العدد 4492 - الأربعاء 24 ديسمبر 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1436هـ

الموسوي: 100 بحريني يضخون 40 مليون جنيه إسترليني في شركة مع وزارة الدفاع البريطانية

ستدرج في «ناسداك»... وتصنع أجهزة تشخيص بالحمض النووي استخدمها الجيش في حرب الخليج

عمران الموسوي متحدثاً إلى «الوسط»
عمران الموسوي متحدثاً إلى «الوسط»

قال رئيس فريق التسويق في شركة «Porton Capital»، التي تتخصص في إدارة المحافظ ومقرها لندن، عمران الموسوي إن نحو 100 مستثمر بحريني من بينهم هو، ضخوا أكثر من 40 مليون جنيه إسترليني للاستحواذ على حصة استراتيجية في شركة «إنيجما» (Enigma Diagnostics Limited) التي تقوم بصناعة أجهزة تشخيص طبية بالحمض النووي «DNA» وهي مملوكة بنسبة 25 في المئة لوزارة الدفاع البريطانية.

وأوضح الموسوي أنه قاد بجهود شخصية كمستثمر ووسيط لحملة تسويق من أجل جمع 90 مليون جنيه إسترليني من البحرين والخليج على مدى السبع سنوات الماضية من أجل دعم عدة شركات تعمل على تصنيع ابتكارات اختراعات كبرى الجامعات البريطانية والمخترعين البريطانيين والتي تقوم وزارة الدفاع البريطاني بتخصيصها بعد أن استخدمت في المجالات العسكري.

وأضاف أن مستثمرين بحرينيين دفعوا مساهماتهم عن طريق أكبر مكتب محاماة في العالم «DLA Piper Global Law Firm» معينة من الشركة، في حين تبرعت شركة الأدوية العالمية المعروفة «غلاسكو» بنحو 22 مليون جنيه من 2007؛ الأمر الذي ساهم في إنقاذ المشروع في خضم الأزمة العالمية.

وعمّا يميز إنتاج شركة «إينجما» البريطانية التي يجري العمل على إدراجها في مؤشر «ناسداك» الأميركي، أشار الموسوي إلى أن الشركة تقوم بتصنيع جهاز للتشخيص عن طريق الحمض النووي، ويعتبر هذا الجهاز هو الأسرع والأكثر دقة والأكثر حساسية، إلى جانب أنه الأرخص كما يمكن لأي شخص إجراء الاختبار عن طريقه من دون الحاجة إلى التخصص.

وبين الموسوي أن الجهاز استخدم لأول مرة من قبل وزارة الدفاع البريطانية في خضم حرب الخليج الثانية أو حرب تحرير الكويت في الكشف على الأمراض التي تصيب الجنود بسرعة فائقة والتحقق مما إذا ما كانوا قد أصيبوا بملوثات كيميائية حين كان يتم التلويح باستخدام الأسلحة الكيميائية.

وأوضح أن وزارة الدفاع البريطانية قامت بتحويل مشروع جهاز تشخيص الحمض النووي من الاستخدامات العسكرية إلى الاستخدامات المدنية وذلك عن طريق تأسيس شركة خاصة تحت اسم «إنيجما» بعد توقيع اتفاقية مع شركة «بورتن كابتال» التي قامت بدورها بطرح أسهم لجميع المستثمرين في العالم.

وقال الموسوي: «كان دوري هو إيجاد تمويل مستمر للمشروع وهي العملية الأهم وخصوصاً أن رأس المال في المشروع يعتبر رأس مال مغامر، فحدود الربح عالية وحدود الخسارة عالية».

وذكر أنه قاد مجموعة من المستثمرين في المنطقة والعالم لضخ ما يعادل 160 مليون دولار في الشركة البريطانية بعد أن قامت وزارة الدفاع بإتاحة الجهاز للاستخدامات المدنية ولكن بشرط أن تحصل الوزارة على 25 في المئة من أسهم الشركة مقابل حقوق الاستخدام إذ تحصل الشركة على الدعم الفني من علماء الوزارة لفترة معينة.

الصين تستثمر في الشركة

وتؤكد طلبية لـ 70 ألف مستشفى

وأشار الموسوي إلى أن شركة «Enigma Diagnostics» تأسست في 2004 برأس مال يبلغ نحو 20 مليون جنيه إسترليني حينها، وتم إصدار أسهم باستمرار لضمان عملية التمويل، وقال: «دخلنا في مراحل متأخرة منذ العام 2011 وحتى 2014 عدة أعوام بعدها والآن يبلغ رأس المال نحو 100 مليون جنيه وتبلغ حصة رأس المال البحريني والسعودي النسبة العظمى ونحو 90 في المئة من هذه الأموال جلبتها للشركة بحكم اتصالاتي. وفي العام 2014 حصلت «Enigma» على الترخيص الأوروبي «CE» الذي يتيح بيع الجهاز في نحو 80 دولة، وإن العمل جارٍ للحصول على الموافقة من هيئة الدواء والغذاء الأميركية لبيعه في الولايات المتحدة وبقية دول العالم».

واعتبر أن حصول الجهاز على الترخيص الأوروبي كانت نقطة تحول للشركة، إذ فتح الحصول على هذه العلامة الأعين الاستثمارية الصينية، وبعد شهور طويلة من المفاوضات رأى قسم المختبرات الصيني الحكومي أن جهاز الشركة هو الأنسب للتشخيص لجميع المستشفيات الحكومية الذي قام بترشيح شركة صينية هي «ليدمان» للدخول مع «Enigma» لتصنيع الجهاز وتزويد المستشفيات الصينية بالجهاز إذ استثمرت الشركة الصينية نحو 50 مليون دولار في خطوة أعلن عنها في يوليو/ تموز 2014، إذ ستقوم الشركة بتصنيع الجهاز وتوزيع لجميع مستشفيات الصين التي يبلغ عددها 70 ألف مستشفى كما يوجد فيها 36 ألف مستشفى وهي المرة الأولى التي تستخدم الصين في تاريخها لجميع مستشفياتها جهاز تشخيص بريطاني.

وأوضح الموسوي أن مميزات كثيرة دفعت الصين لتوريد الجهاز لجميع مستشفياتها وهي الدقة والحساسية، إلى جانب سرعة الجهاز الذي يخرج النتيجة في غضون ساعة مقارنة مع الأجهزة المناسبة التي تستغرق في أفضل الأحوال 3 ساعات إلى 3 أيام. إلا أنه أشار إلى أن العامل الأهم هو الكلفة المتدنية مع الأجهزة المنافسة للفحص الواحد والتي تبلغ في جهاز شركة «Enigma» للتشخيص بالحمض النووي نحو 6 دولارات مقارنة مع نحو 100 دولار في الشركات المنافسة مثل «سيمنز» و «روش» و «سفيد».

وأوضح الموسوي أن كلفة جهاز «أنيجما» تبلغ نحو 25 ألف دولار في حين تبلغ كلفة جهاز «سفيد» الأميركي وهو أقرب منافس نحو 150 ألف دولار.

وأشار إلى أنه بموجب الصفقة مع الصين سيتم نقل عمليات تصنيع جهاز Enigma من سويسرا حالياً والذي تبلغ قدرة التصنيع فيها 5 آلاف جهاز إلى الصين بطاقة تصنيع تبلغ 15 ألف جهاز في 2015 قبل أن ترتفع إلى 50 ألف جهاز في 2016.

الدخول للسوق الأميركية

ولفت الموسوي إلى تطور آخر في عمل شركة Enigma، حيث تقدمت الشركة بطلب الحصول على ترخيص من هيئة الغذاء والدواء الأميركية لبيع الجهاز في الولايات المتحدة، قبل أن يتم اقتراح دخول شركة أميركية لتصنيع الجهاز حيت تستغرق عملية الكشف عن التسمم في الدم عدة ساعات وتكلف نحو 8 مليارات دولار سنوياً ومع استخدام الجهاز سيوفر للولايات المتحدة 7 مليارات دولار سنوياً.

الإدراج في «ناسداك»

وعن الخطة المالية للشركة، أشار الموسوي إلى أنه تم تعيين «آرنست ويونغ» لإدراج شركة «انيجما» في مؤشر «ناسداك» بقيمة سوقية لا تقل عن ملياري دولار وذلك لمواجهة المنافس الأول للشركة في السوق الأميركية وهي «سفيد» المدرجة في المؤشر الأميركي.

وأوضح أنه سيتم 5 في المئة كاكتتاب عام من أجل تنشيط الحركة على السهم بعد الإدراج، وتوقع الموسوي أن يتم الإدراج نهاية العام 2015.

البحرين ترسل عينات فحص «DNA»

وأوضح الموسوي أن البحرين ترسل عينات فحص «DNA» إلى الخارج وأنها تستخدم الزراعة للمختبر للعينات للكشف عن الأمراض لكن التشخيص بالحمض النووي يوفر وقتاً كبيراً لخروج النتائج ما يعني إنقاذ الأرواح إذ يستطيع الجهاز الكشف عن أكثر من 80 في المئة من الأمراض المنتشرة في العالم.

وأوضح أن «العبوة» المستخدمة في فحص الحمض النووي تعتبر كلفة الفحص وهي باهظة الثمن؛ الأمر الذي قد يكون سبباً وراء عدم استخدام المستشفات المحلية لهذه التقنية على رغم دقتها الكبيرة وسرعتها، إلى جانب اختلاف العينات من دم وبول وغيرهما وحتى دمعة الإنسان التي تعد أكثر العينات دقة.

خسائر قاسية في 3 شركات

ممولة من بحرينيين

وعمّا إذا كان الموسوي يتحدث عن نجاحات «باهرة» قد يكون مبالغاً فيها في عالم الاستثمار من دون وجود إخفاقات، قال: «قمت بالتسويق لـ 18 مشروعاً منذ 7 أعوام وفي خضم الأزمة المالية العالمية خرجت 3 شركات بحكم الأزمة في السوق وهو ما تسبب بخسارتنا خسائر قاسية، لكن المستثمرين أبدوا تفهماً لظروف السوق التي أدت لهذه الخسائر، لكن على مدى السنوات الماضية نجحت 4 شركات في السوق».

وأوضح الموسوي أن الطريق «ليس مفروشاً بالورود»، وأن هناك صعوبات وجهداً على مدى السنوات الماضية وأن هذه الأموال لم تجمع بتلك السهولة التي يظنها البعض.

عرض فرص في «تويتر»

و«فيسبوك» و«علي بابا»

ولفت الموسوي إلى أنه عرض استثمارات في «تويتر» و«فيسبوك» و«علي بابا» قبل سنوات وقبل أن تلاقي الشهرة التي حصلتها الآن وأسعار الأسهم الحالية، إلا أن مستثمرين بحرينيين لم يرغبوا في المغامرة في هذه الفرص.

العدد 4492 - الأربعاء 24 ديسمبر 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً