العدد 4491 - الثلثاء 23 ديسمبر 2014م الموافق 02 ربيع الاول 1436هـ

مصادر عربية في «أوبك» تتوقع ارتفاع النفط فوق 70 دولاراً بنهاية 2015

النفط يستقر قرب 60 دولاراً مع توقع صدور بيانات أميركية قوية

قال مندوبون لدى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن المنتجين العرب في المنظمة يتوقعون تعافي سعر النفط إلى ما بين 70 و80 دولاراً للبرميل في المتوسط بحلول نهاية العام القادم مع انتعاش الطلب بفضل تعافي الاقتصاد العالمي.

ويمثل ذلك أول مؤشر على النطاق الذي تتوقع المنظمة أن تستقر عنده أسعار الخام في الأمد المتوسط.

وقال المندوبون وبعضهم من المنتجين الخليجيين الرئيسيين في أوبك إن الأسعار قد لا تعود إلى مستوى 100 دولار قريباً بل إن البعض قد لا يرحب بذلك.

وذكرت مصادر أن السعر البالغ 100 دولار للبرميل الذي اعتبره الكثير من كبار المنتجين سعراً «عادلاً» في السابق يشجع منتجي النفط العالي التكلفة من خارج أوبك على إنتاج كميات جديدة تفوق الحاجة.

لكن المندوبين يعتقدون أنه ما إن تتباطأ وتيرة النمو المفرط لمنتجين من أصحاب الكلفة المرتفعة مثل النفط الصخري في الولايات المتحدة ويتحسن الطلب بفعل انخفاض الأسعار فقد تبدأ أسعار النفط في العثور على مستوى توازن جديد بنهاية العام المقبل حتى إذا لم تخفض أوبك الإنتاج - وهو أمر استبعد مراراً.

وقال مصدر نفطي خليجي لرويترز: «الاعتقاد العام هو أن الأسعار لن تنهار وقد تصل إلى 60 دولاراً أو تنزل عنه قليلاً لبضعة أشهر ثم تعود إلى مستوى مقبول عند 80 دولاراً للبرميل لكن ذلك قد يحدث بعد ثمانية أشهر إلى عام». فيما قال مصدر خليجي آخر «ينبغي أن ننتظر ونرى. لا نتوقع الوصول إلى 100 دولار العام المقبل ما لم يحدث تعطل مفاجئ للإمدادات. لكن فيما يتعلق بمتوسط سعر يتراوح بين 70 و80 دولاراً للعام المقبل... نعم».

وعلى مدى الأشهر الماضية، أوضح مسئولون سعوديون أن المملكة نحت جانباً مقولتها التي كررتها كثيراً - بأن سعر 100 دولار للبرميل سعر عادل - على الأقل في المستقبل المنظور.

وفي مطلع الأسبوع، سئل وزير البترول السعودي علي النعيمي عما إذا كان سعر النفط سيعود من جديد لخانة المئات فأجاب بأن هذا قد لا يحدث.

وتقول السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وحلفاؤها المقربون في الخليج من أعضاء أوبك إن الوقت قد حان ليتحمل منتجون آخرون سواء روسيا أو منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة عبء خفض الإنتاج وإنه لم يعد بوسع أوبك خفض إنتاجها وفقد حصتها في السوق لتجنبهم هبوط الأسعار.

ونقلت نشرة ميدل إيست إيكونوميك سيرفي (ميس) عن النعيمي قوله: «ليس من مصلحة منتجي المنظمة خفض إنتاجهم أياً كان السعر».

ودون دفاع «أوبك» عن الأسعار دخل سعر النفط عملية سقوط حر لكن معظم أعضاء «أوبك» يتمسكون بموقفهم.

وقال مصدر نفطي عربي آخر لـ «رويترز» على هامش مؤتمر منظمة الدول العربية المصدرة للبترول (أوابك) في أبوظبي إن التدخل في السوق في الوقت الحالي سيشجع منافسين جدداً على مواصلة الإنتاج ويقلص حصة أوبك في السوق دون أي ضمان لتعافي الأسعار لفترة طويلة.

وأضاف المصدر «في كل مرة تنخفض فيها الأسعار سيطلب منا خفض الإنتاج».

وأكد المصدر الخليجي الثاني أن المنظمة لن تخفض الإنتاج منفردة. وقال المصدر إن المنتجين من خارج أوبك مثل روسيا والمكسيك وكازاخستان «وأي دولة يتجاوز إنتاجها مليون برميل يومياً» ينبغي أن تخفض الإنتاج أو تجمده على الأقل إذا أرادت أن تستقر السوق وتتحسن الأسعار.

وليس ثمة تلميح إلى أن أوبك تستهدف سعراً معيناً أو تود أن تفعل ذلك. ولم تحدد المنظمة سعراً مستهدفاً رسمياً منذ نحو عشرة أعوام وتقول السعودية دائماً إنها تسعى لاستقرار الأسعار ولا تهدف للوصول لمستوى معين.

لكنها تقدم معياراً مريحاً في وقت يكافح فيه التجار لمعرفة متى وأين ستستقر السوق.

وحين سئل النعيمي عن المؤشرات التي تحدد من خلالها أوبك ما إذا كانت السوق مستقرة بغض النظر عن السعر أجاب بأن ظهور مثل هذه المؤشرات يحتاج وقتاً قد يصل لعام أو اثنين أو ثلاثة، لكنه أضاف أن من المؤكد أن يهيمن المنتجون الأعلى كفاءة على السوق في المستقبل.

وفي الأسواق العالمية، استقر سعر خام برنت قرب 60 دولاراً للبرميل أمس (الثلثاء) إذ تعرض لضغوط بسبب وفرة المعروض لكنه وجد دعماً في توقعات بصدور بيانات اقتصادية قوية من الولايات المتحدة أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم.

وأدت التوقعات بصدور بيانات أميركية قوية إلى صعود الأسعار وسط تعاملات ضعيفة بسبب عطلة عامة في اليابان وتباطؤ الكثير من الأسواق الغربية قبل عطلات عيد الميلاد والعام الجديد.

ونزل سعر مزيج برنت الخام نحو 50 في المئة في الأشهر الستة الأخيرة وسجل أقل مستوى في خمسة أعوام ونصف العام الأسبوع الماضي عند 58.50 دولاراً ووجد صعوبة في الارتفاع كثيراً فوق 60 دولاراً منذ ذلك الحين.

وارتفع سعر خام القياس الأوروبي مزيج برنت في عقود فبراير/ شباط 15 سنتاً إلى 60.26 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 0930 بتوقيت غرينتش.

وقفز سعر الخام الأميري الخفيف أكثر من دولار ليسجل أعلى مستوى خلال الجلسة عند 56.85 دولاراً للبرميل في التعاملات المبكرة قبل أن يتراجع إلى نحو 55.70 دولاراً للبرميل.

العدد 4491 - الثلثاء 23 ديسمبر 2014م الموافق 02 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً