العدد 4498 - الثلثاء 30 ديسمبر 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1436هـ

هل انتهت الأزمة؟

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

عندما اندلعت أحداث 14 فبراير/ شباط 2011، لم يكن الشيخ علي سلمان في قلب الأحداث ولا حتى جمعية الوفاق، وقد تريثوا جميعاً في إعطاء موقفٍ تجاهها، حيث كانت قبلها الوفاق وأمينها العام يسيرون - إن صح التعبير- في وادٍ آخر.

الوفاق حسمت موقفها مما جرى بعد 14 فبراير، بعد أن وجدت أن الحل الأمني بات هو الخيار الوحيد في التعاطي مع الناس، ولم يكن بمقدورها أن تظل في مكان ترى أنه لا يستطيع أن يوقف التغوّل الأمني.

وبحسب رأيي، مخطئ من يقول أن الوفاق التحقت بالحراك المنطلق منذ ذلك الوقت، فقد ظلت على الدوام أقرب للعب دور الوسيط بين الناس والسلطة، ولعلها في أكثر من محطة كانت قاب قوسين أو أدنى إلى الوصول إلى تسويةٍ ما، إلا أنها كانت تعلم أن تلك التسويات لن يكتب لها النجاح بسبب رفض الشارع لها.

الوفاق تصنف دولياً وإقليمياً وحتى محلياً، أنها الصوت المعتدل في المطالبات الشعبية، ومع تغييب القيادات الأخرى في السجون والحكم عليها لمدد طويلة، باتت هي الوحيدة في الوسط بين الناس والسلطة.

ما أود قوله باختصار، أن الشيخ علي سلمان لم يكن هو ملهم حراك فبراير 2011، ولم يكن هو صانعه ومحرّكه، فهل ستنتهي الأزمة باعتقاله أو توقيفه؟ الوفاق وجدت نفسها في لحظة تاريخية مباغتة لها، واقعة بين جمهورٍ له مطالب، وبين سلطة حبذت الحل الأمني.

حالياً، لا يوجد منزل في مختلف مناطق المعارضة، إلا وفيه شاب أو شابة معتقلين، ومنهم من يقضي سنواتٍ طويلة بعد الحكم عليه، وهؤلاء بالمئات إن لم يكونوا بالآلاف، وهناك معتقلون محكوم عليهم بالإعدام، وهناك من سحبت جنسياتهم، كما أن العشرات من الأسر ما تزال مكلومةً بسبب ضحاياها وجرحاها الذين سقطوا خلال هذا الحراك.

الوضع الإقليمي والدولي يجري حتماً على غير هوى المعارضة، ويبدو أن الوضع المحلي بات أقرب للسيطرة، ولكن الدروس التي نراها في التاريخ لا تعطي حسماً نهائياً في الموضوع، وخلال عشرين عاماً بين اعتقال الشيخ علي سلمان الأول والثاني، دعونا نسأل كم عاماً استقرت فيها البلاد، وكم عاماً عاشت فيها البحرين سنوات من الاضطراب؟

تطورات الأحداث منذ العام 2011 حتى اليوم، لا تؤشر على وجود رغبة في إيجاد حلٍ دائم للأزمة في البلاد، وما تم خلال الأشهر الأخيرة تحديداً، يؤكّد على أن الاستمرار في الحل الأمني هو الخيار الأوحد كما يبدو، الذي يراد فيه إنهاء هذه الأزمة.

الأزمة التي تعيشها البلاد ليست وليدة فبراير.

ربما يستمر توقيف الشيخ علي سلمان، وربما يطلق سراحه قريباً، ولكن الأزمة باقية مادمنا نرى الحل الأمني حلاً وحيداً لما تعانيه البلاد.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4498 - الثلثاء 30 ديسمبر 2014م الموافق 08 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:46 ص

      درازي

      كلام موضوعي وتحليل قريب جدا للواقع
      بارك الله فيك

    • زائر 2 | 1:40 ص

      الوضع الإقليمي والدولي يجري حتماً على غير هوى المعارضة

      وانت تنظر الى سوريا والعراق والبحرين ولبنان التفت قليلا الى اليمن فما يجري هناك سيغير مجرى التاريخ وربما كل الحلول تأتي من اليمن

    • زائر 1 | 11:34 م

      Game over

      خلاص يا أستاذ ما عاد احد يقتنع بهذا الكلام الذي تقوله حتى حلفائكم الغربيين استوعبوا الدرس و انقلبوا عليكم

    • زائر 4 زائر 1 | 6:16 ص

      زائر رقم 2 انت مخطيء game over

      أخي زائر 2 انت مخطي.. حين نطالب بحقوقنا الدستورية المشروعة كبحرينيين وتقول السلطة أنها مطالب طائفية وتعد لها العدة وتصبغها بالطائفية من خلال الإعلام والقضاء المسيس وتأتي أنت وتشاركها الرأي فالمشكلة فيك وفي الحكومة.. أي حلفاء غربيين أي درس أي انقلاب.. من قال لك أن مطالبنا متوقفة على دعم حلفاء.. مطالبنا ستبقى لي ولك ولكل بحريني إلا إذا كنت ترى أن الفساد والتمييز والطائفية أفضل لك بكثير من تحقيق العدالة.. هذا شيء ثاني واعتقد أن المسألة مسألة رادع شرعي وضمير وكلمة حق .. راجع نفسك

اقرأ ايضاً