العدد 4488 - السبت 20 ديسمبر 2014م الموافق 28 صفر 1436هـ

دول الخليج على موعد مع أيام صعبة بسبب انخفاض أسعار النفط

خبراء: دول التعاون ضيعت فرصة مهمة للإصلاح وبناء اقتصاد متنوّع

يبدو أن أياماً صعبة تنتظر دول الخليج مع تراجع أسعار الخام، وذلك بعد أن فوَّتت هذه الدول فرصة ذهبية لتنويع اقتصاداتها بالاستفادة من العائدات النفطية الضخمة التي سجلتها خلال العقد الماضي.

ويمكن أن تبدأ معاناة دول مجلس التعاون الخليجي الست، جراء تراجع أسعار الخام التي خسرت نصف قيمتها منذ يونيو/ حزيران 2014 وهي اليوم بحدود 60 دولاراً للبرميل.

ويمكن لدول الخليج التي تضخ 17.5 مليون برميل يومياً، أن تخسر نصف عائداتها النفطية مع الأسعار الحالية، أي نحو 350 مليار دولار سنوياً.

يذكر أن تشكل العائدات النفطية نحو 90 في المئة من العائدات العامة بالنسبة لمعظم دول الخليج، ومع انخفاض الأسعار إلى ما دون توقعات الموازنة، فإن الحكومات ستواجه من دون شك عجزاً العام المقبل.

وسيتبع انخفاض العائدات خفض في الإنفاق، وربما أيضاً فرض ضرائب للمرة الأولى في تاريخ هذه الدول، ما يزيد المخاوف من الاستياء الشعبي، ومن التباطؤ الاقتصادي في النهاية.

كما أدى انخفاض أسعار النفط إلى انهيار بورصات الخليج وإلى خسارتها مليارات الدولارات من القيمة السوقية للأسهم، الأمر الذي يؤذي شركات مهمة من القطاع الخاص مثل المطور العقاري (إعمار) وشركة المقاولات العملاقة (ارابتك)، وكلاهما في دبي.

وصلب المشكلة بحسب المحلل الاقتصادي الكويتي جاسم السعدون، يكمن في فشل دول الخليج في اقتناص فرصة ارتفاع عائدات الطاقة من أجل تنمية اقتصاداتها خارج إطار القطاع النفطي.

وقال السعدون «لقد ضيّعت دول الخليج فرصة مهمة للإصلاح وبناء اقتصاد متنوع بشكل حقيقي».

وذكر أن «الإنفاق العام ارتفع إلى مستويات قياسية، ولم يكن ذلك على مشاريع بنى تحتية حيوية بهدف تنويع الاقتصاد».

واعتبر أن «الإنفاق ذهب خصوصاً إلى الأجور والرواتب والدعم، وعلى هبات مقابل الولاء السياسي، وخصوصاً بعد الربيع العربي».

ويحذر الخبراء الاقتصاديون، من أن انحفاض أسعار النفط لفترة طويلة سيؤثر بشكل كبير على دول الخليج، بالرغم من التحوطات المالية الضخمة التي جمعتها.

إثر ذلك، يبدو أن خفض هذا الإنفاق صعب، على اعتبار أن ذلك يعني اتخاذ خطوات جريئة في مجالات الرواتب ودعم الأسعار، بحسب الخبراء.

واعتمدت دول الخليج أنظمة رفاهية اجتماعية ترعى المواطنين من المهد إلى اللحد مع دعم قوي على أسعار الخدمات والمحروقات وغياب تام لضريبة الدخل.

وطالب البنك الدولي دول الخليج بأن تبدأ فوراً بخفض دعم أسعار الطاقة، وهو دعم يكلفها 160 مليار دولار سنوياً، فيما اعتبر الخبير السعدون أن فرض ضرائب «بات محتماً».

وستواجه هكذا قرارات امتعاضاً شعبياً كبيراً، إلا أن السعدون يرى بأن عدم اتخاذ هذه القرارات سيؤدي في النهاية إلى وجود حاجة لقرارات أكثر جذرية، ما قد يطلق بدوره احتجاجات شبيهة بتلك التي شهدتها دول في المنطقة.

وقال السعدون «نعم، إن هذه التدابير حساسة سياسياً، إلا أن البديل هو ربيع عربي في الخليج»، مؤكداً أن «الخيارات لم تعد سهلة أبداً».

العدد 4488 - السبت 20 ديسمبر 2014م الموافق 28 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 6:20 ص

      القادم الاسوء .. سينال البحرين أولا

      أي سوء سيصيب الخليج .. سوف يدمر الاقتصاد الهش لدى البحرين و عمان خصوصا
      البحرين تملك رصيد هائل من الكفاءات و لكن تم إضاعتهم و التفريط فيهم بموظفين من الخارج و تم تجنيس الباقي ليزداد الانفاق الحكومي دون جدوى بسبب خروج ملايين الدنانير لاهالي المجنسين و المقيمين في الخارج و لا ألومهم في هذا

    • زائر 6 | 4:24 ص

      v

      "واعتمدت دول الخليج أنظمة رفاهية اجتماعية ترعى المواطنين من المهد إلى اللحد مع دعم قوي على أسعار الخدمات والمحروقات "
      ما عدا البحرين طبعا
      فهي مرفهة الشعب بمسيلات الدموع و الاسلحة و مدرعات تركية و قوات الدرك الاردني و متعددة الجنسيات و معلمات مصريات و متعددة الجنسيات و الخخخخ

    • زائر 4 | 3:28 ص

      كل شيء يهون

      كلام فاضي السعر سوف يرتفع عندما يخرج من السوق من ينتج بتكلفه عالية جداً أمثال منتجي النفط الإحفوري و منتجي النفط السايبيري

    • زائر 5 زائر 4 | 3:55 ص

      صباح الخير

      النوعين الصخريين وصلت امريكا لاستخراجهم بتكنلوجيا ستجعله رخيصا .. قال يرتفع قال هههه

    • زائر 3 | 1:52 ص

      سبحانك يا رب

      إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ

    • زائر 2 | 11:46 م

      افضل الحلول

      اقول للحكومات تركو عنكم المصاريف الزايده واكلو خبز وروب ونخج وسمبوسة

اقرأ ايضاً