العدد 4498 - الثلثاء 30 ديسمبر 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1436هـ

أميركا والمدفع المفكّك

كبير الباحثين في جامعة «ييل» الأميركية والرئيس السابق للجمعية الدولية لعلم الاجتماع إيمانويل والرشتاين، أكد في محاضرته عن «تداعيات انحدار القوة الأميركية وأثرها في منطقة الخليج»، تراجع هيمنة واشنطن العالمية بشكلها الذي ساد في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتراجع قدرتها على التدخل. فواشنطن في العام 1956 كانت تملك الهيمنة ووسائل القوة لإجبار «إسرائيل» وفرنسا وبريطانيا على وقف عدوانها المشترك على مصر، رغم أنه كان يتوافق مع بعض أسس سياستها، أما اليوم فأقرب حلفائها في المنطقة مثل السعودية و«إسرائيل»، فيحملان قراءة خاصة للأحداث الجارية ورؤية مختلفة لمعالجة الأزمات، وبالتالي يحاولان التصرف وفقاً لقراءتهم الخاصة، فيما لم تعد واشنطن قادرةً على إجبار أي طرف مثلاً، على الانسحاب من أي معركة أو أرض.

وقال والرشتاين إن سياسة واشنطن تقوم اليوم على الرغبة في التدخل مع الشعور بالحاجة لذلك، ولكن دون التورط بشكل يجعلها تدفع ثمن ذلك التدخل. وأشار إلى ما واجهه احتلال العراق من مقاومة وقال: لقد أدرك بوش أنه تورط في العراق لذلك قام بمراجعة سياساته في العام 2006، ولكنه فشل وأورث الملف إلى خلفه باراك أوباما، وكان الوضع متأخراً عندما قرّر الانسحاب.

وشبّه الباحث الأميركي السياسة الأميركية الخارجية بالسفن الحربية في القرن التاسع عشر، حيث كانت المدافع تثبت على سطحها، ولكنها تتدحرج من أماكنها بسبب الرياح وتقلب الأوضاع الجوية، فيضطر طاقم السفينة لتفكيكها تجنباً لما قد يلحقه سقوطها من أضرار للطاقم ولبدن السفينة نفسها. وقال: «إن وضع المدفع المفكّك الذي تعاني منه الولايات المتحدة حالياً هو وضع مزعج جداً وقد يتسبب بكوارث، حيث لم يعد أحد يعلم تماماً إلى أين ستتجه الأمور».

العدد 4498 - الثلثاء 30 ديسمبر 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً