العدد 4516 - السبت 17 يناير 2015م الموافق 26 ربيع الاول 1436هـ

«فضول» آل عباس يقوده لفك لغز تاريخي بعمر 250 عاماً

المخطوطات التي حصل عليها الباحث جاسم آل عباس
المخطوطات التي حصل عليها الباحث جاسم آل عباس

تمكن الباحث التاريخي جاسم آل عباس من فك لغز تاريخي يمتد عمره حتى 250 عاماً، ويرتبط بشخصية بحرينية مختفية طيلة تلك الأعوام، وتعرف باسم الشيخ علي بن محمد بن أمان.

وفي حديثه إلى «الوسط»، بيّن آل عباس أن اللغز أصابه بالحيرة والفضول قبل 14 عاماً، مضيفاً «لا أبالغ حين أقول إنني ومنذ العام 2002 كنت مشغولاً بالبحث عن أي خيط يدلني على هذه الشخصية المجهولة التي لا يعرفها حتى أفراد عائلته في قرية المعامير، حتى توصلت لمخطوطة كتبت قبل 223 عاماً تحمل اسمه بوصفه أحد علماء المنطقة، وتعتبر أول وثيقة تدل على وجود هذه الشخصية وهي تدحض القول بوهميتها».

الحكاية التي يروي تفاصيلها آل عباس، بدت كمسلسل فنتازي، وهو في ذلك يقول: «بالفعل، هي كذلك، ولذا فإن العمل جارٍ بالتعاون مع بعض الفنانين على تحويلها لسيناريو فيلم».

ويبدأ آل عباس سرد التفاصيل، عبر تعريف شخصية الشيخ علي بن أمان، مبيناً أن «المرحوم الشيخ علي بن محمد بن أمان هو أحد طلبة العلوم الدينية من عائلة آل أمان، نشأ وتربى في قرية المعامير وفي صباه هاجر إلى النجف لطلب العلوم الشرعية في مطلع القرن قبل الماضي 1835م تقريباً، وبعد أعوام عاد إلى موطنه وأهله في قرية المعامير واستقر فيها لفترة، ثم اختفى من القرية لأكثر من عام تقريباً لتتبين لاحقاً هجرته من البحرين دون عودة».

وأضاف «حكايته أثارت فضولي كثيراً، فبدأت رحلة البحث عنه ومع مرور الأشهر والسنين عثرت على خيوط دلتني على معلومات قيمة تتعلق بعائلته وتراثه، متضمناً ذلك معلومات حصلت عليها في ترجمته».

وتابع «المعلومات هذه، تشير إلى أن الشيخ علي بن أمان عاش في قرية المعامير، وفي تلك الفترة كان جميع أهل القرية يعملون في الغوص وصيد الأسماك، بمن فيهم عائلة أمان التي نزحت من قرية عسكر واستقرت في المعامير».

وبحسب آل عباس، فإن الحكاية هذه تمثل واحدة من بين حكايات عديدة تأتي تحت عنوان (النزوح)، تحديداً من قرية عسكر للقرى المجاورة، وهي توثق لتاريخ بحريني لايزال بحاجة للمزيد من الكشف والاستيضاح.

وقال: «كان الشيخ علي مغرماً بطلب العلوم الدينية، وحين أرغم على الالتحاق برجال وشباب العائلة للعمل في الغوص، قرر الهجرة إلى إيران من دون علم العائلة، حتى وصلهم الخبر عبر أحد الأشخاص من أهل الكويت، بتواجد الشيخ علي في إيران، والذي سلمه رسالة بخط يده يحمله فيها مسئولية تسليمها لأهله في المعامير».

وأردف «مفاد الرسالة بأن الشيخ علي يخبرهم بهجرته لإيران لمواصلة طلب العلوم الدينية، طالباً منهم إرسال زوجته وأولاده مع الشخص الكويتي، وتم ذلك ومنذ ذلك العام لم يعد أحد منهم إلى البحرين حيث استقرت العائلة هناك».

ونوه إلى أن الزيارات بين أهل المعامير والشيخ علي لم تستمر، حيث توقفت ومع مرور الزمن انقطعت عنهم الأخبار تماماً، حتى توفي الشيخ علي بعد عقود في إيران ودفن فيها، وبعد وفاة الشيخ بأعوام توفيت زوجته.

ويختتم آل عباس حديثه بالإشارة إلى أن الحكاية التي شكل الوصول إليها مفاجئة لعائلة أمان ولقرية المعامير، لاتزال حبلى بالمزيد من التفاصيل التي سيضمنها كتابه القادم، والذي يختص بقرية المعامير ويأتي على 3 أجزاء، مؤكداً أن «الحصول على المخطوطة تطلب مجهوداً كبيراً، حيث عملت على تتبع أنبائها داخل البحرين وخارجها حتى تمكنت من اكتشافها مؤخراً لدى أحد الأشخاص في البحرين».

العدد 4516 - السبت 17 يناير 2015م الموافق 26 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 10:40 م

      سنوات الجريش

      استاذ حاسم عنده انستقرام باسم سنواات الجريش وفيس بوك بنفس الاسم صراحه مبدع يطلع الحقائق

    • زائر 19 | 7:59 ص

      لك الشكر و التقدير أستاذ جاسم آل عباس

      جهودك كبيرة يا أستاذ جاسم و أتمنى أن أعرف أسماء كتبك مع تمنياتي لك بالتوفيق

    • زائر 16 | 4:10 ص

      للك التوفيق والسداد

      لك كل الموفقية والخير استاد جاسم ينقصنا في البحرين شخص كهذا

    • زائر 15 | 3:36 ص

      المهم

      اهم شيئ لا يطاله الاعتقال

    • زائر 14 | 2:47 ص

      تاريخنا المهمل

      هذا تاريخ البحرين وشعب البحرين مو الخزعبلات اللي طايحين لينا فيها ونتعلمها في المدرسة والجامعة ... تاريخ كله تزييف وماله اي صلة بنا ولا نحسبه تاريخ الينا..!!!

    • زائر 13 | 1:41 ص

      لدينا لغز آخر

      جهد مبارك ونتمنى أن يوفق الباحث في توثيق هذا الجهد في فيلم رائع...
      وهناك لغز آخر في أبوقوة وهو (الشيخ ابراهيم) حيث يوجد مسجد في البلدة اسمه مسجد الشيخ ابراهيم الشرقي وهو المسجد الرئيسي، ويوجد به قبر، ولكن المعلومات المتوافرة عن هذه الشخصية تكاد تكون معدومة، ولذلك فتعتبر هذه الشخصية من الشخصيات التي تستحق البحث.
      نتمنى من الباحث آل عباس والمهتمين أن يولوا هذه الشخصية اهتمام ليتعرف المجتمع علىها.

    • زائر 11 | 12:49 ص

      بارك الله فيك

      موفق اخي الباحث والله يزيد الباحثين صراحه ابداع وذكاء

    • زائر 9 | 12:17 ص

      بارك الله فيك

      بارك الله فيك واتمنى لك كل الخير والتوفيق انشاءالله

    • زائر 7 | 11:34 م

      اطال،وزارة التربية والتعليم بمنحك التدريس في الجامعة

      ادعو من هذا المنبر ان يعطى هذا الرجل درجة الدكتوراة ...
      وان يسهل له الطريق ان يدرس في جامعةالبحرين ..
      مثل هذه الطاقات البحرينية يجب على وزارة التربية،والتعليم ان لا تهملها ..

    • زائر 6 | 11:04 م

      لا بد منه.. لا بد

      شكرًا للأخ العزيز الباحث جاسم ال عباس وهو من الندرة الذين يبحثون وينقبون الصالة هذه الارض وشعبها. وحري ترجمة أبحاثه لمنهج وفلم وكرتون ومجلة وكل شيء يمكن توثيق ونشر هذا التاريخ للجيل المعاصر. وشكرا للوسط لتسليط الضوء ع اخر مستجدات الباحث الذي يستحق لو كان الامر بيدي تقديم درع التاريخ الوطني له وبامتياز.

    • زائر 1 | 10:17 م

      الله يعطيه العافيه استاذ جاسم ولكن

      ياريت وضعتم له صوره مشتاقين لنرى هذا الاستاذ البارع في نبش حضارة البحرين والله يوفقه

اقرأ ايضاً