للكروان دعاء خفت صوته مع غروب الشمس من مساء يوم السبت الماضي (17 يناير/ كانون الثاني 2015)، بعد رحلة عطاء طويلة امتدت أكثر من 75 عاماً، فخيم الحزن على بقاع أرض المعمورة، وغاب عن تلك الليلة «وجه القمر»، وسكت هديل الحمامة وطارت إلى السماء دون عودة، فأسدل الستار على عصر من الرقي والجمال كانت «أبلة حكمت» عنوانه البارز.

متشحة بالحزن ومعلنة الحداد لمدة يومين، شيعت جمهورية مصر العربية وجماهير غفيرة يوم أمس (الأحد) سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة، إلى مثواها الأخير من مسجد الحصري بمدينة 6 أكتوبر بعد تعرضها إلى وعكة صحية مفاجئة توفيت على إثرها عن عمر ناهز 84 عاماً. وقد تركت فاتن حمامة - الملقبة بـ «سيدة الشاشة»- برحيلها تاريخاً كبيراً في الدراما والسينما، بعد رحلة مع التمثيل بدأتها منذ الطفولة قبل نحو 75 عاماً، مقدمة خلالها أكثر من 90 فيلماً سينمائياً وعدد من المسلسلات التلفزيونية.

وتعتبر فاتن حمامة عند الكثيرين علامة بارزة في السينما العربية، إذ عاصرت عقوداً من تطور السينما في مصر وساهمت بشكل كبير في صياغة صورة جديرة بالاحترام لدور المرأة العربية من خلال تمثيلها منذ العام 1940.

ولقيمتها الفنية الكبيرة، فقد نعت رئاسة الجمهورية في مصر ببالغ الحزن والأسى فاتن حمامة، وتقدمت بالعزاء لأسرة ومحبي سيدة الشاشة من أبناء مصر والعالم العربي، مشيرة إلى أن الجمهورية والعالم العربي فقدت قامة وقيمة فنية مبدعة طالما أثرت الفن المصري بأعمالها الفنية الراقية.

ومن جانبه، أعلن وزير الثقافة المصري جابر عصفور، الحداد لمدة يومين، اعتباراً من أمس (الأحد) في كل ما يتصل بقطاع الثقافة وكل ما يتصل بالدولة، حزناً على رحيل سيدة الشاشة العربية.

ولقيمتها الفنية والإنسانية في العالم العربي، فقد أوفد العاهل المغربي الملك محمد السادس السفير المغربي بالقاهرة لحضور مراسم تشييع الفنانة الراحلة فاتن حمامة وتقديم العزاء لأسرتها ولأسرة الفن المصري.

أما على الصعيد الفني والشعبي، فقد أنتاب الوسط الفني حالة من الحزن والصدمة بعد رحيل سيدة الشاشة، وأخذ كل منهم يعبر عن حزنه بطريقته، فالفنان عمر الشريف - زوج فاتن حمامة السابق وأب ابنها طارق - قد ذهب إلى منزل فاتن حمامة فور سماعه خبر وفاتها برفقة وزير الآثار السابق زاهي حواس، وقد كان في حالة يرثى لها، منهاراً يبكي صديقة عمره وزوجته السابقة التي أنجبت منه ابنهما طارق. وقال في تصريح نشرته إحدى الصحف المصرية: كنت أحترمها دائماً، فبالرغم من انفصالنا كنت دائماً أطمئن عليها عن طريق ابننا طارق. وأوضح أن أفضل ذكرى تجمعه بسيدة الشاشة ميلاد ابنه طارق.

أما الفنانة يسرا، فقالت في مداخلة هاتفية بأحد البرامج: كنت أعتقد أنها شائعة، كانت بمثابة أمي الروحية، كانت إنسانة حلوة وسعيدة وتحب العطاء. ولم تتمكن يسرا من السيطرة على دموعها وبكت على الهواء وأضافت: بحب كل أفلامها، كنت بحب أتكلم معاها، إنسانة ناعمة وحقيقية.

وعبرت الفنانة ليلى علوي عن حزنها الشديد بمداخلة تلفزيونية أخرى وقالت: البقاء لله وحده، كانت مثل أعلى لنا جميعاً. وكتب سامو زين من خلال حسابه على موقع «فيس بوك»: وداعاً جميلة الجميلات الله يرحمك برحمته ويجعل مثواك الجنة ويثبتك عند السؤال أنت صنعت الجمال في هذه الدنيا... ستبقين في قلوبنا». فيما كتبت ميس حمدان، فقالت: البقاء لله توفيت الفنانة القديرة فاتن حمامة ورحلت عنا جميلة وسيدة الشاشة العربية، إنا لله وإن إليه راجعون، خالص التعازي لجميع عشاقها».

وفي سياق متصل استخدم عدد من النجوم صفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي الشهير «إنستغرام» لينعوا سيدة الشاشة العربية، وكانت في مقدمتهم النجمة اللبنانية نانسي عجرم التي نشرت صورتها مع النجمة الراحلة وعلقت عليها فكتبت: وداعاً سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة... مشوار حافل بالتواضع والاحترام والعطاء... رحمك الله.. وداعاً يا حبيبة القلب. في حين اكتفت هيفاء بنشر صورة قديمة لفاتن وكتبت عليها: وداعاً سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة».

أما الفنانة رانيا محمود ياسين، فقد قامت بنشر صورة قديمة للفنانة الراحلة وكتبت: «البقاء لله في سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي أثرت الشاشة بطلتها الناعمة الراقية وقدمت أجمل وأعظم أفلام في تاريخ السينما المصرية للأسف كل شيء جميل بيروح سبحان من له الدوام رحمها الله وأسكنها فسيح جناته». في حين نشرت المذيعة بوسي شلبي صورة جمعتها بفاتن حمامة. أما الفنانة نشوى مصطفى كتبت: مع السلامة يا أبلة حكمت - حتوحشينى - اللهم اغفر لها وارحمها». فيما فاجأت النجمة شيريهان مرتادي صفحتها بكلمات رقيقة عبرت فيها عن حزنها الشديد لوفاة سيدة الشاشة، فكتبت شريهان «تبكيكِ طفولتي، ذكرياتي، تنعاكِ نظراتي لكِ منذ أن كُنت لا أعلم من هي، هذه القيمة الإنسانية والفنية الإبداعية التي أقابلها يومياً، ومن أنا سأكون؟!! تنعاكِ من كنتِ تأخذي بيدها لتضعيها بجوار السائق لطريقها إلى مدرستها، تنعاكِ من عاشتكِ جارة وأماً وحبيبة وصديقة لأمي وأخي... تنعاكِ بنايتنا التي ولدت وكبرت فيها على يد كبار المبدعين، وأنا أيضاً لا أدرى، وسبحان ربي، حتى أولى أعظم جوائزي في فيلم الطوق والإسورة تنعاكِ... كنتِ أنتِ من تأخذ بيدي في مهرجان نانت «باريس» وتصفقِ لي وتبكي».

وفي البحرين، كتب الإعلامي البحريني عماد عبدالله على حسابه في التويتر: وطارت الحمامة إلى السماء دون عودة تاركة خلفها عالماً من العنف، تاركة لنا شواهد إنسانية مضت ولن تعود.

أما الإعلامية هناء بوحجي فقد كتبت على صفحتها في الفيسبوك: احتفظت ببراءة وجهها حتى اليوم الأخير... فاتن حمامة إلى رحمة الله. فيما الفنانة البحرينية هيفاء حسين فقد نشرت على حسابها الخاص في الإنستغرام صورة للفنانة الراحلة وكتبت: أكثر خبر صدمني رحيل سيدة الشاشة فاتن حمامة... الله يرحمها ويغفر لها.

المخرج البحريني محمد القفاص، نشر صورة قديمة لسيدة الشاشة ووضع عليها تعليقاً يقول: هناك من يذهب تاركاً وراءه تاريخاً... وهناك من يذهب ولم يترك خلفه حتى صفراً.

الصحافي البحريني عادل المرزوق نشر على حسابه على الإنستغرام صورة لإعلان وفاة فاتن الحمامة وكتب تحتها معلقاً: سيدة من الزمن الجميل... ليس لها أن تبقى معنا في هذه الرداءة.

أما محبيها في العالم العربي من عامة الناس فقد فتحوا على موقع التواصل الاجتماعي تويتر «هاش تاق» بعنوان «فاتن_حمامة» وآخر بعنوان «فاتن_حمامة_ في_ذمة_ الله»، وتحت هذه العناوين كتب كثيرون، كان أجملها التالي:

- يرحل العمالقة في صمت ويتعملق الأقزام في ضجيج. والخاسر مصر.

- رحلت أبلة حكمت.

- برحيلها يسدل الستار على عصر من الرقي والجمال كانت عنواناً عليه.

- سيدة القصر قد رحلت.

- مع السلامة سيدة الشاشة العربية.

- رحم الله الفقيدة... ظاهرة فنية ملهمة وقيمة ثقافية رائعة... شكلت مزاج وذوق ومشاعر أجيال عربية متعددة.

- الله يرحمها ويغفر لها رغم اختلاف أدوارها إلا أن طيبة قلبها تبقى طاغية.

- ومن بقي من زمن الأصالة والرقي والذوق والجمال؟