العدد 4496 - الأحد 28 ديسمبر 2014م الموافق 06 ربيع الاول 1436هـ

غارات جوية للمرة الأولى على أهداف في مدينة مصراتة الليبية

وزير الدفاع الفرنسي: جنوب ليبيا تحوّل «معقلاً للإرهابيين»

اشتعال النيران في مرفأ السدرة النفطي - REUTERS
اشتعال النيران في مرفأ السدرة النفطي - REUTERS

شنت مقاتلات الجيش الليبي أمس الأحد (28 ديسمبر/ كانون الأول 2014) لأول مرة منذ بداية النزاع غارات على مدينة مصراتة التي ينحدر منها معظم مقاتلي مليشيات «فجر ليبيا» الإسلامية، بعد ساعات من إغارة هذه الميليشيات على مرفأ السدرة النفطي حيث تشتعل النار في خمس خزانات للنفط.

وتبنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي هذه الغارات، بحسب المتحدث الرسمي باسمها العقيد أحمد المسماري، الذي قال لـ «فرانس برس» إن «هذه الغارات جاءت بعد محاولة ميليشيات «فجر ليبيا» الإرهابية الإغارة على مرفأ السدرة النفطي في منطقة الهلال النفطي».

وقال مسئول محلي في مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم شرق ليبيا «غارات جوية استهدفت أمس ثلاثة مواقع حيوية في مدينة مصراتة لأول مرة في تاريخ الصراع الليبي بعد سقوط معمر القذافي» أواخر 2011، مؤكداً أن هذه الغارات «أخطأت أهدافها ولم توقع خسائر مادية أو بشرية».

وقال شهود عيان في المدينة إن «هدير الطائرات، التي حلقت على ارتفاع شاهق، سمع في المدينة قبل أن تطلق صواريخها باتجاه الكلية الجوية الملاصقة لمطار المدينة الدولي، إضافة إلى الميناء البحري، ومصنع الحديد والصلب».

وأوضح المسئول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «صواريخ المضادات الأرضية الكثيفة أطلقت باتجاه السماء وتعاملت مع الهجوم ما منع الطائرات المغيرة من الاقتراب وإطلاق عبواتها بدقة على الأهداف التي هاجمتها».

وكانت غرفة عمليات الجيش الليبي في منطقة «الهلال النفطي» شرق البلاد هددت ميليشيات فجر ليبيا باستهداف مواقع في مدينة مصراتة منبع هذه الميليشيات، ما لم تعد إلى مدينتها في غرب ليبيا توقف هجماتها.

وأوضح المسماري إن «ميليشيات فجر ليبيا أغارت صباح أمس على مرفأ السدرة النفطي بمقاتلة ميغ 23 استخدمتها للمرة الأولى أمس».

وأشار إلى أن «هذه الطائرة التي استولت عليها هذه الميليشيات من تركة نظام معمر القذافي العسكرية انطلقت لتنفيذ غارتها على السدرة من مطار الكلية الجوية في مصراتة وهو ما جعلنا نستهدفه إضافة إلى مواقع أخرى تتمركز فيها هذه الميليشيات».

ولفت إلى أن «غارة «ميليشيات فجر ليبيا» أخطأت أهدافها في السدرة نتيجة للدخان الكثيف من خزانات النفطية التي تسببوا في احتراقها منذ هجومهم على المرفأ الخميس الماضي»، معلناً أن «عدد الخزانات المحترقة بلغ حتى الآن سبعة خزانات».

وامتدت النيران المشتعلة منذ الخميس إلى سبع خزانات نفطية أمس في مرفأ السدرة، أكبر مرافئ النفط الليبية في منطقة «الهلال النفطي»، في حريق ضخم دفع الحكومة الليبية المعترف بها دولياً إلى طلب مساعدة خارجية للسيطرة عليه.

وفي باريس، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي، جان إي لودريان في مقابلة مع صحيفة «لو جورنال دي ديمانش» أن جنوب ليبيا «تحوّل معقلاً للإرهابيين» لكنه أكد أن أي تدخل عسكري مباشر في هذه المنطقة غير وارد حتى الآن.

ورأى الوزير في المقابلة أن «توجيه ضربة من دون حل سياسي لن يؤدي إلى نتيجة»، مؤكداً أن «ليبيا بلد مستقل».

وقال «نشهد اليوم ظهور نقاط ترابط بين داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) ومجموعات كانت مرتبطة حتى الآن بـ «القاعدة» في منطقة الساحل والصحراء، وخصوصاً في درنة بليبيا حيث يحاول «داعش» الإمساك بزمام الأمور».

وأضاف إنه في هذه المنطقة «يوجد بلمختار (أحد أبرز قياديي «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي) وأيضاً إياد آغ غالي زعيم (جماعة) أنصار الدين (...) أنا واثق بأن الموضوع الليبي مطروح أمامنا في 2015، على الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والدول المجاورة التصدي لهذه القضية الأمنية الساخنة».

وتابع لودريان أن «وجود تنظيمات إرهابية منظمة على مسافة قريبة من المتوسط يهدد أمننا، وكذلك وجود فرنسيين يقاتلون إلى جانب «داعش». لا أميز بين الإرهابيين. ما نخشاه هو اندماج بين حركات كانت حتى الآن تتقاتل في ما بينها: من نواجههم في الساحل وهم منبثقون من «القاعدة» ومن وحدوا صفوفهم منذ يونيو/ حزيران تحت خلافة داعش».

وأضاف «إنه جيش يستطيع خوض حرب عصابات في المدن و(ممارسة) إرهاب كلاسيكي وحرب تقليدية. نعم، ندخل في بعد جديد هو عسكرة الإرهاب. وهذا يتطلب رداً عسكرياً».

العدد 4496 - الأحد 28 ديسمبر 2014م الموافق 06 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً