناء جيشنا الغالي عند أول فرصة».

وعلى الجانب السوري، اقتحم تنظيم «داعش» فجر أمس (السبت) مطار دير الزور العسكري وخاض معارك عنيفة داخل أسواره مع القوات النظامية السورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وجاء الاقتحام بعد عملية تفجير نفذها انتحاري من التنظيم «في بوابة المطار الرئيسية، وبعد قصف عنيف ومكثف بالمدفعية وراجمات الصواريخ من التنظيم على تمركزات لقوات النظام في المطار»، حسب المرصد.

وبدأ الهجوم الأخير للتنظيم على المطار الأربعاء، وأسفر حتى أمس، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري، عن مقتل 121 مقاتلاً من الطرفين، هم سبعون عنصراً من تنظيم «داعش» و51 من القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها.

وقال المرصد إن عناصر التنظيم «أقدموا على فصل رؤوس بعض جثث الجنود السوريين عن أجسادهم».

وفي مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الحدودية مع تركيا، قال المرصد السوري إن «وحدات حماية الشعب» الكردية شنت هجوماً على مواقع تنظيم «داعش» في منطقة بوطان شرقي عند أطراف هضبة مشتة نور جنوب شرق المدينة، ما تسبب بمقتل «ما لا يقل عن 17 عنصراً من التنظيم، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن المقاتلين الأكراد تمكنوا من سحب جثث 14 منهم. وسجلت خسائر لم تحدد في صفوف الأكراد.

أما في العراق، قال زعيم عشائري ومصدر بمستشفى أمس (السبت) إن مقاتلي تنظيم «داعش»اختطفوا وقتلوا 16 فرداً من عشيرة عراقية في محافظة الأنبار بغرب العراق.

وقال زعيم عشيرة البونمر، الشيخ نعيم الكعود لـ «رويترز» إن مقاتلي (داعش) اختطفوا رجال العشيرة منذ ثلاثة أيام. وبناءً على إخبارية قام رجال العشيرة بتفتيش موقع يبعد نحو عشرة كيلومترات إلى الشمال من بلدة هيت ليعثروا على الجثث في بئر.

ونقلت الجثث إلى مستشفى في هيت حيث قال طبيب إن أصحابها أصيبوا بأعيرة نارية في الرأس والصدر.

العدد 4474 - السبت 06 ديسمبر 2014م الموافق 13 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً