العدد 4518 - الإثنين 19 يناير 2015م الموافق 28 ربيع الاول 1436هـ

الحوثيون يحاصرون القصر الرئاسي في اليمن بعد مواجهات خلَّفت 9 قتلى

reuters
reuters

قال متحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي أمس الإثنين (19 يناير/ كانون الثاني 2015) إن الميليشيات الحوثية حاصرت مساء أمس الإثنين مقر سكن رئيس الوزراء خالد بحاح في صنعاء بعد ساعات من تعرض موكبه لإطلاق نار. وأضاف بادي أن بحاح محاصر في القصر الجمهوري حيث يقيم منذ تعيينه رئيساً للوزراء في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويسد الحوثيون المداخل الثلاثة للقصر.

ودعا بادي إلى «اجتماع عاجل» صباح اليوم (الثلثاء) للقوى السياسية كافة من أجل «وضع خريطة طريق تنهي العنف» في البلاد.

وقد دارت مواجهات عنيفة في صنعاء قرب القصر الرئاسي حيث يحاول الحوثيون تشديد قبضتهم على العاصمة اليمنية والحصول على تعديلات على مشروع الدستور، ما أدى إلى سقوط تسعة قتلى على الأقل في صفوف الطرفين.


9 قتلى و67 جريحاً بمواجهات قرب القصر الرئاسي في اليمن

صنعاء - أ ف ب

دارت مواجهات عنيفة أمس الإثنين (19 يناير/ كانون الثاني 2015) في صنعاء قرب القصر الرئاسي حيث تحاول ميليشيا «أنصار الله» الحوثية تشديد قبضتها على العاصمة اليمنية والحصول على تعديلات على مشروع الدستور.

فبعد ساعات من التوتر والمعارك أعلن وقف لإطلاق النار مساءً. وأكد شهود عيان وقف المعارك.

وأعلن وقف إطلاق النار بعد أن دعت الجامعة العربية «كافة القوى السياسية في اليمن» إلى الوقف الفوري والشامل للعنف، كما دعت «إلى احترام السلطة الشرعية للبلاد ومساعدة الرئيس عبد ربه منصور هادي في جهوده الرامية إلى رأب الصدع».

كما دعت السفارتان الأميركية والبريطانية في صنعاء إلى وقف لإطلاق النار.

و أعلن نائب وزير الصحة اليمني، ناصر باعوم أن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا الإثنين خلال الاشتباكات بين المسلحين الحوثيين وقوات الحرس الرئاسي في العاصمة صنعاء.

وأكد لـ «فرانس برس» أن عدد الجرحى بلغ 67 جريحاً من بينهم مدنيون وأن جروح بعضهم خطيرة.

وقال باعوم إن «القتلى التسعة من الطرفين، والجرحى أيضاً بالإضافة إلى مدنيين تم توزيعهم على عدد من مستشفيات العاصمة صنعاء» مؤكداً أن «هناك حالات خطيرة بين الجرحى».

وقد أعلن المسلحون الحوثيون السيطرة على تلة مطلة على القصر الرئاسي في صنعاء فيما تعرض موكب رئيس الوزراء اليمني لإطلاق نار.

وقال علي البخيتي المسئول في ميليشيا «أنصار الله» الحوثية على صفحته على «فيسبوك»: «في هذا الوقت، نحن نسيطر على جبل النهدين المطل على القصر الرئاسي ونسمح لحرس الرئاسة بمغادرة مواقعهم مع سلاح شخصي».

وأعلنت وزيرة الإعلام، ناديا السقاف أن موكب رئيس الوزراء خالد بحاح تعرض لإطلاق نار من ميليشيا «أنصار الله» بعد مشاركته في اجتماع مع الرئيس عبد ربه منصور هادي بشأن وسائل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وأوضحت السقاف من جهة أخرى، إن التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء اليمنية (سبأ) خرجا عن سيطرة سلطة الدولة. وأضافت أن عناصر الميليشيات الذين يطلق عليهم أيضاً اسم الحوثيين، «يرفضون نشر أي إعلان للحكومة».

وبذلك تسعى ميليشيا «أنصار الله» على ما يبدو إلى تعزيز سلطتها في صنعاء التي دخلتها في 21 سبتمبر/ أيلول وهي تسيطر حتى الآن على القطاعات الرئيسية والمباني الرسمية.

وتصاعد التوتر فجأة في صنعاء بعدما خطف عناصر الميليشيات مدير مكتب الرئيس اليمني، أحمد عوض بن مبارك وأحد مهندسي مشروع الدستور الجديد.

وكان بن مبارك الذي أشرف على صياغة هذا المشروع للقانون الجديد، قاد عملية الحوار الوطني التي بدأت بعد استقالة الرئيس السابق علي عبدالله صالح في فبرايبر/ شباط 2012 بعد عام على الانتفاضة.

ويعارض الحوثيون الذين تتنامى قوتهم باستمرار منذ دخولهم العاصمة، هذا المشروع الذي ينص على قيام يمن اتحادي يتألف من ست محافظات.

ويحرمهم تقسيم البلاد في الواقع من منفذ على البحر، وهذا أبرز ما يسعون إليه منذ غادروا معقلهم الجبلي في صعدة في الشمال للسيطرة على أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية.

وفر سكان الأحياء القريبة من القصر الرئاسي الواقع جنوب صنعاء بأعداد كبيرة، لدى اندلاع المواجهات.

وبدت صنعاء مدينة مفقرة الإثنين. ومنع الانتشار الكثيف للعناصر الحوثية في المحاور الأساسية الموظفين والتلامذة من التوجه إلى مكاتبهم أو مدارسهم، كما ذكر مراسل وكالة «فرانس برس».

ودعت وزيرة الإعلام سكان صنعاء إلى «ملازمة منازلهم» بسبب «الوضع المتوتر».

وسبق المواجهات وصول تعزيزات إلى عناصر الحوثيين إلى قطاع القصر الرئاسي. وكان الرئيس اليمني ترأس خلال الليل اجتماعاً استثنائياً لمجلس الدفاع الوطني شدد خلاله على «مسئولية الجيش وقوات الأمن في بسط الأمن».

واتهم أحد قادة «أنصار الله» الحرس الجمهوري بأنه «بدأ المناوشات». لكن مسئولين في الأجهزة الأمنية أكدوا العكس، مشيرين إلى أن المعارك اندلعت عندما أقام عناصر الميليشيات نقاط تفتيش قرب القصر الرئاسي. ويسود التوتر العاصمة منذ السبت لدى خطف بن مبارك الذي أعلن عناصر الميليشيات مسئوليتهم عنه.

وقد أوقفت محافظة شبوة الجنوبية التي يتحدر منها بن مبارك إنتاجها النفطي الإثنين، كما ذكر مسئول حكومي. وقال المحافظ أحمد علي بلحاج إن هذا القرار يهدف إلى التعبير عن التضامن مع بن مبارك الذي يتحدر من شبوة.

ويمثل هذا المسئول الجنوب في الحوار الوطني الرامي إلى إعداد مشروع دستور جديد.

وتوقفت عمليات إنتاج الغاز في بلحاف الواقعة في محافظة شبوة. وتنتج الحقول النفطية الثلاثة حوالى 50 الف برميل يومياً.

وفي محافظة حضرموت المجاورة، أوقف موظفو حقل المسيلة النفطي الإنتاج أيضاً تضامناً مع بن مبارك، كما ذكر مسئول في القطاع النفطي.

وتؤدي هذه التطورات إلى تعقيد مهمة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يواجه حتى الآن صعوبة في إرساء سلطته منذ دخل عناصر «أنصار الله» صنعاء.

مقاتلون حوثيون يجلسون على مدرعة في الشارع المؤدي إلى القصر الرئاسي في صنعاء - afp
مقاتلون حوثيون يجلسون على مدرعة في الشارع المؤدي إلى القصر الرئاسي في صنعاء - afp

العدد 4518 - الإثنين 19 يناير 2015م الموافق 28 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً