العدد 4507 - الخميس 08 يناير 2015م الموافق 17 ربيع الاول 1436هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

علي الشرقي... الشمعة التي لم تنطفئ بعد

حينما كنت أحد طلبتك في مدرسة الخميس الإعدادية في العام 1971، أتذكر طلتك في الصف بهيبتك الصامتة وخطواتك الخالصة لله، كنت فارساً شجاعاً بقلم نظيف وفكر جاد خالص أثمر عن جيل واعٍ صلب، كنت كالجبل الذي لا تحركه العواطف ولا العواصف صامداً لم تغرك المناصب ولم تثنِك المتاعب، كتابك القرآن ونهجك سيرة أهل البيت درعاً واقياً ضد الميوعة في الفكر الشيوعي أو في السلوك الغربي.

لكن أين موقعك أيها الأستاذ الجليل؟

«مكتبة أهل البيت» كنزك الثمين ومسرح حياتك وفكرك وأدبك التي سبحت فيها وحاربت بقلمك أمواج فكرية عاتية منحرفة، نعم مكتبتك التي يعرفها كل مثقف ومثقفة التي تستقبل قراءها بكتبها الإسلامية القيمة المتنوعة، تلهبهم علماً ومعرفة بمؤلفاتها لكبار الكتاب والأدباء والشعراء بشعارها «لا شرقية ولا غربية» تحمل في طياتها أدباً وفكر راقٍ وقصصاً حزينة في الغربة والأسر وعذابات السجون.

ماأزال أتذكرك حين عودتك من عملك بالمدرسة حيث تحتضن وترعى طلاباً عصراً في دورات تقوية مجانية ومحاضرات تنويرية أخرى لسد الطرق على الآخرين من استقطابهم لأفكارهم وتياراتهم آنذاك.

فهل تنطفىء شمعتك أيها الفارس؟

لا... فإبداعاتك وعطاءاتك لاتزال في ذاكرتنا ومستمرة، فحيناً كنتُ فارساً مترجلاً بكلمات جميلات تنساب من بينها ورود ورياحين وناظماً شعراً في قافيات رائعات وطنيات وإسلاميات وكاتباً مشهوراً بمقالة في مجلة المواقف، أو قاصاً بقصة في صحيفة «الأضواء»، أو ناظماً قصيدة في «أخبار الخليج» أو تغطية صحافية في «الأيام» أو مساهمة فكرية أو أدبية في مجلات إسلامية وعربية أو محاوراً ماهراً مع العلماء العاملين أبرزهم «الجمري» رحمه الله، صاحبُك ورفيقُ دربك إلى أن وجدت ضالتك في صحيفة «الوسط»، كآخر محطة ظهور واستراحة لك وكان في 2013م ضمن 39 معلماً ومعلمة من المكرمين من رواد العلم والتعليم في البحرين، قبل أن يتوقف قلمك وحنجرتك ونبضات قلبك في 2 ديسمبر/ كانون الأول 2014م مودعاً محبيك وأقاربك في جميع أنحاء البحرين بتكريم يليق بمكانتك وعطائك في التشييع الكبير يوم رحيلك الكريم وافداً على أكرم الكرماء وجبار الجبابرة. رحمك الله يا أبا محمد وتغمد روحك فسيح جناته.

مهدي خليل


بحر من الحب وآخر من السلام

لا يوجد لهذه الأرض حدود جغرافية، فهي توجد في عقل كل من يؤمن بالحب والسلام، إنها الأرض التي تنبت فيها الأزهار في كل الفصول، وعندما تمتلئ الأزهارعطراً، فإنها تهبه إلى الرياح لتنشره، وأينما هبطت بذورها، في أي حقل، ستتحول تربة ذلك الحقل إلى أزهار.

إنها مملكة الأزهار، أزهارها على طول الطريق تتفتح بروح المحبة وبجمال أشكالها ولطافة ألوانها، كيف لا وهي تنبت على أرض تطفو على بحر أحمر من الحب فيه التسامح والترابط والمحبة، وآخر أبيض من السلام فيه الاحترام والتقدير والأخوة.

علي العرادي


سلاسل الأقدار

عجيبة تقلب الأسباب والأقدار

تاريخنا... يروي حكاية الأهل... حكاية التراب

هل يسقط التاريخ...؟

هل تموت بيننا تضحية الأحباب...؟

من غرس النخيل والأشجار...؟

من ركب البحر... وغادر الديار...؟

من سمع النهام فوق شطآن «قلالي»

غير ذلك العامل في قرية سار...؟

من ذاق قبلنا مياه الحد أو تغطى بالرمال؟

من اعتلى المآذن بالمحرق

من أسمعنا صوت الشراع والحبال والسمّار؟

آهاتهم... تخترق الجدران والأسوار

آهاتهم... تطاول الغناء والأصوات والأشعار

أبعد ما تكون عن سقراط... أو طلاسم الأصفار

آهاتهم أقرب ما تكون من قيس وليلى

وهي عندهم أقرب من شوقي ومن نزار

في حي «بن هندي» وكل حي يحمل الأسرار

تحملهم قلائد... قلائد...

مسحورة بعشقهم لهذه الديار...

كل المنازل فيها ينطق الحجر

عشقاً لساكنها شوقاً لمن هجروا

وفي قرانا... حينما يعود الزارعون

تصفق النساء... يرقص الأطفال

تسعدهم رائحة التراب والأمطار

وحينما يلوح في سمائنا «قوس قزح»

يعود للأكواخ ضوؤها...

يعود للأزقة الضيقة النهار...

فيصنع الأطفال أقماراً من الرمال

وتجلس القرى على جبين الشمس

لا تحملها سوى أنشودة الديار

والراحلون ... نحو أعماق البحار

يودعون أطراف المحرق المعطره...

تحملهم قوارب مصنوعة بأدمع الرجال

فيضربون البحر بالقلوب والأبصار

هناك... في مغاصات المحار

يعانقون القادمين من سواحل البديع

أو سواحل النعيم... أو سواحل الدراز

هناك... يلتقي المحرقيُّ بالستري

هناك... يلتقي الجمري بالربان من سماهيج

هناك... تلتقي القلوب والزنود السمر...

حينما تجمعهم موائد المحار...

هناك يلتقون حينما يزمجر البحر

وتكتب الرياح قصة الأسفار...

هناك يحزنون كلهم... هناك يفرحون كلهم...

هناك... كلهم محمد وأحمد وصالح...

هناك... كلهم تربطهم سلاسل الأقدار

طوبى لهم... طوبى لهم...

تعلموا كيف يشدون جراحهم على الجراح...

فألف قارب تلاحموا...

وألف غواص عيونهم مطفأة مبصرة...

حتى وإن شحت عليهم آخر البحار...

آمالهم... يذيبها اللؤلؤ والمحار...

دموعهم تشربها محاجر العيون

والنهام بينهم ينشدهم «على اليامال»...

حتى فضاء الكون لا يحجبها

تربطهم بشوقهم لأهلهم في كل دار...

يا سادتي... لعلها... لعلها إرادة الأقدار...

محمد حسن كمال الدين

العدد 4507 - الخميس 08 يناير 2015م الموافق 17 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً