سادت («أجواء الاستياء والسخط) الشارع الرياضي المحب للكرة الطائرة البحرينية، وذلك على خلفية النتائج التي حققها «الأحمر» في البطولة العربية للكرة الطائرة والتي اختتمت منافساتها يوم الجمعة الماضي وحقق لقبها المنتخب المصري على حساب نظيره القطري بثلاثية نظيفة.

حصيلة «الأحمر» كانت حلوله خامساً بعد مصر البطلة وقطر الوصيفة والجزائر صاحبة الميدالية البرونزية والكويت التي جاءت رابعاً. هذا المركز جعل الكثير من الجماهير والمتتبعين باللعبة يبدون استياءهم الشديد من النتائج التي تحققت على رغم إقرار الكثير منهم بأن المنتخب طرأت عليه عملية تجديد في بعض عناصره كما استغنى القائمون عليه عن بعض الأسماء ذات السيط. لكن التساؤل الأكثر رواجاً من هؤلاء كان: هل كان ضرورياً أن تحدث عملية التجديد بهذا التوقيت؟ وهل الأسماء التي تم الاستغناء عنها باتت لا تقدم الإضافة لـ»الأحمر» بعدما ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات وآخرها «الذهبية الخليجية» العام الماضي وبالدوحة بالذات؟. كما أن هؤلاء مؤمنون بنظرية «الميدان يا حميدان»، وذلك في إشارة إلى أنه يجب على الأسماء الصاعدة أن تنافس نظيرتها صاحبة الخبرة والبقاء للأفضل بعدها.

أما البعض الآخر فكان مؤيداً للاستراتيجية التي اتبعها الاتحاد، معللين ذلك بأن التغيير «سنة الحياة» وأن المنتخب بحاجة ماسة إلى دماء جديدة... لكن حتى بعض من يتبنى هذا الرأي وجه انتقادات صريحة بعد الخسارة القاسية من الكويت والتي جاءت أشبه بضربة قاصمة لهذا المشروع وخصوصاً أننا كنا نتفوق على «الأزرق الكويتي» بصفةٍ شبهِ دائمة.

آراء أخرى ذهبت بعيداً واشتكت من عدم وجود آلية لوضع الخطط الفنية من قبل الاتحاد، وبالتالي حمّلت مجلس الإدارة هذا الإخفاق وطالبت بعقد مؤتمر صحافي لتوضيح حقيقة الاستراتيجية الموضوعة، وهل هي كانت سبباً أيضاً في رفض «السوبر» فاضل عباس العدول عن قرار الاعتزال، لأن المنتخب بغيابه افتقد لعنصر آخر من عناصر الخبرة.

فيما وجه البعض سهام النقد إلى الجهاز الفني بقيادة المدرب يوسف خليفة ومساعده غازي أحمد، معتبرين أن هناك أكثر من خطأ تم ارتكابه خلال فترة الاعداد حتى خوض المنافسات... إذ يرى الكثيرون أن الاعداد لمدة تقارب الأربعة أشهر لبطولةٍ واحدةٍ أمرٌ مبالغٌ فيه وهذا أدى لدخول الملل أو التشبع في نفوس اللاعبين... كما أن هناك من انتقد بعض القرارات وخصوصاً بعد تعرض بعض اللاعبين للإصابة خلال مرحلة (الاستعداد)، فيما كان التأكيد شبه كامل بأن المنتخب افتقد إلى الثبات بالتشكيل مما تسبب بصعوبة في زرع الانسجام بين اللاعبين الذين هم أيضاً يتحملون جزءا من المسئولية بهذا الإخفاق.

أما آخر الآراء فكان أصحابه متقبلين ما حدث في الكويت؛ إذ أكدوا أن المرحلة الانتقالية التي يمر فيها المنتخب ستشهد هبوطاً طبيعياً في سقف الطموحات وخصوصاً أن «الأحمر» يشارك على الصعيد العربي لا الخليجي وعلى الجماهير أن تعي ذلك... وأكدوا أيضاً أن «الجهازين الفني والإداري وكذلك اللاعبين» اجتهدوا ولم يقصروا إطلاقا، ووجهوا الشكر لهم على كل ما بذلوه في الفترة الماضية.

رأي «الوسط الرياضي»

أما رأي «الوسط الرياضي»، فهو: من الطبيعي جداً أن تحدث بعض الإخفاقات، ولكن غير الطبيعي هو تكرارها، لذلك نأمل من اتحاد الطائرة برئاسة الشيخ علي بن محمد آل خليفة الذي أكد خلال مقابلة تلفزيونية بقناة الكويت الرياضية أن الخسارة من الكويت بثلاثية نظيفة قوية وثقيلة ومن الصعب استيعابها... نأمل منه بمعية أعضاء مجلس الإدارة أن يقودوا لجنة لدراسة مدى جدوى الاستراتيجية الموضوعة للمنتخب الأول، وأن يُعقد مؤتمر صحافي لاطلاع الجماهير والمتتبعين على الأسباب التي يراها الاتحاد سبباً في هذا الإخفاق طبعاً إذا كان (الاتحاد) يتبنى هذا الرأي، وخصوصاً أن هناك تساؤلات عديدة بحاجة لشفافية في الرد من قبل المسئولين على اللعبة.