العدد 4508 - الجمعة 09 يناير 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1436هـ

في مجلس تأبين الوجيه الحاج إبراهيم لطف الله... إضاءات لسيرة شخصية بحرينية عنوانها حب البلد والناس والعطاء

أضاءت سيرة الراحل الوجيه الحاج إبراهيم لطف الله جوانب عطرة من حياة شخصية بحرينية مشهود لها بأدوار كبيرة في خدمة الوطن، والعمل المخلص لتنمية المجتمع ودعم الاقتصاد الوطني وبذل الجهد لدعم الأعمال الخيرية الإنسانية، والاهتمام بالمشاريع الثقافية والاجتماعية التي تعود بالنفع على المجتمع.

إيمان بدور المؤسسة الدينية

وأقيم مجلس تأبين للراحل الحاج لطف مساء أمس الجمعة (9 يناير/ كانون الثاني 2015) في حسينية أبوصيبع بدأ بكلمة للشيخ ميثم السلمان شملت مرافقته واطلاعه على الكثير من الجوانب التي كانت تشغل بال الراحل ويهتم بها ومنها دعم المشاريع المختلفة برؤية مبنية على تراكم خبرات وحكمة.

وركز السلمان على الدور المحوري للمؤسسات الحسينية، تطرق فيها إلى الجهود التي بذلها الراحل في الإسهام ببناء دور العبادة والمآتم لإيمانه بأنها جزء مهم في نشر المعارف الدينية والاجتماعية، مؤكدًا أن الحاج لطف الله - رحمه الله - كان حتى آخر أيام حياته يتابع ويتباحث مع المعنيين والمهتمين بشئون المنبر في مختلف القضايا التي يراها من المهات الأصيلة التي تنفع الدين والمجتمع عبر تفعيل دور المؤسسة الحسينية وخطابها وأنشطتها ودورها في لمّ شمل المجتمع واشاعة المثل والقيم المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف ومن مدرسة أهل البيت (ع) بالخطاب البناء المعتدل.

وعرج في كلمته نحو الأدوار التي لعبتها المؤسسة الحسينية في مراحل سياسية مختلفة مرت بها، مستحضرًا دورها في فترة الخمسينيات من القرن الماضي حيث كانت هيئة الاتحاد الوطني تعقد لقاءاتها واجتماعاتها وتواصلها مع الناس وكان من بين تلك المواقع وجودها في المأتم، موضحًا أن تلك الأدوار المهمة لا يمكن أن تسقطها الأقلام المأجورة التي تنال من مؤسسة المأتم وتشوهها، وتسعى لإخراجها من مساحة العطاء الواسع الذي تعم فائدته على المجتمع، مؤكدًا أن ما قدمه الراحل للوطن وللناس لا يمكن حصره في كلمة قصيرة.

عطاء الإنسان البحريني

ووفقًا لعلاقته وتواصله مع الوجيه لطف الله، صاغ رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري، إضاءات تناولت المجال الاجتماعي والمهني والإنساني من سيرة الراحل التي ربطها بعطاء الإنسان البحريني ولاسيما أبناء القرى الذين كانوا يتمتعون بإصرار على النجاح في حياتهم الأسرية والعملية، وضرب بعض الأمثلة على ذلك ومنها مسار حياة الراحل في العمل بالزراعة ثم الانتقال إلى التجارة في سوق المنامة وقرى شارع البديع والتحاقه للعمل في شركة بابكو أواخر الخمسينيات، ثم المحطة الأهم والأبرز في بداية مشواره وهي تلك العزيمة التي جعلته يشق طريقه بنجاح في المجال الصناعي أوائل السبعينيات من القرن الماضي وهو من أصعب المجالات.

وأثنى على جهود الراحل في نقل تجاربه وخبراته للشباب حيث كان من المؤيدين لانطلاق الشباب في مجال العمل الحر، وداعمًا ومبادرًا لتشجيع الانتاج والبدء بالمشاريع مع مواصلة التعليم واكتساب المعارف والخبرات وهو مجال لن يتمكن أحد من منعه عن الناس لطالما تمتعوا بالعزيمة والإصرار على إثبات وجودهم، منوهًا إلى أن القطاع الاقتصادي اليوم يهتم بإجراء الدراسات وهذا جانب مهم، إلا أن الاستفادة من خبرات وسيرة نجاح كسيرة الراحل لطف الله تمثل رافدًا مهماً لانتهاج الخطوات الناجحة في قطاع تأسيس وإدارة العمل الحر.

وفيما يتعلق ببناء شخصية الراحل ونظرته للحياة الاجتماعية وعطائه الخيري، نوه الجمري إلى الوقت العصيب الذي مر به الراحل وعائلته بعد اكتشاف مرضه حيث كان الأطباء يتكلمون باللغة الانجليزية بوجوده على سرير المرض وكان يتقن اللغة الانجليزية فعلم بأن أيامه معدودة، وأن الأطباء حينها كانوا يتشاورون مع أبنائه بشأن كيفية ابلاغه بالأمر، إلا أن الأبناء وجدوه متبسمًا غير متفاجئ وهم يبلغونه بحالته وكان رابط الجأش وهو يفصح لهم بأنه علم بالأمر من خلال حديث الأطباء مع بعضهم، ذلك لأنه يتمتع بالإيمان وقبول القدر بنفس مطمئنة، وواصل حياته إلى أن توفاه الله وهو في طمأنينته وعطائه وحبه للناس وللخير، مستشهدًا بما تحمله روح الراحل من حب للحياة وللناس وللكلمة الطيبة بقوله: «بعد صلاة الفجر... يتواصل مع الناس عبر الواتس أب لمدة تصل إلى نصف ساعة تقريبًا برسائل ملؤها الخير والعرفان والمأثور من القول».

دعم المؤسسات الخيرية

وبعد قصيدة للشاعر محمد عبدالله الحلواجي استهلها بالقول: «ضجت القرية بفجيع إعوالها... من رحل عنها عميد رجالها»، تنقل عبر أبياتها إلى جهود الراحل على المستوى الديني والاجتماعي والوطني والخيري، قدم الناشط الاجتماعي شاكر الزاكي كلمة بالنيابة عن أهالي الفقيد وأهالي قرية أبوصيبع ونيابةً أيضًا عن الصناديق والمؤسسات الخيرية سرد فيها جوانب من محطات مشاركة الراحل في العمل الخيري ودعم المؤسسات الخيرية في البلاد دون النظر إلى مناطقها، مثنيًا على مبادرات المرحوم لطف الله ومتابعته الشخصية لكل المشاريع والبرامج الخيرية والتي كان يخصص دعمًا ماليًا سخيًا لتنفيذ أعمالها، فيما يخصص دعمًا آخر لتوزيعه على الأسر المعوزة والمحتاجة بشكل مباشر، واختتم مجلس التأبين بقراءة حسينية قدمها خطيب المنبر الشيخ مهدي الكرزكاني.

وتوجهت عائلة الراحل الوجيه إبراهيم لطف الله بالشكر والتقدير إلى كل من شارك في المجلس، معبرين عن امتنانهم للمشاعر الطيبة تجاه سيرة الحاج لطف الله التي تمثل منهجًا مستمرًا على طريق الخير والعطاء.

يذكر أن الوجيه الحاج إبراهيم لطف الله توفي يوم الأحد (23 نوفمبر/تشرين الثاني 2014) عمر ناهز 78 عاما بعد صراع مع المرض.

حضور مجلس التأبين في حسينية أبوصيبع- (تصوير: حسين فردان)
حضور مجلس التأبين في حسينية أبوصيبع- (تصوير: حسين فردان)
رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري يلقي كلمة في مجلس التأبين
رئيس تحرير «الوسط» منصور الجمري يلقي كلمة في مجلس التأبين

العدد 4508 - الجمعة 09 يناير 2015م الموافق 18 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:44 م

      رحم الله الحاج ابراهيم

      رجل ولا كل الرجال، الكل يمتدح طيبته وخيراته التي عمت البعيد والقريب دون تفرقة ! رحمه الله وجعل الجنة مثواه

    • زائر 9 زائر 8 | 3:17 م

      الله يرحمه

      رجل ونعم الرجال

    • زائر 6 | 4:23 ص

      ...

      الله يرحمه ...........

    • زائر 5 | 2:36 ص

      مسكين هذا الرجل

      مسكين هذا الرجل

    • زائر 7 زائر 5 | 8:11 ص

      مسكين؟

      تعليق غريب.

    • زائر 4 | 2:34 ص

      رحم الله الفقيد

      كان ومازال في القلب رجل قل منه عالمنا اليوم من مثله ،عصامي وله يدان تاج بالخير لم يعرف التعصب وبالخير يعرف قد تعرفت علية عن قرب وكان يعاملنا بكل التقدير والأبوة لا يبخل بالنصح ، الله نسال ان يتقبله عند الاولياء والمعصومين لما نذر نفسه الطاهره لخدمتهم ونسأل ان يلهمنا الصبر لفقد الغالي حجّي ابراهيم ابو علي لكم كريم العزاء يا اخوتي في فقد الغالي اخوكم توفيق حجير

    • زائر 3 | 12:04 ص

      ابن بار

      رجل العطاء والتواصل الأجتماعي..رحمه الله تعالى...

    • زائر 2 | 12:01 ص

      ابن بار..

      هو رجل العطاء والتواصل..تغمده الله في فسيح جنانه....

    • زائر 1 | 11:44 م

      رجل العطاء

      رحمك الله يا حاج ابراهيم كنت من خيرة رجلات قرية ابوصيبع ووجيه اليها الله يرحمك برحمتك الواسعة ويجعل مثوك الجنة مع المؤمنين والمؤمنات

اقرأ ايضاً