العدد 4475 - الأحد 07 ديسمبر 2014م الموافق 14 صفر 1436هـ

قضماني: حكومات سخرت أجهزتها للتعامل بإجرام مع تعددية مجتمعاتها وفككت نفسها

بسمة قضماني مشاركة في منتدى حوار المنامة- تصوير محمد المخرق
بسمة قضماني مشاركة في منتدى حوار المنامة- تصوير محمد المخرق

ضاحية السيف - صادق الحلواجي 

07 ديسمبر 2014

قالت المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي بسمة قضماني: «إن حكومات دول سخرت أجهزة الدولة بشكل سيئ وتعاملت بإجرام مع تعددية مجتمعاتها، وأدى ذلك إلى تعقيد مشهدها السياسي وتفكيك نفسها داخلياً».

ونصحت قضماني بضرورة لجوء الدول التي تشهد صراعات سياسية وأمنية داخلية إلى «الحوكمة العددية»، ورأت أنها «مفتاح السلام للمنطقة».

وأسهبت المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي خلال الجلسة الأخيرة ضمن جدول أعمال حوار المنامة في نسخته العاشرة أمس الأحد (7 ديسمبر/ كانون الأول 2014)، والتي كانت تحت عنوان «قراءة لعشر سنوات من التغيرات الأمنية والإقليمية»: «تعلمنا من خلال أحداث العقد الماضي التي حدثت في المنطقة أن الحوكمة للمجتمعات التعددية هي المفتاح لأمن المنطقة وسلامها، وذلك لسببين، الأول أن المؤسسات التي تنظم العلاقات بداخل المجتمع هي من يجب أن تحدد العلاقات بينها، حيث شهدنا حكومات تعاملت بشكل غير مسئول وإجرامي مع التعددية بداخل مجتمعاتها واستفادت من مؤسسات الدولة في هذا السياق»، معتبرةً أن «الحوكمة السيئة هي التي فككت المجتمعات وأدت إلى قتل جماعي ونزاعات متطرفة مختلفة».

وتطرقت قضماني إلى تداعيات «الربيع العربي» وما تبعه، وقالت: «إن تغيراً كبيراً على مدى الأعوام الأربعة الماضية شهدته الحركات السياسية التي عبئت خلال هذه الفترة، وكان لدينا مجموعات إسلامية تبرز ويبرز دورها في بداية الربيع العربي، وكانت هذه الحالة في السياق السوري مثلاً، لأن النزاع المسلح كان يغذى ويمول من أطراف تراهن على الطابع الإسلامي، وما حصل في مصر كان نقطة تحول أيضاً. وأعني أنه بات لدينا اليوم رسالة تقول إن الأجهزة العسكرية والأمنية هي الوحيدة القادرة على منع التطرف، وهذا قد يدفعنا أحياناً إلى تعريف كل مجموعة إسلامية على أنها متطرفة، وهذا لا يساعد على الحل».

ودعت المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي إلى استقاء درس ذكرت فيه: «في مرحلة بعد النزاع لابد من إعادة بناء الأجهزة الأمنية بسبب خطر فعلي هدد المجتمعات، ولا يمكن لنا أن نتحدث عن حل سياسي أو بناء مؤسسات الدولة من دون أن نبدأ ولسوء الحظ إلا بالأجهزة الأمنية، ففي السياق السوري نحاول أن نخرج من قبضة الدكتاتورية لكن في إطار حرب على الإرهاب. والمجتمع الدولي للأسف ينظر إلى المنطقة على صعيد أولوية واحدة، وهي الحرب على «داعش» والإرهاب، وهذا ما ينقلني إلى بعد حيوي في هذه الحرب، كونها تكبر حالياً، فالحرب تركز اليوم على العراق فقط، وهو ما يعقد الوضع في سورية بدلاً من حله أو تعليقه».

ورأت قضماني «التعامل مع العراق أولاً ثم سورية ثانياً يعني أنه من الممكن أن نرى زيادة لقدرات «داعش» في سورية كنتيجة لتغير الإدارة للحرب، وما يحصل في العراق له تأثيرات في سورية والعكس، لكن غياب استراتيجية محددة في سورية هو بلاشك يعقد الوضع في هذه الدولة».

وعلقت المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي على التصريحات الروسية التي قالت فيها إنه «توجد عملية انتقالية في سورية من دون رحيل الرئيس بشار الأسد»، وذكرت قضماني أن «الحل الروسي لا يطمئن لحل الأزمة، فلا توجد استراتيجية لحل الموقف، وسورية بحاجة حالياً لمكافحة الإرهاب، والمجموعات التي كانت تقاتل النظام تفهم جيداً أن خطر «داعش» كبير ولابد من التصدي له، لكن لا يمكن أن نفهم أو نقول إن كل هذه المجموعات جاهزة للتصدي لـ «داعش» في حال أعطوا ضمانات على النتيجة النهائية، وأن ثمة استراتيجية تؤدي إلى القضاء على «داعش» وتوفر حلاً أيضاً للمجازر التي ترتكب من قبل النظام».

وشددت قضماني على ضرورة وجود استراتيجية على المستوى العسكري، ولاحقاً على المستوى السياسي. وخلال هذه اللحظة، يبدو واضحاً أن ثمة حاجة ملحة لتوفير آلية للاستقرار، فإن لم نعرف الاستراتيجية ولا الأهداف النهائية فإن الحل صعب لإحلال السلام والاستقرار».

ودفعت المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي إلى توسيع برنامج «درب وجهز» لإرساء الاستقرار وتحديد العدو الحقيقي، وإلا فإنه واضح أن استراتيجية أميركا والتحالف لن تنجح».

وأشارت قضماني إلى جانب الحل السياسي، وقالت: «إن السوريين بإمكانهم تحديد الكثير داخلياً، مثل تحديد سلسلة زمنية لهذا الحل وجدول الأعمال، على أن توقف دول المنطقة المساعدات العسكرية للنظام وتسحب المجموعات التي تقاتل إلى جانبه»، مردفةً أن «إرساء الاستقرار عنصر أساسي، وتحديد الخطوط العريضة للتسوية السياسية وتوضيح الإطار له هو من شأنه أن يضع الأجهزة الأمنية في قلب العملية السياسية. وأشير هنا إلى الجيش النظامي والآخر الحر».

وتطرقت المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي إلى بعد متصل بالتعددية والتنوع في المجتمع السوري، وأفادت بأن «سورية بحاجة إلى نظام سياسي بعيد عن أي تصنيف مذهبي وطائفي». وأما على الصعيد الدولي الإنساني، أكدت قضماني أن «السوريين بحاجة إلى الغذاء، فالحصص الموزعة عليهم قلت بمقابل ارتفاع عدد من يحتاجونها، وعملية التحضير لعملية البناء والاعمار يجب أن تعبئ السوريين بعيداً عن خطوط الطائفية والفئوية».

العدد 4475 - الأحد 07 ديسمبر 2014م الموافق 14 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً