العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ

القطان: الإساءة للدين والقرآن والرسول تفرض علينا عرض السيرة العطرة لأعظم مخلوق

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن «الهجمات المسيئة والشرسة على ديننا وقرآننا ونبينا (ص)، تفرِض علينَا أن نُجنِّدَ القلوبَ والهمم والأقلامَ، ووسائلَ الإعلام، إلى عَرض السيرةِ العطرة، والحياة الطيّبة لأعظم إنسان وأفضلِ مخلوق، محمّدٍ (ص)، من واقع أوثَق المصادر العلميّة لسيرته، التي سطرتها الأيادي الأمينة، والكتابات الموضوعيّة الصادقة».

وفي خطبته أمس الجمعة (16 يناير/ كانون الثاني 2015)، شدد القطان على أن «واجبنا- نحن المسلمين- أن نسعَى بكلّ ما أُوتينَا من مقوِّمات ووسائل، لنقدِّم حياةَ الرسول الطاهرة، ورسالتَه العظيمة، بما فيها من الفضائل والمحاسنِ إلى العالَم، ليعرِف المنصِف والجاهلُ الحقيقةَ التي يشوِّهُها الحاقدون، ويحرِّفها الحاسدون».

وأضاف «إنَّ من أوجب الواجبات على الساسةِ والعلماء والمثقَّفين، الدفاع عن عرض رسول الله (ص)، والذبّ عن شخصيّته وهديه وسيرته، بالقلم واللسان والحوار الهادف، بالطرق السياسيّة والطرق العلمية، وفقَ خطاب حضاريٍّ مقبول وسلوكٍ أخلاقيّ مؤثر، وعبرَ عمل مخلِص، بمنهج قويم وأسلوب سليم، يُوصل الرسالة العالميّةَ التي بُعِث بها خير الخلق، ويبرز محاسنها ونورها الوضّاء، وشمسَها المشرقة».

الخطبة التي خصصها القطان للحديث للدفاع عن الرسول (ص)، قال فيها: إن «في العصور الماضيةِ والأحقاب السّالفة، عاش كثيرٌ من العظماء ورجالات التأريخ والديانات، نقلتِ الأنباء أخبارَهم، ودوّنت الكتب أوصافهم، وسجّلت المدوّنات أحوالَهم، غيرَ أنه لا يوجد أحدٌ من هؤلاء العظماء والرجال، من نُقلت أخباره، ودُوّنت صفاته، وحُفظت سيرته، وكُتِب سجلّ حياتِه، كما كان لنبينا محمد (ص)، لقد وصَلَ إلينا ذلك بالنّقل المتواتر».

وأوضح أن «سيرةَ الحبيب المصطفى محمدٍ (ص)، أصحُّ سيرةٍ لتأريخ نبيٍّ مرسَل، سيرة واضحة مدقّقة في جميع أطوارها ومراحلها، حتى قال كاتب من غير المسلمين: (محمّد هو النبي الوحيد الذي وُلِد تحت ضوء الشمس)، إشارةً من هذا الكاتب إلى دقّة سيرته عليه الصلاة والسلام وصحّتها وتوازنها».

وأضاف «يُقال ذلك ويثار والمسلمون يعيشون بين حين وآخر، ويتعرضون لحملات مسعورة موجّهة، نحو دينهم وقرآنهم ونبيّهم محمد (ص)، حملات ظالمة آثمة»، مشيراً إلى أنه «إذا كان المسلمون تعاطفوا وشجبوا بشدة، ونددوا بجريمة القتل والاعتداء على الأرواح، بمقر الصحيفة الفرنسية، وغيرها من الاعتداءات الآثمة التي تقع على المدنيين الأبرياء في أي مكان كانت، مهما يكن فاعلها مسلماً أو غيره، فإننا نستنكر ونشجب، تكرار نشر الرسوم المسيئة لنبينا (ص)، وتحدي مشاعر ما يقارب ملياري مسلم في العالم، والتمادي في الإساءة والازدراء بالإسلام، بحجة حرية الرأي والتعبير».

وبيّن أن «حرية الرأي والتعبير، تتناقض مع انتهاك حقوق الآخرين والاعتداء على رموزهم ومقدساتهم. ومن هنا، فإننا ندعو عقلاءَ العالم إلى نبذ هذا التعصّب المقيت، وممارسة هذا الإرهاب الفكري الذي يقود إلى تأجيج الأحقاد، واستفزازِ الشعوب، وحلولِ الكوارث التي يكتوي بنارِها الجميع ويعمّ لهيبها الجميع».

وأكد أن «الهجوم على الإسلام، ونبيّ الإسلام لا يزيد الدّين وأهلَه إلا صلابةً وثباتاً وانتشاراً وظهوراً، إنّهم يعلمون ونَعلم، أنّ الذين يدخلون في دين الإسلام في ازديادٍ وتنامٍ وتكاثر على رغم كلّ الظروف والمتغيّرات والأحداث والمقاومات، بل والتهديد والتشويه للإسلام وأهله ونبيِّه وقرآنه العزيز».

وأردف «إنّنا ندعو كل منصف وكلَّ طالبٍ للحقيقة أن يقرأ دينَنا من مصادره، وأن يطّلع على سيرة نبينا محمد (ص)، فهي مدوّنة محفوظة تدويناً وتوثيقاً لا يدانيه توثيق ولا يقاربه تحقيق. وليعلم طالبُ الحقيقة ومبتغي الإنصاف أنّ المسلمين يكفيهم فخراً وشرفاً أن دينَهم يحرّم كلّ انتقاص واستهزاء أو تكذيبٍ لأيّ نبيٍّ من أنبياء الله، ويأمر باتباع ما جاؤوا به، بل لقد نُهي المسلمون عن التعرّض لأديان المشركين حفاظاً على الحقّ وحمايةً لجناب الله عزّ شأنه».

ولفت إلى أن «المسلمين يحترمون جميعَ رسل الله، ويوقّرون كلَّ أنبياء الله (عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام)، وقد اقتَضَت إرادةُ الله سبحانه وحكمته، أن يختم الأنبياءَ والرسل بمحمد (ص) ، وأن يختمَ الرسالات بالإسلام الذي جاء به، ليكونَ للناس بشيراً ونذيراً، وليكون للعالمين رحمة. بعثَه على فترة من الرسل، ضلّ فيها الناس رشادَهم، وجحدوا عقولَهم وقلوبَهم، فصاروا كالأصنام تعبُد الأصنام، وكالحجارة تقدّس الحجارة، ملأوا الأرضَ خرافاتٍ وأوهاماً، فلطف الله بعباده، فاصطفى محمداً (ص)، ليبلِّغ خاتمةَ رسالاته، ويهديَ بآخر كتبه، فكان بإذن الله الغيثَ نزل على الأرض الموات، فتبصّر الضالّون طريقَ النجاة، واستردَّ الخلق إنسانيتَهم وكرامتهم».

ونبّه إلى أن «على طالبِ الحقيقة والإنصاف أن ينظرَ فيما نالته سيرةُ محمد (ص) من العناية الفائقة، والدقّة البالغة في التدوين والتحقيق والشمول والتصنيف والاستنباط، لقد كانت سيرةً ومسيرة جليّةَ المعالم، كلّها حقٌّ، وكلّها صدق، توثيقاً وكتابة، وقراءة وبحثاً، واستيعاباً واستنباطاً. لم تُحفَظ قصةُ حياةٍ ولا سيرة رجل ولا مسيرة بطل، مثلما حُفظت سيرةُ نبينا محمد (ص). سيرةٌ لم تلحقها الأساطير والأوهام، وإنّها لإحدى الدلائل التي حفظها الله لتكونَ شاهداً على صدق هذه الرسالة المحمدية».

وقال: «إنّ الذين وصفوه ودوّنوا سيرتَه أحبّوه والتزموا الاقتداءَ به، فاجتمع في وصفهم وتدوينهم أمانةُ النقل مع محبّة الموصوف، فامتزجت لديهم العاطفةُ بالدين والحب بالأمانة، فكانوا في نقلهم يؤدّون واجباً ويتّبعون سُنّة، فسلموا من الكذب والتحريف والتناقض والجهل، وذلكم من آيات الله للعالِمين».

وأشار إلى أن السيرة النبوية العطرة ضمّت جميعَ شئون رسول الله (ص) وتفاصيل حياته وأطوار عمره، من الولادة والرضاعة والطفولة والشباب والكهولة، في حياته قبلَ النبوة، من صدقه وأمانتِه واشتغالِه بالرعي والتجارة وزواجِه، ثم ما حبِّب إليه من الخلوة والتعبُّد، ثمّ بعثته ومواقف قومه العدائية، ومقاومتهم وما واجهوه به من اتهاماتٍ من سحرٍ وجنون وكذب، ثم تزايُد أتباعه وعلوِّ شأنه، وما حصل مع قومه من مواجهاتٍ ومهادنات وحروبٍ ومسالمات».

وواصل القطان حديثه عن الرسول (ص)، مبيناً أن «مع حبِّ المسلمين لنبيّهم (ص) وتعظيمِهم له وتوقيرهم لجنابه، فإنّ عقيدتهم فيه أنه بشرٌ رسول، عبدٌ لا يعبَد، ورسول لا يكذَّب، بل يُطاع ويُحبّ ويوقَّر ويُتّبع، شرّفه الله بالعبودية والرسالة. فهو أقربُ إلى قلوبنا من قلوبِنا، وأحبّ إلى نفوسنا من نفوسنا، وهو المقدَّم على أعزّ ما لدينا من نفسٍ أو مال أو ولد أو حبيب، ولن يذوقَ المسلم حلاوةَ الإيمان في قلبه وشعوره ووجدانه إذا لم يكن حبُّ رسول الله فوقَ كلّ حبيب».

وذكر أن «هذا الحبُّ العميق الدقيق ليس حبّاً أادعائيّاً ولا عاطفة مجرّدة، لكنّه حبٌّ برهانُه الاتباع والطاعة والانقياد والاستسلام، وأيّ فصلٍ بين الحبّ والاتباع فهو انحرافٌ في الفهم وانحرافٌ في المنهج. الحبّ الصادق يقود إلى الاتباع، والاتباع الصحيح يذكي مشاعرَ الحبّ».

العدد 4515 - الجمعة 16 يناير 2015م الموافق 25 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:41 ص

      مساء الخير

      قبل انتقاد الغير نحن ملزمون بآحراق أكثر الكتب تقديسا للمسلمين بعد القرآن الكريم بما فيها من أحاديث وضعية وأحاديث ضعيفة تمس أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.................

    • زائر 1 | 5:07 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،، جزاك الله خيرا يا شيخ عدنان على هذه اللفته المباركه ،،ونتمني ان يأتي اليوم الذي تكون فيه مساجد الفئتيين الكريمتيين في بلدنا العزيز ،..........................،،شكرا ثانيه ،،السلام عليكم .

اقرأ ايضاً