العدد 4518 - الإثنين 19 يناير 2015م الموافق 28 ربيع الاول 1436هـ

رفْض «تفضيل البحريني» عند التوظيف يشعل الجدل بين أطراف الإنتاج... و«اتحاد النقابات»: انتزعتم اللقمة من أفواه العمال

«العمل»: نعمل ودياً ولا حاجة لنص قانوني... و«الشورى»: المفاضلة في الاختيار حقٌ لصاحب العمل

«الشورى» رفض تفضيل البحريني على من سواه في الجلسة الماضية
«الشورى» رفض تفضيل البحريني على من سواه في الجلسة الماضية

فتح رفض مجلس الشورى خلال جلسته يوم الأحد الماضي، مشروع تعديلات على قانون العمل، ينص على إعطاء إفضلية للمواطن البحريني على الأجنبي في حال التوظيف، ومراعاة تسريح الأجنبي قبل البحريني في حال اضطرار المنشأة للإغلاق الجزئي أو الكلي، فتح الباب واسعاً من جديد للحديث عن الحمائيات التشريعية التي تضمن للمواطن البحريني تميزه في التوظيف وحمايته عند التسريح، خاصة بعد أن ألغى قانون العمل الجديد رقم (36) لسنة 2012 المادة (13) الخاصة بالتوظيف والاستخدام، وخفف كثيراً من قيود المواد 110-111-115 الخاصة بحالات التسريح والتعويض.

ففي حين كان القانون القديم رقم 23 لعام 1976 ينص في المادة (13) على أنه «على كل صاحب عمل أن يراعي عند استخدام أي عامل وجوب منح الأفضلية للوطني أولاً ثم لغيره من العرب ثانياً وذلك كلما وجد الوطني أو العربي وكان صالحاً لأداء العمل الخاص الذي يستخدم فيه. وفي حالة زيادة عدد العمال عن حاجة العمل يجب الاستغناء عن غير العربي قبل العربي أو الوطني وعن العربي قبل الوطني وذلك كلما كان الوطني أو العربي صالحاً لأداء العمل»، تجاهلت المادة (13) من القانون الجديد النص على ذلك، واكتفت بالنص على أنه «يجب على صاحب العمل إعطاء العامل - أثناء سريان عقد العمل أو عند انتهائه ودون مقابل - شهادة بما يطلبه من بيانات بشأن تاريخ التحاقه بالعمل ونوع العمل الذي قام به والأجر والمزايا الأخرى التي حصل عليها وخبرته وكفاءته المهنية وتاريخ وسبب انتهاء عقد العمل»، الأمر الذي اعتبره الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين «مخالفة دستورية»، مطالباً بضرورة النص على أولوية توظيف البحريني على الأجنبي في مختلف الفرص المتاحة.

هذا الجدل عاد إلى الواجهة مجدداً، بعد أن أطاح الشوريون بالأغلبية مشروع تعديلات على قانون العمل يعيد تضمين مادة «تفضيل البحريني» في نصوص القانون الجديد بما يضمن للبحريني قانوناً أن يكون الخيار الإلزامي الأول في التوظيف والمراعاة في التسريح.

الشوريون انسجموا في رفضهم مع رؤية الحكومة ممثلة في وزارة العمل، إذ أرجعا ذلك إلى أمرين هما:

الأول: أن التعديل المقترح يمس بسلطة صاحب العمل التنظيمية والتقديرية في تنظيم منشأته في حالتي الإغلاق الجزئي للمنشأة أو تقليص حجم نشاطها أو استبدال نظام الإنتاج بما يمس حجم العمالة لديه، فصاحب العمل هو وحده صاحب الحق في اتخاذ ما يراه مناسباً لمصلحة العمل والمنشأة، وهو الأقدر على تمييز مستوى الكفاءة والخبرة التي يتمتع بها العمال، وما تحتاجه المنشأة من عمالة في المرحلة الجديدة التي تمر بها والتي تستدعي تقليص عدد العمال. لذلك فإن سلطة صاحب العمل التقديرية تبقى هي التي تحكم بما تراه متلائماً مع متطلبات وضع المنشأة، ولاسيما في ظل تخويلها بوضع معايير الكفاءة وتقييم الأداء، والتي تتمتع عادةً بالمرونة، الأمر الذي يصعب معه الرقابة على هذه السلطة.

الثاني: إن التعديل المقترح يتعارض مع اتفاقية العمل الدولية رقم (111) لسنة 1958 الخاصة بالتمييز في الاستخدام والمهنة، والتي صادقت عليها مملكة البحرين بموجب المرسوم رقم (11) لسنة 2000، حيث يقصد بمفهوم التمييز في هذه الاتفاقية أي تفريق أو استبعاد أو تفضيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو الجنس أو الدين أو الرأي السياسي أو الأصل الوطني أو الأصل الاجتماعي يكون من شأنه إبطال أو إضعاف تطبيق تكافؤ الفرص أو المعاملة في الاستخدام أو المهنة تحدده الدولة العضو.

وفيما قالت الوزارة إنها تعمل على تحقيق ما يهدف إليه مشروع القانون على أرض الواقع من خلال بذل جميع الجهود الممكنة لإقناع أصحاب الأعمال «ودياً» بإعطاء الأولوية في التشغيل للعمالة الوطنية والاحتفاظ بها في حالتي الإغلاق الجزئي أو إعادة الهيكلة في إطار تفعيل دور الدولة في توفير فرص العمل للمواطنين المشار إليه بالمادة (13) من دستور البحرين، فإن لجنة المرافق بمجلس الشورى أضافت تسبيباً آخر للرفض وهو: «إن المشروع بقانون أتى بتفضيل العامل البحريني على العامل الأجنبي أثناء التعيين وإنهاء العقد، وذلك حين تساويهما في الخبرة والكفاءة، إلا أن قانون العمل في القطاع الأهلي خلا من بيان ماهية المعايير التي تقاس بها كفاءة العامل وضوابطها. وعليه وفي جميع الأحوال سيتطلب الأمر لجوء صاحب المصلحة إلى القضاء للطعن على قرار فصله أو قرار عدم تعيينه في وظيفة لكونه أكثر كفاءة، ما سيثقل كاهل القضاء بتلك الدعاوى وخاصة أن قانون العمل في القطاع الأهلي لم يضع معايير وشروطاً للكفاءة».

إلا أن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، رفض المبررات التي ساقتها اللجنة والوزارة على حدٍ سواء، معتبراً قرار الرفض «انتزاعاً للقمة من فم العامل البحريني الأحق بالفرص».

وفي تصريح له أمس (الإثنين)، انتقذ قال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سيد سلمان المحفوظ اكتفاء لجنة الخدمات الشورية بالاستئناس برأي الحكومة دون رأي العمال، وقال: «إن المجلس وللأسف الشديد تجاهل دعوة الأطراف ذات العلاقة ومن بينها الاتحاد العام؛ فلجنة الخدمات لم تطلب سوى ممثلي الحكومة لكي تستمع لآرائهم، بينما أهملت اللجنة كلياً مصالح العمّال، ولم تجتمع مع الاتحاد العام للنقابات بل ولم تطلب ذلك أصلاً»، معرباً عن استغرابه من ذلك «وخاصة أن اللجنة هذه دأبت على طلب مرئيات الاتحاد والدخول في المناقشات التفصيلية عند ورود أي قانون يخص العمال أو العمل النقابي»، متسائلاً «ما الذي تغير، وهل أصبح رأي ممثلي العمال غير مهم فجأة؟ أم هو تعمد تغييب الطرف العمالي في هذا الشأن والذي يعد من صميم مسئولياته الجوهرية؟»

وهاجم المحفوظ مجلس الشورى بشدة، معتبراً أن قرار المجلس بمثابة «شيك على بياض يسمح للمؤسسات الحكومية والخاصة فصل البحرينيين بلا رداع، ودون إمكانية لمحاسبة أحد؛ فلكل شيء أصبح سند قانوني تمرره السلطة التشريعة ضد مصالح من يفترض فيها تمثيلهم».

وذكر المحفوظ «إن ما يتم الآن هو الانقضاض على باقي حقوق العامل البحريني، وتفريغ أية مبادئ أو نصوص قانونية أعطت المواطن حقاً في عمل أو أولوية في فرصة اقتصادية، وفي توفير العمل اللائق والأمان الوظيفي وحق المواطن في العمل».

وعاب المحفوظ ما قال إنه «تكرار للاستفراد في تغيير التشريعات المتعلقة بالعمال مثل ما جرى لقانون العمل الأهلي رقم 36 لسنة 2012»، مردفاً «يؤسفنا القول في الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين بأن حقوق عمال البحرين ليست على ما يرام، فلقد تم التعديّ عليها، وصارت فسحة العيش والرزق أضيق وأضيق على المواطن بسبب عدم وجود نظرة موضوعية من قبل السلطة التشريعة للعامل المواطن، وكان من الأجدى أن يراعوا البُعد الاجتماعي والاستقرار والسلم الأهلي، الذي يساهم في تقدمو تطور المجتمع».

العدد 4518 - الإثنين 19 يناير 2015م الموافق 28 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • آذار | 9:07 ص

      !!

      وجود البرلمان أحدث سلطة سلطوية أكثر من الحكومة وهذا شيء فريد من نوعه في العالم، فكل برلمانات العالم تضغط على الحكومات كي ترفع مستوى رفاهية شعوبها هنا البرلمان يضغط على الحكومة لافقار الشعب

    • زائر 18 | 4:33 ص

      خوش

      واى مصخره اكثر من هذا الرفض عجز الحكومه عن توظيف البحرينين بين قوسين والاان رفض تفضيل البحرينى اى قوانين واى شورى واى نواب فى البلدان المجاوره الااولويه للمواطن حتى ان لم يكن يفقه بس يتعلم ويتدرب اقاء حقيقى الى المواطن المنهك اصلاا من البطاله

    • زائر 17 | 2:22 ص

      طلب بسيط جدا

      اتمنى من نواب ........... والشوريين اذا ماعندهم نقطة او كلام يخدم المواطن لايزيدون اوجاع المواطنيين لانه الاجنبي احين يتمتع بحياة افضل من المواطن وحتى الشركات مديرك اجنبي مسؤلك اجنبي والقهر الشغلة الي ماسكنها يقدر اي مواطن بحريني يقوم فيها # طمبورهاا

    • زائر 16 | 2:03 ص

      مجلسي الشورى والنواب

      اتمنى منكم ايجاد وظائف لأبنائي وابناء الوطن العاطلين عن العمل في......................... الخ ... هل أنتم فعلا في خدمة الشعب !!! بالله عليكم لماذا اولادنا يدرسون في المدارس والجامعات ؟؟ لو تكرمتم الأجابة وشكرا لكم على وطنيتكم

    • زائر 15 | 1:43 ص

      الاقتصاد !!!!!

      سبب تدهور اقتصاد البلد هم الأجانب ... كم من المبالغ ترسل لخارج البلد ؟؟ علما بان المواطن يستخدمها داخل البلد . ... !!! عند اي طارىء لا سمح الله الأجنبي سيترك البلد في اي لحظه . الله يكون في عون البلد ا...

    • زائر 13 | 1:27 ص

      بنت عليوي

      حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم

    • زائر 12 | 12:59 ص

      الله يعينك يالبحريني

      لو كل من جا ونجر ماضل في الوادي شجر . لستم أهل للمسؤولية .. الله يعقد اموركم مثل ما عقدتم امورنا .

    • زائر 10 | 12:13 ص

      صدق من قال

      ولد البلد مايشتغل والأجنبي يشغلونه
      ولد البلد ماله سكن والأجنبي يسكنونه
      عميت عين لاترى أحقية ابن البلد في العمل والسكن، وعذاري بريئة من سقاية البعيد فقد قطعوا طريق مجراها عن ابن البلد وحولوه تجاه الغريب

    • زائر 20 زائر 10 | 5:26 ص

      سامحوني يا اولادي في كلمة ولا تزعلون إذا قلت لكم أنهم لهم حق في هالقرار والسبب هو:

      اطلع في أي وقت في الحدائق والأسواق وانظر من هم الموجودون في الحدائق وفي الأسواق أو شوارع العاصمة بالذات غير الأجانب لأنهم يعتبرون لهم الأحقية على المواطن ولأن الأجنبي بما حصل عليه من دلع وضمان ومميزات لم يكن يحلم بها في بلده فهو يعتبر نفسه أفضل من المواطن لذلك نراه في الأسوق وفي الحدائق متنعم وما خفي أعظم من ارسالهم للأموال - أما المواطن فهو متعود بالاتي: دوام - -ويشتري أغراضه بالدين- ثم يشتري كم سندويشه للعشاء- ويرجع ليشاهد الأخبار ويبط جبده ثم ينام وهو يتلحطم ويحلم فقط . فأي مواطن تقصدون؟

    • زائر 8 | 11:46 م

      مواطن

      أعضاء الشورى هم أصحاب مصالح فمعظمهم عندهم مؤسسات و شركات و بالتالي يحسبون تكاليف العامل البحريني مقارنة مع الأجنبي
      مجلس يمشي بالريموت و بالمصالح الخاصة

    • زائر 11 زائر 8 | 12:14 ص

      الاجنبي يتفوق بفارق شاسع عن الاجنبي

      المواطن هو ارخص عمالة حاليا عن الاجانب في الشركة التي اعمل فيها الاجنبي يحصل علاوة سكن وعلاوة اكل وغير معاشه واوفر تايم ماله احنا صرنا الهنود وهم ارباب العمل

    • زائر 6 | 11:32 م

      المواطن اولا

      ان لم تستطيعو ان تتكملوا بمصلحة المواطن فجلسوا في بيوتكم

    • زائر 5 | 11:28 م

      عذاري الله يرحمها

      صدق من قال ان هالديره مثل عذاري كما يقال تسقي البعيد وتخلي القريب بل زادت هالديره على عذاري بأنها ما تترك القريب لحاله بل تقضي عليه

    • زائر 4 | 11:12 م

      مو جديد

      مو أرخص شي في بلدي للأسف هو المواطن فلا خدمات اسكانية ولا صحية والتعليم في مدارس خاصة على كاهل هذا المواطن المعلم...

      هنيئا لكم يا مجلس الشورى على هذه الإنجازات

    • زائر 3 | 9:52 م

      رفْض «تفضيل البحريني» عند التوظيف يشعل الجدل بين أطراف الإنتاج

      لم يكن مستغربا ذلك الرفض لان اغلب هؤلاء الشوريون عندهم الشركات والمؤسسات ويريدون الايدي الرخيصة وحنى ولو على حساب المواطن
      يريدون من الاجنبي ان يكون الكل في الكل

    • زائر 2 | 9:48 م

      انتون نواب

      انتون بالله عليكم نواب انتون نوايب

اقرأ ايضاً