العدد 4516 - السبت 17 يناير 2015م الموافق 26 ربيع الاول 1436هـ

إحراق 8 كنائس في النيجر احتجاجاً على رسوم «شارلي إيبدو»

«التعاون الإسلامي» تتجه إلى مقاضاة «المجلة الفرنسية»

آلاف المتظاهرين في النيجر يعبرون عن غضبهم من نشر رسم كاريكاتوري للنبي محمد (ص) - AFP
آلاف المتظاهرين في النيجر يعبرون عن غضبهم من نشر رسم كاريكاتوري للنبي محمد (ص) - AFP

قالت مصادر الشرطة أمس السبت (17 يناير/ كانون الثاني 2015) إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا في احتجاجات في عاصمة النيجر ضد رسوم ساخرة نشرتها صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية ما يرفع عدد القتلى إلى ثمانية خلال يومين من أعمال العنف في البلاد.

وأضافت المصادر أنه عثر على جثتين متفحمتين داخل كنيسة أحرقت على مشارف نيامي بينما عثر على جثة امراة في حانة. وأضافت المصادر أنه يعتقد أنها أصيبت باختناق من الدخان والغاز المسيل للدموع.

وأحرقت ثماني كنائس على الأقل أمس السبت في عاصمة النيجر (نيامي) بيد متظاهرين يحتجون على رسم كاريكاتوري للنبي محمد (ص) نشرته أسبوعية «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة، وتستمر حركة الاحتجاج في الاتساع في العاصمة النيجرية، كما أفاد مراسل لوكالة «فرانس برس».

وبحسب المراسل، فإن الكنائس السبع، وغالبيتها كنائس إنجيلية ويقع بعضها في فيلات صغيرة من دون أي إشارة دينية تدل إليها، تعرضت للحرق في الضفة اليسرى من نيامي. وشاهد المراسل المتظاهرين يتوجهون إلى الضفة اليمنى من العاصمة حيث توجد عدة كنائس أيضاً.

كما تم تخريب العديد من الحانات والفنادق ومتاجر بيع مشروبات وأغذية لغير المسلمين أو أي مقار تحمل علامة تدل أنها شركات فرنسية.

وقال ميكانيكي جنوب إفريقي مسيحي تحصن بورشته مع عماله وبقي يراقب من نافذة مغلقة المتظاهرين وهم يخربون كشكاً قبالة محله «بعضنا بقي في بيته. لم يسبق أن اعتراني مثل هذا الخوف في حياتي».

وأضاف «هنا في العمل أجبرنا على البقاء في ورشتنا. نحن خائفون. يجب أن تنهي الدولة هذا الوضع. الأمر لا يبدو جيداً بالنسبة إلينا».

وقال مصدر أمني إنه تم إحصاء ست مجموعات مكونة من 200 إلى 300 محتج تنشر الفوضى في نيامي.

ودعت السفارة الفرنسية في نيامي جميع الفرنسيين إلى البقاء حيث هم «وتجنب الخروج»، كما طلب من العاملين في الأمم المتحدة الابتعاد عن التجمعات في العاصمة.

و في جمهورية أنغوشيا في القوقاز الشمالي الروسي، تجمع حوالى 15 ألف شخص أمس (السبت)، احتجاجاً على نشر بعض البلدان الغربية رسوماً كاريكاتورية اعتبروها مسيئة للنبي محمد (ص).

وفي اليمن، تظاهر عشرات الأشخاص صباح السبت أمام السفارة الفرنسية في صنعاء، وفي حين أن التدابير الأمنية شددت في محيط السفارة الفرنسية ردد عشرات الأشخاص «إرحل أيها السفير!».

كما تفجرت احتجاجات أيضاً في باكستان والجزائر أدت لسقوط العديد من الجرحى. ونظمت مسيرات سلمية بعد صلاة الجمعة في عواصم مالي والسنغال وموريتانيا وكلها مستعمرات فرنسية سابقة.

وغداة التظاهرات الغاضبة في عدد من البلدان احتجاجاً على نشر آخر عدد من مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة رسماً جديداً للنبي محمد (ص) دافع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس (السبت) عن حرية التعبير معتبراً أنها من قيم فرنسا.

وشدد هولاند على أن «فرنسا لديها مبادئ وقيم وهذه القيم هي خصوصاً حرية التعبير (...) لقد ساندنا تلك البلدان في الحرب ضد الإرهاب».

ورداً على أسئلة صحافيين بشأن إحراق العلم الفرنسي خلال تظاهرات في عدة بلدان ولا سيما إفريقيا، قال فرنسوا هولاند «لم ننته بعد من تلك التصرفات، ويجب معاقبتها لأنها غير مقبولة عندما تقع في فرنسا ولا حتى في الخارج».

وقال الرئيس الفرنسي «أفكر خصوصاً في تلك البلدان التي لا يمكنها أحياناً أن تفهم حرية التعبير لأنها محرومة منها وكذلك تلك البلدان التي ساندناها في مكافحة الإرهاب وبالتالي أريد أن أعبر لهم دائماً عن تضامني، لكن في الوقت نفسه، فرنسا لديها مبادئ وقيم وخصوصاً حرية التعبير».

ورفض القضاء الفرنسي أمس (السبت) بناءً على طلب الشرطة الترخيص لتظاهرة تدعو إلى «وضع الإسلاميين خارج فرنسا» باعتبارها تستند إلى «منطق إسلاموفوبي»، بحسب قرار القضاء.

من جانبها، أكدت منظمة التعاون الإسلامي أنها تفكر جدياً في مقاضاة المجلة الفرنسية «شارلى إيبدو»، على خلفية إعادة نشرها الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص) في أول عدد أصدرته عقب الهجوم الذي شنه متطرفون على الصحيفة خلال الأيام الماضية.

ونقلت صحيفة «الوطن» السعودية أمس (السبت) عن الأمين العام للمنظمة، إياد مدني قوله إن المنظمة، التي تتخذ من جدة غرب السعودية مقراً لها، بصدد دراسة القوانين المعمول بها والمتصلة بحرية التعبير وضوابطها وأطرها فرنسياً وأوروبياً تمهيداً لاتخاذ الخطوة التالية والمتمثلة في الملاحقة القضائية.

وأضاف: «في فرنسا هناك قوانين تحظر التعرض لبعض المسائل من باب أنها تسيء للنسيج العام للمجتمع، وستتم دراسة كل ذلك، وإن وجدنا أن هناك مجالاً للملاحقة القضائية فسنفعل»، فيما أكد أن زاوية التحرك القائمة في هذا الإطار ليست سياسية فقط بل قانونية.

وكان مدني انتقد المجلة لإعادتها نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص)، وقال فيها: «إعادة نشر الصحيفة الفرنسية شارلى إيبدو الصور المسيئة للرسول حماقة وجهل، وتستدعي مقاضاتها فرنسياً وأوروبياً».

ونددت هيئة كبار العلماء السعودية باستمرار المجلة الفرنسية في نشر الرسوم المتطاولة على النبي محمد، مؤكدة أن هذه الرسوم « لا تمت إلى حرية الإبداع والتفكير بصلة».

العدد 4516 - السبت 17 يناير 2015م الموافق 26 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:00 م

      هذا اللي يبونه !!

      يبون المسلمين يسون افعال جنونية وتعم الفوضى ويبون يبينون ان المسلمين ودين المسلمين دين فوضى وقتل ،، الصهيونية هي الرابحة

    • زائر 3 | 7:47 ص

      الله ما أمرنا بهذا

      أين العدل في هذا الفعل؟ هل عندما أحرق و أدمر كنيسة أكون قد أرجعت حق رسول الله (ص)؟
      الكنائس ليس لها ذنب في هذا. المسلمين والمسيحيين متآخين متحابين منذ عصور مضت.
      لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

    • زائر 1 | 10:59 م

      حسبي الله ونعم الوكيل

      شذنب الكناس يا نيجر ، والله أنتم اصحاب الفتن

اقرأ ايضاً