تعثر منتخبنا الأول لكرة القدم في أولى مبارياته ببطولة كأس أمم آسيا المقامة حالياً في أستراليا بخسارته أمام نظيره الأيراني بهدفين نظيفين في المباراة التي جرت أمس في مدينة ملبورن الأسترالية في بداية مباريات المجموعة الثالثة للبطولة.

ويتصدر المنتخب الإماراتي ترتيب المجموعة بعد الجولة الأولى بعد فوزه الساحق على نظيره القطري 4/1 وبفارق الأهداف عن نظيره الإيراني ثم منتخبنا وقطر دون نقاط، لتصبح آمال منتخبنا معقدة في نيل إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة إلى الدور الثاني إذ بات يتوجب عليه الفوز في مباراتيه المتبقيتين أمام الإمارات وقطر، وسيكون لقاؤنا المقبل أمام الإمارات عند العاشرة من صباح يوم الخميس المقبل بتوقيت البحرين.

وجاءت الخسارة أمام إيران استمراراً للنتائج المهزوزة لمنتخبنا في مبارياته الرسمية منذ دورة كأس «خليجي22» التي أقيمت في الرياض من خلال عدم تحقيق أي فوز أو حتى هدف على رغم التغييرات التي طرأت على تشكيلة المنتخب والجهاز الفني على تحسن نتائج المنتخب في مباراتيه الوديتين أمام السعودية والأردن، إذ ظهر الأحمر بصورة متفاوتة خلال المباراة فكان جيداً في فترات محدودة كان فيها الأكثر استحواذاً وحماساً وتحديداً في الربع الساعة الأول من الشوطين الأول والثاني، لكنه افتقد في بقية فترات المباراة إلى التنظيم والفعالية الهجومية وبدا شبه ضائع في أغلب الشوط الثاني، فيما ساهمت الأخطاء الدفاعية لمنتخبنا في تسجيل الهدفين الإيرانيين من ركلتين ركنيتين.

بداية جيدة وهدف إيراني

وكان الشوط الأول متكافئاً إلى حد كبير ودخله منتخبنا بتشكيلة ضمت الحارس سيدمحمد جعفر ورباعي الدفاع محمد حسين وحسين بابا ووليد الحيام وعبدالله عمر، ورباعي الوسط عبدالوهاب علي وفوزي عايش وسيدضياء سعيد وإسماعيل عبداللطيف وثنائي الهجوم جيسي جون وسامي الحسيني، وبدأ الأحمر المباراة بحماس وانتشار جيد معتمداً على تحركات إسماعيل عبداللطيف الذي قام بدور نشط خلف المهاجمين جون والحسيني اللذين لم يظهرا بتفاعل جيد مع بقية اللاعبين وبالتالي تكسرت أغلب محاولات منتخبنا في الثلث الهجومي الأخير، عدا الكرة العالية التي تهيأت إلى سيدضياء سعيد لكن ارتفاع الكرة صعّب مهمته في لعبها بالصورة المناسبة برأسه في الدقيقة 15.

وتدريجياً بدا تراجع منتخبنا مع منتصف الشوط وتحوّل زمام السيطرة والمبادرة لصالح الفريق الإيراني الذي اعتمد كثيراً في بناء محاولاته الهجومية على الجهة اليسرى لمنتخبنا التي لم يكن فيها الظهير وليد الحيام بالمستوى المطلوب وشكلت هذه الناحية اختراقات إيرانية كاد أن يسجل منها الفريق الإيراني هدفاً في الدقيقة 20 لولا تدخل الحارس سيدمحمد جعفر لإنقاذ الفرصة الانفرادية للمهاجم الإيراني أشكان.

وفي الوقت الذي كان فيه الشوط الأول يتجه إلى التعادل جاء الهدف الإيراني في توقيت حرج إثر ركلة ركنية خرج الحارس سيد جعفر لإبعادها وسط غياب مدافعي منتخبنا وعدم التمركز الجيد لتتجه إلى اللاعب الإيراني إحسان حاج صافي الذي سددها في الشباك الخالية.

محاولات وتبديلات ولكن!

وتكرر السيناريو في الشوط الثاني إذ بدأه منتخبنا بنشاط وحماس في الربع الساعة الأول سعياً لإدراك التعادل وركز اللعب في المنطقة الإيرانية وكانت أبرز محاولاته كرة جيسي جون التي تصدى لها الحارس الإيراني فكانت البصمة الوحيدة لجون طيلة المباراة.

واختلفت الصورة بعدها وبدا منتخبنا يتراجع ويختفي دور خط الوسط وخصوصاً فوزي عايش وضياء سعيد وكذلك ضياع ثنائي الهجوم، الأمر الذي دفع المدرب مرجان عيد إلى إجراء تبديلات تنشيطية بإشراك راشد الحوطي وعبدالوهاب المالود مكان وليد الحيام واسماعيل عبداللطيف الذي كان لخروجه تأثير سلبي على نشاط وفاعلية منتخبنا وخصوصاً أن إسماعيل كان الأكثر نشاطاً وكان يفترض استمراريته وإخراج أحد ثنائي الهجوم «الحاضر الغائب».

ولم تغيّر التبديلات من حال الأحمر فدانت الأفضلية للفريق الإيراني الذي عرفّ كيف يسيّر المباراة لصالحه بتحكم جيد على رغم عدم تشكيله هجمات أو خطورة كبيرة على مرمى منتخبنا، ليتكرر الخطأ مجدداً في دفاع منتخبنا بغياب التمركز والتغطية من خلال ركلة ركنية إيرانية نفذت باتجاه نجمه مسعود شجاعي الذي حوّل الكرة مباشرة في الزاوية اليمنى لمرمى منتخبنا معلناً الهدف الإيراني الثاني في الدقيقة 71.

وفقد منتخبنا توازنه وتنظيمه بعد الهدف وبدا يعتمد على الاجتهادات الفردية من جانب المالود الذي سدد كرة قوية في الدقائق الأخيرة تصدى لها الحارس الإيراني.

بابا: خسرنا بالخبرة والكرات الثابتة

أرجع لاعب منتخبنا الأول لكرة القدم حسين بابا خسارة الأحمر أمام نظيره الإيراني بهدفين نظيفين أمس في أولى مبارياته في كأس آسيا إلى قلة خبرة بعض لاعبي المنتخب وكذلك الأخطاء التي ارتكبت خلال الكرات الثابتة.

وقال بابا في تصريح بعد المباراة «اجتهدنا وحاولنا خلال المباراة أمام فريق قوي مثل إيران وكانت بدايتنا جيدة لكن تراجع الأداء لأسباب عدة أبرزها نقص خبرة مجموعة من اللاعبين وفقدانهم الكرة كثيراً في وسط الملعب وهو ما استفاد منها الفريق الإيراني الذي استثمر الكرات الثابتة من الضربات الركنية وسجل منها هدفيه على رغم أننا كنا ندرك جيداً بأن قوة الفريق الإيراني تكمن في الكرات الثابتة «.

ووصف حسين بابا المباراة المقبلة لمنتخبنا أمام نظيره الإماراتي بأنها مصيرية وبمثابة حياة أو موت وسيقاتل فيها منتخبنا من أجل الظهور بصورة أفضل وتحقيق نتيجة إيجابية للمحافظة على حظوظه التنافسية في المجموعة.

علي بن خليفة: قدمنا مباراة مرضية

عبر الشيخ علي بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم عن رضاه عن أداء المنتخب الوطني الأول أمام إيران في المباراة الاستهلالية للفريق بنهائيات كأس الأمم الآسيوية التي تستضيفها استراليا.

وأوضح سعادته أن لاعبينا حصلوا على بعض الفرص المهمة التي كانت تحتاج لشيء من التركيز وبالذات في الشوط الأول من المباراة، ولعل الروح القتالية التي ظهر بها أفراد الفريق تدعو إلى التفاؤل وان الأخطاء التي حصلت يمكن للجهاز الفني أن يقوم بتصحيحها قبل اللقاء مع الإمارات والذي نأمل الخروج منه بنتيجة ايجابية، وهو من اللقاءات الصعبة لكون الفريق الإماراتي قد فاز بنتيجة كبيرة على قطر.

وأضاف الشيخ علي بن خليفة ان الفرصة لاتزال قائمة وبالذات ان الكل يطمح إلى ان يكون متواجدا في الدور الثاني، مشيراً إلى أن الفريق الإيراني لم يكن سهلا حيث حسمت خبرة لاعبيه وتواجد جماهيره بجانب استغلاله لبعض أخطاء لاعبينا وعدم التركيز في بعض الكرات العرضية وساعدته على الفوز، ولكن هذا لا يمنع ان نقول بأن العرض الذي قدمناه كان مقنعا ولابد من شكر اللاعبين على أدائهم لأن نسبة الاستحواذ كانت جيدة، وان عليهم ان ينظروا للمباراة المقبلة التي سنلعبها في مدينة كانبيرا.

عمر: فقدنا التركيز ببعض الفترات والفرصة قائمة

أكد لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم عبدالله عمر أن المنتخب فقد التركيز في بعض فترات المباراة التي خسرها الأحمر بهدفين نظيفين من إيران يوم أمس، وأوضح أن الأحمر حاول الخروج متعادلاً في شوط المباراة الأول غير أن الهدف الذي استقبله المرمى البحريني في الثواني الأخيرة من الشوط الأول حال دون ذلك.

وأوضح عمر أن الأهداف جاءت من أخطاء وليست فرص حقيقية للمنتخب المنافس، مشيراً إلى أن الأخطاء واردة في عالم الكرة المستديرة، وأن فقدان التركيز في بعض فترات المباراة سمح للمنتخب الإيراني بتسجيل الهدفين.

وقال في تصريح بعد المباراة: «قدمنا مباراة كبيرة أمام أقوى المنتخبات الآسيوية وأحد أبرز المرشحين لنيل اللقب الآسيوي، المنتخب الإيراني قادم من مشاركة كبيرة متمثلة بكأس العالم التي أقيمت في البرازيل صيف العام الماضي، ويمتلك لاعبين ذوي خبرة طويلة»، وأضاف «منتخبنا الوطني يمتلك في صفوفه العديد من اللاعبين الذين يشاركون للمرة الأولى في المحفل الآسيوي، وهم نواة المستقبل للكرة البحرينية ولابد أن يحصلوا على الفرصة الكاملة لتمثيل الأحمر والوقوف بجانبهم في هذا المنعطف الذي يحتاج إلى صبر ووقت طويل».

مدرب الأحمر: خسرنا ثلاث نقاط ولم نخسر التأهل

قال مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مرجان عيد «خسرنا مباراة إيران ولكن لم نخسر البطولة حتى الآن، ولم نودع من الدور الأول حتى الآن، أمامنا مباراتين سنسعى لتقديم المستوى الأفضل والخروج بالنقاط الثلاث، سنهيئ اللاعبين نفسياً ومعنوياً قبل اللقاء المقبل أمام المنتخب الإيراني، سنقوم بتصحيح الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون في مباراة الأمس»، جاء ذلك على هامش المؤتمر الصحفي الذي عقب لقاء الأحمر والمنتخب الايراني وانتهى لصالح الأخير بهدفين نظيفين.

وأرجع عيد خسارة الأحمر من إيران إلى الأخطاء التي صاحبت اللقاء ومني على إثرها شباك المنتخب بهدفين، مشيراً إلى أن الخبرة التي يتمتع بها لاعبو المنتخب الإيراني رجحتهم لعبور منتخبنا ولاسيما أن الأحمر يعتمد على لاعبين شباب بعضهم يشارك للمرة الأولى في المحفل الآسيوي.

وأكد مرجان عيد أن الأحمر قدم مباراة كبيرة لا تقل عن أي مباراة ودية سابقة للمنتخب، لكن يبقى المنتخب الإيراني من أقوى وأفضل المنتخبات الآسيوية التي تنافس بقوة على اللقب الآسيوي، مبيناً أن المباراة لم يكن فيها فوارق كبيرة من الناحية الفنية والتنظيمية بين الجانبين لكن فقد التركيز في بعض الفترات والخبرة التي يتمتع بها الإيرانيون رجحتهم للفوز، موضحاً أن الأحمر حصل على عدة فرص لم يستغلها على مجريات المباراة.

وأشار مدرب الأحمر أن بداية اللقاء كان منتخبنا حاضر بقوة من النواحي الذهنية والفنية والتنظيمية وسنحت له العديد من الفرص التي لم يستغلها، مبيناً أن اللاعبين نجحوا في الكرات العالية التي يتمتع بها المنتخب الإيراني لكن الأخير لم ينجح في هذا الجانب، وخرجت المباراة بتسجيل هدفين من كرات عرضية أرضية في الوقت الذي أخفق فيه لاعبو الأحمر في احتوائها بالشكل المطلوب، وبين أن الهدفين كانوا بنفس السيناريو وفي أوقات صعبة، حيث كان منتخبنا الأحق بالخروج بنتيجة إيجابية في الشوط الأول عطفاً على الأداء والفرص على عكس المنتخب الايراني الذي حصل على فرصة واحدة فقط تمكن الحارس سيدمحمد جعفر من التصدي لها.

وأضاف «بعض الأرقام كانت تشير إلى أن منتخبنا جارى المنتخب الإيراني، ودائماً ما تكون مبارياتنا مع إيران قوية وممتعة وتخرج بفنيات مرتفعة، بشكل عام المنتخب البحريني فقط كان ينقصه التركيز في بعض الفترات واستغلها المنتخب الايراني بتسجيل هدفين، لكن بشكل عام المنتخب البحريني قدم مستوى مميزا طوال اللقاء ضد منتخب آسيوي كبير ومرشح بقوة لنيل اللقب».