العدد 4510 - الأحد 11 يناير 2015م الموافق 20 ربيع الاول 1436هـ

باريس «عاصمة العالم» ضد الإرهاب... وحشود مليونية في مسيرة «تاريخية»

احتشد أكثر من مليون شخص أمس الأحد (11 يناير/ كانون الثاني 2015) في تجمع غير مسبوق ورددوا وسط الدموع والابتسامات «شارلي شارلي!» في شوارع باريس التي أصبحت ليوم واحد «عاصمة العالم» ضد الإرهاب مع مسيرة تاريخية تقدمها قادة أجانب جنباً إلى جنب.

وجمعت التظاهرات ضد الإرهاب في مختلف أنحاء فرنسا أمس نحو 3.3 ملايين شخص بحسب أرقام مؤقتة أعلنتها السلطات والمنظمون وجمعتها وكالة «فرانس برس».

وفي باريس تحدث المنظمون عن مشاركة 1.3 إلى 1.5 مليون شخص في «المسيرة الجمهورية» فيما أشارت وزارة الداخلية إلى تعبئة «غير مسبوقة» يصعب تقدير عدد المشاركين فيها. وشارك نحو مليوني شخص في التجمعات خارج باريس.

واجمع المعلقون وحتى المشاركون في المسيرة على أنها «تاريخية» و»لا تصدق» في معرض وصفهم لحدث غير مسبوق من حيث حجمه في العاصمة الفرنسية التي تشهد «مسيرة جمهورية» ضد الإرهاب بعد سلسلة هجمات أوقعت 17 قتيلاً وعشرين جريحاً خلال ثلاثة أيام في فرنسا.

وهي مسيرة استثنائية أيضاً بسبب بعدها العالمي مع صورة القادة الأجانب يسيرون في شوارع باريس إلى جانب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أحاط به الرئيس المالي إبراهيم أبوبكر كيتا والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وظهر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المسيرة على بعد أمتار من رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتقدم القادة بصفوف متراصة وأمسك عدد منهم بأيدي بعضهم بعضاً. وقام عدد من قادة الدول بتحية الحشود وخاصة الذين كانوا على شرفات الجادة التي تقدمت فيها المسيرة.

ولا يبعد مكان المسيرة كثيراً عن مقر صحيفة «شارلي ايبدو» التي تعرضت لاعتداء يوم الأربعاء الماضي أوقع في مكتبها وفي الشارع قبالته 12 قتيلاً. كما قتل خمسة أشخاص في اعتداءات أخرى وقعت يومي الخميس والجمعة.

وقال الرئيس الفرنسي أمام أعضاء الحكومة في اجتماعهم في قصر الإليزيه في وقت سابق، إن «باريس هي اليوم عاصمة العالم اليوم»، وذلك قبل التوجه للمشاركة في المسيرة الجمهورية ضد الإرهاب. وأضاف أن «البلد بأسره سيرتقي إلى أفضل ما لديه».

وشارك في المسيرة أيضا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وزوجته الملكة رانيا ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الحكومة الايطالية ماتيو رينزي.

والقادة الأجانب الذين يرافقون الرئيس الفرنسي لزموا دقيقة صمت قبل مغادرة المسيرة وصفق لهم الحاضرون عند انضمامهم إليها. وقام هولاند بتحيتهم واحداً واحداً لينضم على إثر ذلك إلى مجموعة من أقارب ضحايا الاعتداءات.

وتدفق آلاف الأشخاص بعضهم بعيون دامعة إلى ساحة الجمهورية نقطة انطلاق المسيرة. وكتب على لافتات رفعها المتجمعون ترحماً على ضحايا الاعتداءات الإرهابية بباريس، «ارفعوا أقلامكم» و»حرية، مساواة، ارسموا، اكتبوا».

وتقدمت عائلات الضحايا المسيرة وسط إجراءات أمنية مشددة بوجود قناصة على طول الطريق في العاصمة الفرنسية التي انتشرت فيها قوات الأمن. ونشر أكثر من 5500 شرطي لضمان أمن المسيرة التي انطلقت من ساحة لاريبوبليك (الجمهورية) لتصل إلى ساحة لاناسيون (الأمة). وتفصل بين الساحتين ثلاثة كيلومترات.

وأفادت الشرطة الفرنسية أنه، إضافة إلى التظاهرة الضخمة في باريس، جمعت التظاهرات المنددة بالإرهاب نحو 600 ألف شخص في بقية المدن الفرنسية نحو ثلثهم في مدينة ليون، ثالث المدن الفرنسية.

وفي ساحة الجمهورية تجمع المتظاهرون حتى قبل انطلاق التظاهرة ورفعوا الأعلام الفرنسية.

من جانب آخر قال وزير العدل الأميركي اريك هولدر أمس انه «لا توجد معلومات موثوقة» حتى الآن على أن تنظيم «القاعدة» كان وراء الهجمات في فرنسا التي أودت بحياة 17 شخصاً. وكان المسئول الشرعي في تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» حارث النظاري هدد فرنسا بهجمات جديدة في شريط فيديو بثته يوم الجمعة الماضي مواقع متطرفة بعد الاعتداء الذي نفذه الشقيقان كواشي اللذين ينتميان إلى هذه المجموعة ضد «شارلي ايبدو».

العدد 4510 - الأحد 11 يناير 2015م الموافق 20 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:53 ص

      زائر

      لا احد يوافق على ما حدث في فرنسا من قتل واجرام ولكن لم يقم العالم خاصة الدول الأوروبية على ماحدث للمسلمين في بورما من قتل وتشريد وحرق لاجساد حية بريئة لانهم مسلمون وقتا منهم اعداد كبيرة لم نر لمة من زعماء العالم مما حدث من مآ سي للمسلمين ولا تجمع شعب

    • زائر 1 | 4:23 ص

      من هم الارهابيون؟؟؟؟؟

      اذا كان كل هذه الدول التي شاركت في المظاهرة تحارب الارهاب ومن يدعم الارهاب اذن من هم الدول التي صنعت الارهاب ومن الدول التي تدعم الارهاب ومن ترعاه اليس اسرائيل راعية للارها اليس معظم الدول .... متهمة برعاية الارهاب ولم نسمع من انكرذلك اذن النتيجة هذه الدول عملت المظاهرة ضدها اليس كذلك؟؟؟ام انها اعلان توبة نصوحة والعودة الى الرشد والصواب0

اقرأ ايضاً