العدد 4507 - الخميس 08 يناير 2015م الموافق 17 ربيع الاول 1436هـ

أتلتيكو مؤهل لاستغلال تخبط الريال وبرشلونة

لم يكن أكثر المتشائمين يعتقد بأن عاصفة ريال مدريد المظفرة في الموسم الراهن ستنحسر مطلع العام 2015، وبأن مواطنه وغريمه برشلونة سيعاني مجددا بعد موسم ماض لم يتذوق فيه للألقاب الرئيسية طعما.

ووسط هذه المعمعة، لم يألُ أتلتيكو مدريد جهدا في سبيل استغلال أي زلة للقطبين ليمدد عهد سطوته على مقدرات كرة القدم الاسبانية لموسم ثان على التوالي.

في العاصمة مدريد، يبدو بأن اللاعبين بلغوا مرحلة التشبع من الألقاب ويخشى أن يكون الفوز بكأس دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي بعد انتظار دام 12 سنة كاملة قد فرض نوعا من الخمول في نفوس اللاعبين الذين عانوا ضغوطا كبيرة لتحقيق «العاشرة».

صحيح إن «الملكي» عاني أكثر من غيره على مستوى الإرهاق البدني بعد إن توجب عليه شد الرحال إلى المغرب في ديسمبر/ كانون الأول الماضي لخوض غمار كأس العالم للأندية التي توج بلقبها، غير أن ذلك لم يكن ليشكل مشكلة لفريق مدعم بعدد كبير من العناصر الاحتياطية القادرة على شغل مراكز أساسية.

في الأساس كانت هذه هي السمة الغالبة في تشكيلة «الملكي» منذ انطلاق الموسم.

صحيح إن شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار من كل العام يشكلان نوعا من الاختبار الجدي للفرق القادمة بقوة والتي غالبا ما تعاني خلال هذه الفترة، إلا انه يبدو بأن ريال مدريد استبق الأمر رغما عنه وبات على جهازه الفني أن يدق ناقوس الخطر وخصوصا أن الأدوار الاقصائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا باتت على الأبواب وفيها سيلتقي «الملكي» مع شالكه الألماني في دور الـ 16 في 18 فبراير و10 مارس المقبلين.

في المقابل، ساد التفاؤل جنبات «كامب نو» بعد التعاقد مع الاوروغوياني لويس سواريز وكثر الحديث عن ثلاثي مرعب قوامه الأخير والأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا، بيد أن الواقع عاد ليؤكد مرة جديدة بأن الفريق الكاتالوني بعيد كل البعد عن إمكان نسخ الحقبة الذهبية التي عاشها في عهد المدرب الفذ جوسيب غوارديولا بين 2009 و2012 عندما حقق النادي 14 لقبا. ولا شك في أن برشلونة سيعاني الأمرين في حال استمرت المقارنة ما بين عهد غوارديولا وعهد من سيأتي على رأس الجهاز الفني للفريق من بعده، وهو ما دفع ثمنه المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو غاليا إذ اكتفى بسنة واحدة قبل أن يجبر على الرحيل بنهاية الموسم الماضي.

وفي حمأة الأزمات الإدارية والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة والتخبطات، كان لا بد من سقوط برشلونة في ارض الملعب وآخرها في المباراة أمام ريال سوسييداد صفر/1 في الليغا، وعليه الآن الاستعداد لمعمودية جديدة تتمثل بمواجهة أتلتيكو مدريد الأحد المقبل في الدوري المحلي في مباراة قد تحدد مسار الفريق.

ويتوجب على أتلتيكو مدريد أن يستغل الموقف الذي لا يتوافر دوما وينسل بين أنقاض ريال وبرشلونة ليثبت بالتالي بأن الزمن هو حقا زمنه، والفرصة متاحة أمامه الأحد المقبل لإضافة الفريق الكاتالوني إلى قائمة ضحاياه عندما يلاقيه في المرحلة الثامنة عشرة، وفض شراكة الوصافة معه لتشديد الخناق على النادي الملكي.

العدد 4507 - الخميس 08 يناير 2015م الموافق 17 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً