العدد 4485 - الأربعاء 17 ديسمبر 2014م الموافق 24 صفر 1436هـ

بعد 53 عاماً من القطيعة...انفتاح تاريخي أميركي - كوبي

الرئيس الأميركي باراك أوباما يلقي خطابه التاريخي عن عودة العلاقات مع كوبا- راؤول كاسترو يلقي خطاباً أعلن فيه أن هافانا وافقت على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن - afp
الرئيس الأميركي باراك أوباما يلقي خطابه التاريخي عن عودة العلاقات مع كوبا- راؤول كاسترو يلقي خطاباً أعلن فيه أن هافانا وافقت على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن - afp

أعلنت الولايات المتحدة أمس الأربعاء (17 ديسمبر/ كانون الأول 2014) عن تحسن «تاريخي» في العلاقات مع كوبا، وقالت إنها ستعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع هافانا وتخفيف القيود المفروضة منذ عدة عقود على التجارة والسفر إليها.

وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن الوقت قد حان للولايات المتحدة كي تتبنى نهجاً مختلفاً إزاء كوبا بعد عقود من العزلة التي أخفقت في إحداث تغيير سياسي في الجزيرة الشيوعية.

وأضاف أوباما «لم تنجح العزلة. حان الوقت لاتباع نهج جديد»، وذلك في إطار إعلانه نهاية الحصار المفروض على كوبا لأكثر من 53 عاماً.

وقال أوباما إن هذه السياسة لا تخدم مصلحة الولايات المتحدة أو كوبا، داعياً إلى المزيد من المشاركة بين الدولتين.

ومن جانبه، قال الرئيس الكوبي راؤول كاسترو إن ثلاثة من عملاء المخابرات الكوبية عادوا إلى كوبا أمس بعدما قضوا 16 عاماً في السجون الأميركية في إطار اتفاق لتبادل السجناء أطلقت كوبا بموجبه سراح عامل مساعدات أميركي أمضى خمسة أعوام في سجن كوبي.

وقال كاسترو إنه تحدث مع أوباما عبر الهاتف أمس الأول (الثلثاء) قبل إعلان أوباما أن الولايات المتحدة ستغير سياستها تجاه كوبا وستسعى لتطبيع العلاقات مع الدولة التي ناصبتها العداء لأكثر من نصف قرن.


بعد أكثر من نصف قرن من القطيعة

الولايات المتحدة وكوبا تتفقان على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما

واشنطن - وكالات

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأربعاء (17 ديسمبر/ كانون الأول 2014) فتح «عهد جديد» مع كوبا ملتزماً بأن يبحث مع الكونغرس رفع الحظر المفروض على الجزيرة منذ نصف قرن، بعد إعطائه الإذن بإعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة معها.

وقال أوباما في خطاب تاريخي من البيت الأبيض، إن «عزل كوبا لم يعط نتيجة»، داعياً إلى اتباع «نهج جديد» ومعلناً بالإسبانية «نحن كلنا أميركيون».

وأعلن البيت الأبيض أمس (الأربعاء) أن قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما بزيارة إلى كوبا بعد الإعلان عن تقارب تاريخي بين البلدين، ليست «مستبعدة».

وأضاف المتحدث جوش أرنست «ليس هناك أي شيء مقرر حتى الآن (...) لكني لا أستبعد زيارة رئاسية» لكوبا مؤكداً أن أوباما «إذا سنحت له فرصة للزيارة فإنه لن يفوتها».

ووافقت كوبا على الإفراج عن 53 سجيناً سياسياً في سياق التقارب التاريخي مع الولايات المتحدة، بحسب ما أفاد مسئول أميركي.

وقال المسئول إن «الحكومة الكوبية وافقت على الإفراج عن 53 سجيناً نعتبرهم سجناء سياسيين ونحن نرحب كثيراً بهذا الإفراج»، موضحاً أنه تم الافراج عن بعضهم «ونتوقع أن تتواصل عملية الإفراج».

من جانبه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استعداد المنظمة للمساعدة في تحسين العلاقات بين الجانبين. كما عبر البابا فرانسيس عن ارتياحه الكبير لما وصفه بأنه «قرار تاريخي» كما شكره أوباما على دوره في هذا التقارب.

بذلك تكون الولايات قد بدأت الأربعاء مع كوبا تقارباً متميزاً بعد نصف قرن من التوتر المتوارث من حقبة الحرب الباردة، مع وعود بالعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء وعلى تعاون أكبر في المجال الاقتصادي.

وقال أوباما، الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة، في كلمة بمناسبة وصوله إلى البيت الأبيض «هناك تاريخ من العلاقات المعقدة بين الولايات المتحدة وكوبا، لكن الوقت حان لفتح صفحة جديدة»، معلناً عن فشل سياسة العزل ضد النظام الكوبي.

في الوقت نفسه، أعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو من هافانا أنه اتفق مع أوباما على إعادة العلاقات الدبلوماسية.

وأضاف في خطاب بثته وسائل الإعلام الرسمية «هذا لا يعني أن (المشكلة) الرئيسية أي الحصار الاقتصادي تمت تسويتها».

وأشاد بالرئيس الأميركي، قائلاً «هذا القرار من قبل الرئيس أوباما يستحق اعتراف وتقدير شعبنا» موجهاً كلمة شكر إلى البابا فرنسيس الذي ساهم في التوصل إلى هذه الخطوة.

وقال «أود أن أشكر الفاتيكان على دعمه وخصوصاً البابا فرنسيس».

وجاءت كلمة كاسترو بعد أن توصل البلدان إلى اتفاق لمبادلة سجناء تم بفضله الإفراج عن المقاول الأميركي آلان غروس لقاء الإفراج عن ثلاثة كوبيين أدينوا بالتجسس هم جيراردو هرنانديز ورامون لبانينو وأنطونيو غيريرو.

وقال كاسترو إن الكوبيين الثلاثة الذين تعتبرهم هافانا «أبطالاً» وصلوا إلى كوبا الأربعاء.

وأضاف «عاد جيراردو ورامون وأنطونيو إلى وطنهم».

وأوضح «لاسباب إنسانية عاد المواطن الأميركي آلان غروس اليوم (أمس) أيضاً إلى بلاده».

ورحبت روسيا بتحرك الولايات المتحدة لتطبيع علاقاتها مع كوبا، بحسب ما نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف.

ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله إن التحرك الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت سابق يأتي في الاتجاه الصحيح وأن موسكو ستتابع العملية عن كثب.

وقال ريابكوف «إعلان اليوم لقي رداً إيجابياً منا». وأضاف «نرى ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح. لا نعتقد أن فرض الولايات المتحدة عقوبات على أي دولة له أساس شرعي وأسس قانونية». من جانبها، أشادت المدونة الكوبية، يواني شانسيز الحائزة على عدة جوائز دولية منها جائزة «أوتيجا أند جاست» للصحافة الرقمية، التي تعد واحدة من أرفع جوائز الصحافة الإسبانية، والمنشقة البارزة عن حكومة الرئيس الكوبي راؤول كاسترو بما أطلقت عليه «نهاية حقبة» بالجزيرة الكوبية.

وفي تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قالت المنشقة «إنها نهاية حقبة، وآمل أن يكون المجتمع المدني الكوبي هو نجم الحقبة الجديدة التي بدأت».

وذكرت المنشقة إن أجراس الكنائس دقت في عموم العاصمة هافانا وقالت «هناك جو احتفالي».

أما البابا فرنسيس فقد هنأ الولايات المتحدة وكوبا على قرارهما إقامة علاقات دبلوماسية وقال الفاتيكان إنه مستعد لدعم تعزيز العلاقات الثنائية.

وأكد الفاتيكان في بيان أن دبلوماسييه سهلوا المحادثات بين البلدين «التي أدت إلى حلول مقبولة لكل من الطرفين».

وجاء في البيان أن «قداسة البابا يود أن يعبر عن تهنئته الحارة على القرار التاريخي الذي اتخذته حكومتا الولايات المتحدة الأميركية وكوبا لإقامة علاقات دبلوماسية بهدف التغلب على المصاعب التي خيمت على تاريخهما الحديث من أجل مصلحة مواطني البلدين».

وقال البيان إن البابا كتب رسائل إلى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو والأميركي باراك أوباما «ودعاهما إلى حل المسائل الإنسانية محل الاهتمام المشترك بما فيها وضع سجناء معينين من أجل بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين».

وأكد البيان أن دبلوماسية الفاتيكان استخدمت «لتسهيل حوار بناء في الأمور ذات الحساسية ما أدى إلى حلول مقبولة للطرفين».

وأضاف البيان أن الفاتيكان «سيواصل ضمان تقديم الدعم للمبادرات التي تتخذها الدولتان لتعزيز العلاقات الثنائية» ودعم مصلحة مواطنيهما.

العدد 4485 - الأربعاء 17 ديسمبر 2014م الموافق 24 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:40 ص

      كوبا الصمود

      وقفه تقدير واعجاب بكوبا على صبرها وعدم رضوخها لشروط امريكا المذله

    • زائر 1 | 3:02 ص

      القوي له كلمته

      تأملوا في قرار امريكا باعادة العلاقات مع كوبا بعد نصف قرن من العداء والحصار لتعرفوا ان امريكا لا تحترم الا القوي في ارادته والثابت على مبادئه

اقرأ ايضاً