العدد 4475 - الأحد 07 ديسمبر 2014م الموافق 14 صفر 1436هـ

«السهلة» تؤبن الجمري للعام الثامن... وسلمان: الشيخ سعى لتعزيز كرامة المواطن

الجمعية تستعد لإطلاق فعالية «الوطن يجمعنا» ومشروعي «سنابل الخير» و «جامعي في كل بيت»

الشيخ علي سلمان متحدثاً في التأبين - تصوير أحمد آل حيدر
الشيخ علي سلمان متحدثاً في التأبين - تصوير أحمد آل حيدر

أبَّنت السهلة الجنوبية بمأتم الرسول الأعظم أمس الأول (السبت) المرحوم العلامة الشيخ عبدالأمير الجمري (1937 - 2006) وذلك في الذكرى السنوية الثامنة لرحيله والتي تصادف الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، وخلال التأبين تم استعراض تاريخ حياته ومحطاتها المختلفة، وعرض مقاطع من كلماته رحمه الله.

وفي ذلك ألقى الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان كلمة في حفل التأبين قال فيها: «كل مولود يولد على الفطرة وتلعب بعد ذلك التربية دوراً في ترسيخها أو حرفها وقد وفق الله الشيخ الجمري بأسرة كريمة تربت على هذه الفطرة وزكَّتها حتى شبّ على هذه الفطرة والتربية فكان إنساناً سوياً في كل أبعاد حياته، فقد كرَّس حياته لبذل كل ما يستطيع من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض ووجد بأنه لا يمكن لكلمة الله أن تكون العليا وعباد الله يُستعبدون في الأرض فسعى لإعلاء كلمة الله ورفض استعباد الناس والدعوة لصون كرامتهم».

وأشار إلى أن الشيخ انخرط في العمل السياسي مبكراً كخطوة بحسب قراءته للواقع آنذلك لرفع الظلم الذي يعلم تفاصيله بحكم اطلاعه التاريخي الكبير وذلك لصنع واقع إنساني كريم لهذا الشعب.

وبيّن بأن الشيخ عمل طوال سنوات حياته لجل ذلك ولم يثنِه أي أمر ودفع ضريبة هذا العمل، وقال: الشيخ وقف ضد الباطل وحاربه ولكنه لم يكره أحداً وتعاون مع الجميع للبناء ولم يتمكن أحد من شرائه بالإغراء أو الترهيب، ومدرسته هي من أنتجت ثبات أبناء هذا الشعب اليوم وعلينا أن نكمل المسيرة مسيرة العزة والكرامة لكل أبناء هذا الوطن».

وبدوره ألقى مسئول دائرة الحريات وحقوق الإنسان بجمعية الوفاق سيد هادي الموسوي كلمة عائلة الشيخ الجمري، إذ قال: «الشيخ الجمري رجل في وطن ضائع أراد أن يجد مكاناً لهذا الوطن بين الأوطان وأن يسعى في مساحته الصغيرة لتعزيز قيمة الإنسان لم يهدأ له بال ولم يستقر له حال فطرق كل السبل المشروعة المتاحة واخترق كل المألوف من المجهود والعطاء والبذل اقترب من الشركاء في الوطن وقدم وأهله ما يعزّ عليه لما هو أعز عليهم وهو الشعب فعوقب ولوحق وتم التضييق عليه وتم استهدافه لتغيير مسار طريقه وضمان تراجعه ولكنه رحمه الله مسكون بحب الناس وهمِّ الناس وأمل الناس ومعاناة الناس ومستقبل الناس فلم يجد خياراً غير الإصرار على الاستمرار لأنه يجد في ذلك رضا الله سبحانه وتعالى لم يقم بما قام به ترفاً ولا حنقاً على أحد أو لسمعة أو جاه وإنما لرضا الله».

وأضاف: «الشيخ الجمري الشاعر الأديب المؤلف المحاضر الأستاذ مؤسس الحوزة العلمية القاضي الشرعي النائب البرلماني المعارض السياسي القائد الذي أراد تصحيح مسار هذه الأمة رحل عنا ولكنه مازال فينا بإصرار صلب يرفض حياة الاستعباد».

ونقل الموسوي شكر وتقدير عائلة الشيخ الجمري للقائمين على إحياء الذكرى السنوية للشيخ في كل عام بالتأبين أو بالفعاليات أو المسابقات وغيرها.

وبدوره تحدث رئيس جمعية الشيخ الجمري الخيرية سيد مجيد سيد علي في حفل التأبين إذ قال: «لكل أمة رجالاتها وحين نحتفي بهم يطرح السؤال: كيف لنا أن نفعل ذلك وفي أي اتجاه نعمل هذا الاحتفال أتصور أن احتفالنا بمثل هذه الشخصيات يأخذ ثلاث مسارات: الأول ربما يأخذ التأكيد للتعرض لأوصافهم الشخصية ودورهم ونشاطاتهم وغيرها، الثاني ربما يتوقف عند الأحداث والأنشطة والبرامج والأدوار التي قاموا بها في حياتهم أما الثالث فهو تحويل الإرث والزخم لمشاريع ترفد المسار الذي خطاه والبرامج التي بدأها ووفقاً لذلك جاءت الجمعية».

وتطرق إلى مزايا الشيخ الجمري، إذ تناول إنسانيته في التعامل مع الإنسان وثقته الكبيرة بقدرات أمته وأبنائها من الجنسين وتميزه بالريادة في الانتفاح على العالم. والمستجدات مما انعكس على نهجه وخطابه ومشاريعه كما تميز باهتمامه المبكر بالتعليم الجامعي وكان رائد التنمية المجتمعية في الوطن الغالي.

وفيما يتعلق بالجمعية، ذكر أنه إذا أرادت أن تنتهج نهجه عليها النهوض بالمجتمع والارتقاء به وأن تزرع الثقة بالنفس مقابل الانكفاء وتغرز العزة والكرامة قبالة الذل وتبعث على الكرامة في العيش قبالة الفقر والعازة وترفع مستوى العلم قبالة التجهيل وتغرز روح الانتماء مقابل التهميش والإقصاء، لافتاً إلى أن تلك الخطوط هي مشاريع الجمري الخيرية وفقاً لمساره وثقافته.

وأشار إلى أن طرح مشروع الجمري الخيرية جاء كوفاء لدربه وعطائه، وأن الجمعية انطلقت لتكمل مسيرته وتأخذ من الجانب التنموي للمجتمع محوراً أساسياً لأنشطتها وتحديداً للتعليم وعليه كان شعارها الأول هو «التعليم أولاً» على حد قوله.

وواصل بأنه وعلى المتسويين الرسمي والأهلي يطرح سؤالاً عمّا نحن عليه في عام 2030، لافتاً بأنه في الجمعية طرح هذا التساؤل وما هي الصورة التي يجب أن يكون عليها أبناء الشيخ الجمري ومحبوه في هذا الوقت.

وبيّن بأنه وفي عام 2030 أبناء الجمري وشعبه ومحبوه عليهم أن يتذكروا أهم محطاته وهي الاهتمام باللحمة الوطنية والتركيز على الصفة الإنسانية والاهتمام بالتعليم والجانب الثقافي والعلمي، لافتاً إلى أن كل ذلك ما هي إلا روافد تؤسس مسيرة تنموية بشرية شاملة لهذا الوطن.

وذكر بأن الجمعية أطلقت عدة مشاريع ومحطات منذ إشهارها، لافتاً إلى أن أنهم اتخذوا من ذكرى وفاته لإطلاق فعالية جامعة تحت عنوان «الوطن يجمعنا» في قلب العاصمة (المنامة) وتحديداً في بيت القرآن لما له من خصوصية لدى أبناء البحرين والتي تقام في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري أو الأسبوع الأول من الشهر المقبل، منوهاً إلى استعدادهم لها هذا العام.

وتابع بأنه وتحت شعار «التعليم أولاً» تم إطلاق حملة لنشر ثقافة التعليم وتشجيع العطاء في هذا المجال والانفتاح على كثير من المؤسسات والمراكز الأهلية للتركيز على هذا الجانب ودعمه، منوهاً إلى انطلاق الجمعية بمشاريع تنموية في مجال التعليم والبدء بمنحتين دراسيتين عام 2011 ليرتفع عددها هذا العام ليستفيد 150 طالباً جامعياً من أنشطة الجمري التنموية في مجال التعليم.

وأضاف بأن الجمعية أطلقت مشروع مسار التميز لطلبة الثانوية والذي يسهم بإعدادهم لبدء الحياة الجامعية واختيار التخصص والجامعة، منوهاً بأنه وخلال ثلاث سنوات استفاد من المشروع قرابة 500 طالب من مختلف مناطق البحرين.

وقال: رسالتنا هي تخريج كفاءات علمية باسم الجمري ذات مستوى عالٍ، نريد أن نخرج سفراء علم ومعرفة لتنمية المجتمع ويكونون مطلوبين في دول العالم لكفاءتهم ويمارسون دورهم كرواد للعلم والمعرفة، نريد ذلك لأننا نعلم بأن العالم يتعرض لأزمة عقول وكفاءات والدول في العام 2030 ستبحث عنها ومع تطور وسائل الاتصال سيسهل علينا تصدير تلك العقول لتلك الدول التي ترغب في استقطاب الكفاءات وعلينا أن نكون في هذا الصف.

هذا وأعلن عن مشروع «جامعي في كل بيت»، منوهاً إلى أن الجمعية ستطلقه في المرحلة المقبلة ويهدف إلى أن يكون في كل بيت جامعي أو جامعية وذلك بالتنسيق مع المؤسسات المحلية بهدف إنتاج عقول وكفاءات بحرينية، فيما لفت إلى أن المشاريع لا تقام بلا موازنات ومن هذا المنطلق ستسعى الجمعية لإطلاق مشروع سنابل الخير وهو مشروع يقوم على مساهمة كل عائلة يفوق دخلها الـ500 دينار بـ100 دينار سنوياً أي ما يعادل أقل من 10 دنانير شهرياً للمشروع والذي من شأنه أن يضمن بألا يبقى متفوقاً أو راغباً في الدراسة بلا مقعد جامعي وأنه مع حلول عام 2030 ستكون مناطقنا وقرانا مصدراً للعقول والكفاءات.

العدد 4475 - الأحد 07 ديسمبر 2014م الموافق 14 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 7:13 ص

      الله يرحمك يا ابو جميل

      الشيخ عبد الامير الجمري من المناضلين و المطالبين بالحق و العدل و الله يسكنه فسيح جناته يا الله

    • زائر 1 | 9:52 م

      الله يرحم الشيخ عبدالامير الجمري

      الشيخ عبدالامير الجمري رمز من الرموز التي حركت انتقاضة التسعينات وكان له دوار كبير في الحراك الشارع ايام التسعينات وقبل التسعينات .

اقرأ ايضاً