العدد 4514 - الخميس 15 يناير 2015م الموافق 24 ربيع الاول 1436هـ

الوعديون يؤبِّنون المناضل الخياط: طار بين المنافي حالماً بوطن لا يرجف فيه الأمل

قيادات «وعد» في حفل تأبين الخياط - تصوير أحمد آل حيدر
قيادات «وعد» في حفل تأبين الخياط - تصوير أحمد آل حيدر

أبّن الوعديون الفقيد المناضل الوطني أحمد الخياط الذي «طار بين المنافي حالماً بوطن لا يرجف فيه الأمل».

وأثنوا في تأبينه الذي أقيم في مقر الجمعية في أم الحصم مساء الأربعاء (14 يناير/ كانون الثاني 2015) على «عمله النضالي في خدمة شعبه ووطنه وجمعيته».

وألقى رئيس الجمعية رضي الموسوي كلمة جمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد» في تعزية وتأبين المناضل أحمد الخياط، وقال فيها: «ظل يعمل بصمت وتواضع جم في خدمة «وعد» وفي خدمة شعبه من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل»، كطير يخفق بجناحيه بين المنافي البعيدة باحثاً عن عش فيه من الدفء ما يمنحه طاقة لمواصلة الطريق، طريق وعر وعسير لا يسلكه إلا المؤمنون بحتمية الوصول للعزة والكرامة والمجد لشعبهم».

وأضاف «ناصر حسين، أحمد الخياط، أبوندى، أبوناصر، هو رفيق عزيز من هؤلاء الذين امتطوا صهوة الخيل رافعين شعلة النضال في كل مكان حلت فيه أجسادهم الطاهرة، أجسادهم المثخنة بجراحات الوطن وأهله».

وأردف «قادتني الظروف يوماً إلى عدن، حيث ناصر حسين هناك يعمل بصمت في منفاه الثالث، «إلى وزير الوحدة يا رفيق»، قلت له. هناك، حيث البساطة والعنفوان الطبيعي، نشد الرحال، يتأبط كل منا صرتيه، ندخل المجلس العامر بالعقول العلمية والأكاديمية والسياسية ليبدأ الحديث في كل شيء، ساعات من الحوار الصحافي والسياسي عن واقع اليمن ومستقبله بعد أحداث يناير الدموية، نعود إلى البيت، حيث ندى وأمها في الانتظار، ندى الطفلة المشاغبة التي تستمتع بأغاني العصافير الصغيرة، تحلم بمداعبة طير يحط على كفيها».

وتابع الموسوي «المنفى أخذك أيها الرفيق الراحل إلى عواصم ومدن لم تخترها بإرادتك، كأن قدرك أن تعود إلى الشام حيث الأحبة والرفاق: أبوأمل، وأبومنصور وآخرون، وكأن محمد جابر العربستاني قد ارتبط بقدرك، وبقدرهم، فها هو يرحل من عدن لدمشق التي احتضنت قوافل الرفاق في منفاهم الجديد».

وأكمل «بين أزقة المخارقة الذي احتضن سنواتك الأولى، وبين المخارقة الذي أنهيت فيه رحلتك، ثمة سنوات من عطائك الذي لا ينضب، كنت زيتاً لمشاعل النور المبدد للعتمة التي كانت، وللعتمة التي تترقب ساعة انقضاضها، بددت ورفاقك حلكة الليل، وتشربت معهم التضحية حتى الثمالة، فكان شرق الجزيرة والجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل والجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج فالجبهة الشعبية في البحرين وصولاً إلى «وعد» طريق العلا وحزب النور والمجد الذي نفخر به مدافعاً عن أبناء هذا الوطن والأمة».

وقال «ترحل عنا اليوم أيها الرفيق العزيز، تاركاً لنا إرثاً نضالياً كبيراً ننهل منه لنتعلم المزيد من الصبر الذي طوعته ليكون لك لا عليك، نم قرير العين أيها الرفيق وتيقن أننا على دربك سائرون».

وختم الموسوي «عشت في وطنك وفي المنافي مناضلاً صلباً وتركت فراغاً في حياتنا برحيلك، نفخر بك وبتاريخك المضيء، الرحمة والمغفرة لك».

فيما ألقت أسماء أحمد الخياط كلمة عائلة المناضل الراحل أحمد الخياط، حيث قالت: «لم يخطر ببالي في يوم من الأيام أن أقف وأتكلم في عزاء أحب الناس على قلبي وأقربهم إلى نفسي، والدي الحبيب والحنون أحمد الخياط رحمه الله وأدخله فسيح جناته».

وأضافت ابنة الفقيد «حقاً المصاب أليم والخسارة فادحة، ليس لنا كأهله وذويه فقط وإنما للمجتمع وللوطن عامة، غير أننا نقف عاجزين أمام مشيئة الله سبحانه وتعالى، راضين مسلّمين لحكمه وإرادته».

وأردفت «رحلت عنا يا أبي الحنون، ولكنك معنا، عشت بيننا ببراءة الطفولة ونضج الشباب والفكر، وأنا أقترب من سن العشرين عاماً والتي تبدو لي كأيام قليلة عشتها معك يا والدي العزيز لم تكفني تلك الأيام ولا السنوات لأتزود من حبك وحنانك وتربيتك، وسأظل أطمح بالمزيد في العيش معك».

وواصلت «فإنني يا أبي الغالي، أحسُّ بالألم يعتصر قلبي لفقدانك وذهابك عنَّا، فقد تكلَّم الناس عنك كثيراً بعدَ موتك، وأشادوا بصفاتك وأفعالك، كإنسان مسلم ومناضل، فقد كتبوا عنك جميل الكلام قيادياً محباً لوطنه وإنساناً وصديقاً».

وأفادت «وها أنا اليوم تختلط بداخلي مشاعرُ الفخر بك وبأفعالك مع مشاعر الحُزْن العميق لفقدك، فأحمد اللهَ أن رزقني أباً هو نِعْم الأب والسيرة، قلَّ بين الرِّجال مثيلُه، لكن كيف لي يا أبي أن أُخفي عن مُحبِّيك جانباً آخرَ ناصعاً من حياتك، إنَّها شخصية الأب في والدي أحمد الخياط والذي لم أرَ مثله إنساناً صبوراً ولم يكن يشكو همه لأحد بل كان دائماً مبتسماً ومتفائلاً وكله أمل».

وأوضحت الخياط «لقد عاش أبي في الدنيا بقلب كبير وعلى رغم الغربة التي عاشها كان يحمل بداخله كل الحنين للوطن والإخوة والأحبة، حين كان يتنقل بين عواصم مختلفة ليعمل فيها من أجل الحق ومن أجل الشعب والوطن، وبكل الصمت والحب قدم عطاء من دون انتظار مقابل سوى كرامة شعب، ثم رحل عنا».

وختمت «هكذا عاش وهكذا كان أحمد الخياط (أبوندى) الرمز والعطاء والاسم المدوي الذي سيظل في قلوب وذاكرة الجميع والوطن. وحين نرى أملك وعملك يزهو ويتوج حينها سنصرخ فرحاً بك يا أبي، فإنك باقٍ بعملك ولم ترحل، أبي الحبيب كنت نعم الأب، ومهما أقول لن أوفيك حقك».

وأخيراً، قال رفيق المناضل الراحل، عبدالنبي العكري «من الصعب علي أن أرثي شقيق روحي، فبعد رحيل أبي أمل ورحيل الخياط أشعر بوحشة شديدة، هذا المكان هو البيت الأول له، فروحه الآن ترفرف فوق رؤوسنا».

وأضاف «لقد ترك وراءه إرثاً لا ينسى، أريد أن أقول لك شيئاً يا أبا ندى، الوطن الذي اقترنت فيه بأم ندى أصبح ساحة حرب بين الإخوة اليوم، الوطن الثاني الذي احتضننا أصبح ساحة للخراب، فيه حرب بين الإخوة، البحرين وطننا الذي طالما حلمنا به، ورجعنا لنستريح فيه، أصبحنا فيه منفيين».

وختم العكري «لكن هل تضحياتك وتضحيات شعب البحرين ذهبت سدى؟، لا، شعب البحرين مصمم أكثر من أي وقت مضى على أن ينال الحرية، أنت ناضلت ليس فقط من أجل شعب البحرين، بل ناضلت من أجل الأمة العربية، لذلك أقول كما قال أبو أمل، سنظل نناضل من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل».

أسماء الخياط تلقي كلمة عائلة المناضل
أسماء الخياط تلقي كلمة عائلة المناضل
سجل خاص لاستذكار الفقيد الخياط
سجل خاص لاستذكار الفقيد الخياط
عائلة المناضل تبكي فقده
عائلة المناضل تبكي فقده

العدد 4514 - الخميس 15 يناير 2015م الموافق 24 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:55 م

      رحمة الله على ابناء الوطن

      الموت يعني الحرية, و يحلو الموت بعد النضال من أجل الحق....اللهم ارحم شهداء الوطن, اللهم ارحم المطالبين بالحق
      لم يرحل الا لوطنه الأسمى بين يدي العزيز, الجليل, الاكرم.....
      الله يرحمك يا استاذ و يحشرك في جناته مع احسن حلقه و أوليائه

    • زائر 3 | 2:45 ص

      رجل البساطة

      رجل بمعني الكلمة تعاملت معه وأحببت فيه أبتسامته الدائمة على وجهه التي تخفي مافي قلبه من ألم

    • زائر 1 | 12:29 ص

      رحم الله والديكم

      رحمك الله يا احمد الخياط وكثر الله من امثالك وحشرك مع محمدواله الاطهار

اقرأ ايضاً