العدد 4516 - السبت 17 يناير 2015م الموافق 26 ربيع الاول 1436هـ

«اليونيدو»: 48 دولة تتبنى النموذج البحريني لريادة الأعمال

هاشم حسين خلال حديثه إلى «الوسط» - تصوير : عقيل الفردان
هاشم حسين خلال حديثه إلى «الوسط» - تصوير : عقيل الفردان

ذكر مسئول إقليمي في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) أن 48 دولة من مختلف أنحاء العالم قامت بتبني النموذج البحريني لريادة الأعمال والذي يقوم على فكرة من بينها احتضان المشروعات الناشئة وتقديم الدعم والاستشارة والتمويل عن طريق المؤسسات الداعمة، لافتاً إلى أن «اليونيدو» بدأت بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية برنامجاً لنقل النموذج إلى جميع الدول العربية من خلال هذه الغرف؛ إذ تم افتتاح مركز في لبنان لإطلاق البرنامج.

وأشار رئيس برنامج ترويج الاستثمار في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) هاشم حسين - خلال لقاء مع «الوسط» في مكتبه بضاحية السيف - إلى أن رواد أعمال بحرينيين سيبدأون خلال الربع الأول من العام الجاري العمل على أول مشروعات لهم في الحاضنة الزراعية في منطقة هورة عالي في توجه جديد للمشروعات الناشئة التي ضخ فيها رواد الأعمال في السنوات الـ 12 الماضية استثمارات بنحو 1.7 مليار دولار أميركي.


«اليونيدو» تساهم في تدريب أكثر من 30 رائد عمل

رواد أعمال بحرينيون يبدأون مشروعات زراعية في حاضنة «هورة عالي» قريباً

ضاحية السيف - علي الفردان

ذكر مسئول إقليمي في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) أن رواد أعمال بحرينيين سيبدأون خلال الربع الأول من العام الجاري في العمل على أول مشروعات لهم في الحاضنة الزراعية في منطقة هورة عالي في توجه جديد للمشروعات الناشئة التي ضخ فيها رواد الأعمال في السنوات الـ 12 الماضية استثمارات بنحو 1.7 مليار دولار أميركي.

وأبلغ رئيس برنامج ترويج الاستثمار في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) هاشم حسين «الوسط» خلال لقاء في مكتبه بضاحية السيف أنه تم تدريب 35 رائد عمل من أجل إقامة مشروعات تجارية للزراعة باستخدام تقنية الزراعة بدون تربة متوقعاً أن يتزامن بدء عملهم مع افتتاح الحاضنة الزراعية خلال الربع الأول من هذا العام.

واعتبر سليمان أن مشروعات ريادة الأعمال في الزراعة ناجحة جداً، وأن البنك الإسلامي للتنمية تبنى الفكرة إذ يجري العمل على نقلها إلى دولتين عربيتين بالتعاون مع «اليونيدو».

وأوضح سليمان أن 48 دولة من مختلف أنحاء العالم قامت بتبني النموذج البحريني لريادة الأعمال والتي يقوم على فكرة من بينها احتضان المشروعات الناشئة وتقديم الدعم والاستشارة والتمويل عن طريق المؤسسات الداعمة، لافتاً إلى أن «الينيدو» بدأت بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية برنامج لنقل النموذج إلى جميع الدول العربية من خلال هذه الغرف إذ تم افتتاح مركز في لبنان لإطلاق البرنامج.

نحن الآن في مطلع عام جديد ولكن ما الذي تحقق في العام 2014 بإيجاز؟

- تمكنا في العام 2014 من نقل النموذج البحريني لريادة الأعمال إلى أكثر نحو 48 دولة، إذ اعتمدت قبرص النموذج البحريني كأول دولة في الاتحاد الأوروبي تقوم بهذه الخطوة.

وخلال العام الماضي، قمنا بإجراء افتتاح مبدئي للمكتب الإقليمي لرواد الأعمال بالتعاون مع اتحاد الغرف الدول العربية للصناعة والتجارة في لبنان فكرة هذا المكتب أنه يقوم بنقل النموذج البحريني لجميع الغرف في الدول العربية بحيث تقوم هذه الغرف بإعطاء الخدمات للمؤسسات والشباب ورواد الأعمال.

وفي إطار تعاوننا مع البنك الإسلامي للتنمية لدينا برنامج الحاضنات الزراعية والذي اعتمده البنك كأسلوب تعاون أو كنموذج للتعاون بينا وبين البنك الإسلامي ونقل التجربة إلى الدول الأخرى إذ تمت الموافقة على نقل وتمويل برنامج رواد الأعمال الزراعيين إلى دولتين هما لبنان وموريتانيا.

كم سيكون التمويل المقدم في إطار برنامج الحاضنات الزراعية؟

- حالياً نقوم بالدراسات اللازمة من أجل تحديد عملية التمويل لكنه سيكون في حدود 200 ألف دولار مبدئياً مقاسمة بين لبنان وموريتانيا وهو مخصص للبدايات والذي سيتم من خلال التدريب والأمور الأخرى وهذا يظهر أهمية الموضوع وهذه الموازنة هي البداية، فقط مخصص للتكاليف الإدارية والدراسات وإجراء المناقشات في تلك الدول عن الأهداف وطريقة نقل النموذج البحريني.

ما هي التطورات في إطار مشروعات رواد الأعمال الزراعيين التي تعمل عليها «اليونيدو»؟

- العام الماضي شاركنا في تنظيم المعرض الزراعي ومنتجات الشباب وهذا قبل افتتاح الحاضنة وهذا العام لدينا عدد كبير، الآن نقوم بتدريب رواد أعمال بحاضنة زراعية في هورة عالي والتي من المؤمل أن تفتح في الربع الأول من العام الجاري.

دورنا هو تدريب رواد الأعمال في حين تقوم وزارة الأشغال والبلديات وشئون والزراعة بإعطاء التدريب الفني إلى جانب الحصول على التمويل من الجهات المختصة للالتحاق مع ما نسميه نحن «قطب زراعي» وليس حاضنة، وفكرتها أن يقوم رائد العمل في تجريب العمل الزراعي لمدة سنة أو سنة نصف من أجل الحصول على الخبرات اللازمة والحصول على التهيئة اللازمة للدخول في السوق في فترة لاحقة، وذلك يتيح لنا استقبال أعداد أخرى لتدريبهم.

دربنا 35 رائد عمل للعمل في «القطب الزراعي» وتم تهيأتهم تدريبي على أن يدخلوا في الربع الأول في مجال الزراعة وبعد نحو عام من المفترض دخول مجموعة أخرى.

التقنية المستخدمة ستكون المنازل الخضراء والزراعة بدون تربة في هذه المشروعات.

هذه تجربة ناجحة جداً وسيقوم البنك الإسلامي للتنمية بنقلها إلى دول أخرى.

هل هناك دول جديدة انضمت للنموذج البحريني لريادة الأعمال؟

- نعم، نحن نتحدث الآن مع تركيا التي تقدمت بطلب لتبني النموذج البحريني والتي تبنت هذه النموذج عن طريق غرفة تجارة وصناعة أسطنبول ونأمل أن نبدأ معهم في الأول من مارس/ آذار 2015.

عملتم لسنوات طويلة في تطوير المؤسسات الصغيرة بالتعاون مع مختلف المؤسسات في البحرين، ما الذي تحقق بالأرقام؟

- بحسب آخر الإحصائيات من 2001 وحتى العام 2013 قمنا بتدريب نحو 6 آلاف رائد عمل.

وساهم رواد الأعمال في ضخ استثمارات تقدر بنحو 1.7 مليار دولار ما ساعد في خلق وظائف فاقت عددها 14 ألف وظيفة.

واستطاع رواد الأعمال طوال الـ12 سنة الماضية إقامة نحو 1200 مشروع جديد عدا المشروعات القائمة ساهم الرواد في تطوير أدائها.

بالنسبة للعام الجديد 2015 ماهي خطتكم أو مشروعاتكم؟

- طبعاً في بداية العام وبالتحديد بتاريخ 19 إلى 21 يناير/ كانون الثاني سيتم تنظيم المنتدى العالمي الأول لريادة الأعمال بغطاء أممي وتحت رعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وهو يعتبر أول مؤتمر من نوعه في تنمية رواد الأعمال في العالم ككل بمشاركة نحو 800 من رواد الأعمال من 80 دولة.

وسيتسمر المنتدى لمدة ثلاثة أيام وسيشهد ما سيطلق عليه إعلان البحرين لريادة الأعمال وسيتم اعتماده في الأمم المتحدة ليكون أول إعلان للأمم المتحدة وذلك من مملكة البحرين وهذا يؤرخ للبحرين ودورها في هذا المجال عالمياً وسيتزامن كذلك منتدى الشباب العربي بتنظيم من منظمة الفكر العربي والذي سيشارك فيه أكثر من 150 شاب وشابة لبحث المبادرات الاقتصادية، إذ نصبوا مع منظمة الفكر العربي لإطلاق توجه جديد أو منتج تحت اسم «الناشط الاقتصادي العربي» ليكون دوره في تنشيط الشباب بشكل عام.

على ماذا ستتركز مبادرة «النشاط الاقتصادي العربي» والتي سيتم إطلاقها في المنامة؟

- هي أن تقوم كل الجمعيات الأهلية وكل من يدعم الشباب في توعيتهم تنويرهم إلى «التمكين الاقتصادي» والوصول إلى المؤسسات الخدمية في الدولة.

الكثير من الجمعيات الأهلية لها دور في دعم الفئات الملتحقة في الجمعية لكننا نريد لها أن التوضيح لهم كيف لهم أن يساعدوا في عملية التمكين الاقتصادي وتمكين الفئات التي تعمل من أجلها هذه الجمعيات في الوصول إلى المؤسسات الخدمية في الدولة، هذا يشمل الجمعيات الخيرية والاقتصادية وغيرها وذلك بغية الوصول إلى «التمكين الاقتصادي».

تحدثت عن مسألة «التمكين الاقتصادي» ونلاحظ بحسب الأرقام أن السيدات أو المرأة هم الأكثر التحاقاً ببرامج رواد الأعمال مقارنة بالرجال ما هو تفسيركم؟

- دائماً المرأة لها أسبقية، في المؤتمر القادم ستكون هناك جزئية مهمة للسيدات وبمشاركة كبيرة من رائدات الأعمال البحرينيات.

قد يكون تفسيري أن التحديات التي تواجه المرأة عادة ما تكون كبيرة ما يجعلها أكثر صلابة لمواجهة هذه التحديات، ويمكن كذلك أن تكون النساء أكثر دقة وأخذ الأمور على محمل الجد بصورة أكبر إلى جانب الاهتمام بدعم العائلة، أعتقد أن هناك عوامل مجتمعية وثقافية تؤثر على تمكين المرأة وهذا ما وجدناه، فعندما قدمنا الدعم إلى المرأة قامت بدورها بدعم الآخرين.

مع تناولك لموضوع التحديات التي تواجه رائد العمل، باعتقادك ما هي أبرز العقبات التي تواجه رائد العمل البحريني؟

- أعتقد في البحرين هناك شباب لديهم مشاريع وأفكار أكثر ممتازة ولكن قد تكون السوق البحرينية صغيرة نسبياً ولذلك نحن نعمل على مساعدتهم في هذا الإطار.

هل تجد أن هناك «كوبي بيست» في أفكار رواد الأعمال؟

- دائماً الأفكار لا تكون فيها عملية «كوبي بيست» فهي عادة تكون أفكاراً نيرة ولديها تفرد أو ميزة النسبية وهذه الأفكار تخرج من عقل وقلب رائد العمل وهذا يختلف من رائد عمل إلى آخر، وهذا ما أثبتناه بالتجربة، وهو أنه دائماً ما تحتوي المشاريع الريادية على الإبداع والابتكار والتجديد وتنبع من القلب والعقل.

لذلك نجد أن المشروع الريادي دائماً ما يثبت وجوده وينمو باستقرار وديمومه.

إذن لا تعتقد أن هناك ما يمكني أن نطلق عليها «أزمة أفكار» للمشروعات؟

- لا، لا توجد بالعكس، الأفكار تشهد تطوراً على المستوى النوعي والمستوى العددي. أنا شخصياً أجد أن هناك نضجاً في الوعي الريادي في البحرين في ظل توفر مؤسسات خدمية كثير لرواد الأعمال من تمكين إلى بنك البحرين للتنمية ووزارة الصناعة والتجارة ووزارة التنمية الاجتماعية وبنك الإبداع وبنك الأسرة ووزارة التربية والتعليم والجامعات، كثير من الجهات أصبح من اهتمامها الأساسي «التمكين الاقتصادي» وهو يقودنا إلى البرنامج الرئيسي الذي طرحه جلالة الملك وهو الاستثمار في الشباب.

هل توجد عوائق عملية مثل التمويل تواجه رائد العمل؟

- أعتقد أن التمويل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في البحرين بحد كبير جيد، طبعاً دائماً نطمح للأفضل.

لكن كما ذكرت السوق البحرينية سوق صغيراً لذلك ينبغي مد الجسور للشباب للخروج بمنتجاتهم وخدماتهم إلى خارج البحرين وهذا ما نلاحظه حالياً. فكل ما له علاقة بنشأة المشروع والتمويل والمؤسسات الحكومية تتعاون في موضوع ريادة الأعمال والنجاحات تكبر في هذا الإطار لكن ما نحتاجه هو فتح المزيد من الأسواق.

لدينا عدة أفكار لدعم الشباب في مجال الأسواق وأحدها المنتدى الذي ذكرته والذي سيتيح فرصه لرواد الأعمال البحرينيين من أجل الدخول في شراكات مع رواد الأعمال القادمين من مختلف دول العالم.

العدد 4516 - السبت 17 يناير 2015م الموافق 26 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً