العدد 4500 - الخميس 01 يناير 2015م الموافق 10 ربيع الاول 1436هـ

بعد الذهب الأسود سلطنة عمان تراهن على السياحة

صلالة تتمتع بخصائص طبيعية جاذبة للسياح
صلالة تتمتع بخصائص طبيعية جاذبة للسياح

ترغب سلطنة عمان الغنية بالصحاري والجبال والفنادق الفخمة والتي تضم أول أوبرا على الطراز الإيطالي في شبه الجزيرة العربية، في جذب المزيد من السياح في وقت تتراجع فيه عائداتها النفطية بشكل خطر.

ولفت الخبير الاقتصادي في الصندوق السيادي العماني فابيو سكاشيافيلاني إلى «أن عمان بإمكانها أن تعيش من السياحة. ولو لم يكن لديها النفط لكان اقتصادها يعتمد على السياحة».

لكن حتى الآن تكتفي سلطنة عمان بضخ نحو مليون برميل نفط يومياً من حقولها تحت الأرض. ويوفر الذهب الأسود 75 في المئة من عائداتها العامة.

إلا أن التدهور الحالي لأسعار الخام بدأ يغير الوضع بحسب صندوق النقد الدولي، وتعد سلطنة عمان والبحرين من الدول الخليجية الأكثر تأثراً.

وأمام توقع عجز في الميزانية تتجه السلطات نحو السياحة إدراكاً منها لما تتمتع به السلطنة التي تعد أربعة ملايين نسمة وتتجاوز مساحتها مساحة المملكة المتحدة، من مواقع جذب غير مستغلة بشكل واف.

فمع طبيعتها المتنوعة وشواطئها الممتدة على مسافة 1700 كلم معظمها غير مستغل، «تعكس عمان تاريخ شبه الجزيرة وحضارتها الأصيلة» على ما قالت أمينة البلوشي المسئولة في وزارة السياحة التي تعد استراتيجية على مدى 25 عاماً، مؤكدة «أننا نريد استثمار ذلك».

إلى ذلك بإمكان عمان أن تعتمد على صورتها كبلد مستقر وآمن، وهي ميزة هامة مقارنة بالأوضاع في دول أخرى عديدة في الشرق الأوسط.

ومارك جوست (46 عاماً) هو من السياح الشغوفين بهذا البلد. وقال هذا السائح السويسري وهو يتجول في سوق مطرح، البازار المسقوف في الوسط التاريخي بمسقط العاصمة الواقعة بين البحر والجبال، «إنني لا أمل أبداً من ذلك».

وأضاف جوست الذي يقوم برحلته الخامسة إلى سلطنة عمان «أن المناخ لطيف على الدوام والناس ظرفاء للغاية».

وقد جذبت عمان في 2013 حوالي 2.1 مليون زائر، أي بارتفاع 50 في المئة عن السنتين السابقتين بحسب الوزارة.

وهذا التقدم يعود جزئياً إلى استثمارات تزيد قيمتها عن 660 مليون دولار في مشاريع سياحية بما في ذلك بناء فنادق جديدة بحسب المجلس العالمي للسفر.

لكن حصة السياحة في 2013 لم تتجاوز 3 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي، أي 2.5 مليار دولار.

واعتبر ساكاشيافيلاني أن هذه الأرقام «زهيدة» و»لا تعكس الإمكانات المزدهرة» التي تتمتع بها السلطنة.

فالسياحة أمر جديد نسبياً في السلطنة التي بدأت بتخفيف القيود عن منح التأشيرات في العام 1980.

ويأتي أكثر من ثلث الزوار اليوم من البلدان المجاورة في الخليج، مع أن عمان تجذب عدداً متزايداً من السياح الغربيين بحسب الوزارة.

وماركوس رولوف الألماني البالغ من العمر 47 عاماً يقوم برحلته السابعة إلى هذا البلد في خلال عشرين سنة. وقال «إنني أعشق تنوع البلاد ومندهش لما حققته السلطنة بعد 1970».

وقد حول السلطان قابوس الحاكم منذ أكثر من أربعين عاماً عمان إلى بلد حديث مع حفاظه على بيئته وتقاليده الثقافية وهنا عنصران أساسيان في استراتيجية الترويج للسياحة تحت عنوان «للجمال عنوان».

وأكدت البلوشي «نريد تطوير السياحة بصورة مستدامة بدون المساس بالثروات الطبيعية والثقافية» في السلطنة.

وأكدت عمان على مدى سنوات أنها تعول على 12 مليون سائح سنوياً في 2020، إلا أنه من المرجح مراجعة هذا الهدف نحو الانخفاض في الاستراتيجية الجديدة للسنوات الخمس والعشرين التي ستعلنها الوزارة قريباً. وقال هيثم الغساني وهو مسئول آخر في الوزارة «إننا لا نريد سياحة جماهيرية».

وينظر إلى عمان على أنها تروج لسياحة عالية المستوى مع كلفة معيشة مرتفعة مقارنة بالاتحاد الأوروبي بخاصة في قطاع الفنادق وإيجار السيارات.

وقال الغساني في هذا الصدد «لدينا عدد أقل من غرف الفنادق وذلك يتسبب لنا بمشكلة في تلبية الطلب» وأشار إلى أن سعر غرفة الفندق باهظ معبراً عن أمله في أن «تنخفض الأسعار قليلاً» في السنوات المقبلة مع مضاعفة عدد الغرف.

العدد 4500 - الخميس 01 يناير 2015م الموافق 10 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً