العدد 4519 - الثلثاء 20 يناير 2015م الموافق 29 ربيع الاول 1436هـ

سقوط عربي مستمر فهل ينقذه الإماراتي أو العراقي؟

لم يسبق للمنتخبات العربية أن عرفت خيبات في كأس آسيا لكرة القدم كتلك التي تعيشها في النسخة الحالية المقامة في استراليا حتى نهاية الشهر الجاري أو الأخيرة في قطر العام 2011.

استبشر العرب خيرا بعد تأهل 9 منتخبات من أصل 16 إلى النهائيات، فكان إن ودعت جميعها من الدور الأول باستثناء منتخبين هما الإمارات والعراق اللذين تأهلا عن مجموعتين تضم كل منهما 3 منتخبات عربية وبالتالي كان سيتأهل احدها حكما إلى الدور التالي.

والأسوأ من ذلك أن هناك 4 منتخبات عربية فقدت أملها حسابيا في التأهل بعد جولتين فقط على انطلاق الدور الأول وهي الكويت وعمان بعد سقوطهما أمام استراليا وكوريا الجنوبية في المجموعة الأولى، وقطر والبحرين بعد سقوطهما أمام الإمارات وإيران في الثالثة، كما إن جميع المنتخبات المودعة من الدور الأول كانت عربية باستثناء كوريا الشمالية.

وعن الخيبة العربية المتجددة قال المدرب الروماني كوزمين اولاريو: «الفارق بين العرب والآخرين يكمن بالقوة والتنظيم. هناك نوعية تقنية للاعبين العرب لكن التنظيم مفقود، بيد أني معتقد بأنهم سيتطورون قريبا».

ورأى اولاريو المعار من الأهلي القطري إن الوقت لم يسعفه لتقديم المطلوب مع السعودية: «كان من الصعب أن نقوم بعمل جيد في هذه الفترة القصيرة فالمشكلات كانت حاضرة. اجتمعت برئيس الاتحاد السعودي احمد عيد مطولا وبأعضاء الاتحاد وقدمت لهم بعض المقترحات علها تساعدهم في عملية تطور المنتخب».

مدرب قطر الجزائري جمال بلماضي رأى أن الأخيرة دفعت الثمن بسبب كثرة المشاركات في فترة زمنية قصيرة، مضيفا «في عام واحد خضنا 3 بطولات، وهذا كثير بالنسبة لمنتخب وطني. فزنا ببطولتين وهذا ليس بالأمر السهل. كأس غرب آسيا على أرضنا وكأس الخليج خارج أرضنا في السعودية، والجميع يعلم مدى صعوبة الفوز هناك».

مدرب الأردن الانجليزي راي ويلكينز قارن بين منتخبات شرق آسيا وغربها فاعتبر إن «دول الشرق تملك محترفين في أوروبا وهناك امتلكوا القوة الجسدية واللعب البدني خلافا للاعبي غرب آسيا الين يمتلكون النوعية الفنية والتقنية. انظروا ما حدث بين السعودية وأوزبكستان (1/3)، كانت الأمور متكافئة حتى الدقيقة 60 تقريبا، بعدها هبط أداء المنتخب السعودي ولعب الاوزبكيون بقوة رهيبة».

مدرب عمان الفرنسي بول لوغوين شدد أنه لم يكن من المفاجئ أن تحصل كوريا الجنوبية وأستراليا على أول مركزين في المجموعة الأولى: «قمنا بكل جهد ممكن في مباراتين قويتين. حاولنا لكننا لم نتمكن من اللعب بذات المستوى أمام أستراليا، وسنحاول ما بوسعنا في المستقبل كي نتحسن».

من جهته، لام مدرب منتخب الكويت التونسي نيبل معلول الإصابات واعتبرها سبب عدم نجاحه في تحقيق أي فوز في البطولة القارية: «أصيب العديد من لاعبينا وهذا الأمر أثر على خط الهجوم، إذ لا يوجد معنا مهاجم صريح. المشكلة كانت واضحة تماما في المباراة أمام عمان (صفر/1)، إذ أهدرنا العديد من الفرص ولم نتمكن من تحقيق فوز كنا نستحقه».

ردود قاسية

الصدى الكبير كان لخروج السعودية، وانتهاء حلمها بإحراز لقبها الأول منذ 1996 والرابع في تاريخها (توج به أعوام 1984 و1988 و1996 وخسر النهائي أعوام 1992 و2000 و2007).

هداف المنتخب السابق ياسر القحطاني كتب: «ما يحصل من نتائج سلبية للمنتخب السعودي يتحمله الإتحاد السعودي. ما بني على باطل هو باطل. من المستحيل تحقيق نتائج إيجابية في ظل تخبط التخطيط. كثرة تغير الإدارات والمدربين خلال 3 سنوات أمر يبين ويثبت أن السياسة الإدارية والتخطيط للمنتخب من قبل الاتحاد لم يكن صحيحا».

وودعت السعودية الدور الأول للمرة الثانية على التوالي والثالثة في آخر 4 مناسبات. خسارة أوزبكستان الأخيرة أشعلت الغضب مجددا، فكتبت صحيفة الرياضية: «تبريرات اللاعبين بحد ذاتها كانت مضحكة فأسامة هوساوي يقول: «هزمنا الأوزبك بأجسامهم القوية ويحتاج أن نشتغل على أنفسنا أكثر»، وكأن المنتخب السعودي لم يهزم أوزبكستان بأجسامها القوية في العام 2000 بخمسة أهداف من دون رد، وحتى وليد عبدالله ومحمد السهلاوي تحدثا بكل برودة وهما يرميا الخسارة على الحظ وسوء الطالع وكأنهما مع زملائهما قدموا مباراة جيدة ولم يكونوا مجرد أشباح داخل الملعب».

أما جريدة الجزيرة فكتبت: «مازال جيل الجل والنكبة يذيقنا الخيبة. مازلنا نعيش قبل كل بطولة بالأحلام ليصافحنا جيل القصات بالأوهام، وما زال جيل السيارات الفارهة لا يحمل لنا أي أخبار مفرحة وما زال السيناريو نفسه يتكرر وبلا تقدم ولو حتى خطوة واحدة للأمام». وتابعت «ملايين تضخ وعقود تتورم وإعلام فضائي يبالغ ويضخم لكن على الأرض لا ترجمة لكل ذلك. عقود للاعبين بالملايين في حين ما يقدمونه لا يساوي ولا حتى ملاليم، وإدارات أندية تتسابق على ما تظنه صفقات وهي في الحقيقة صفعات. ألقاب توزع بالكوم في حين ما نراه على الملعب يصيب بالوجوم، من يشاهد برامجنا ويقرأ صفحاتنا يتوقع أن أخضرنا مالئ الدنيا وشاغل البشر في حين أنه في الواقع لا يسقينا سوى العلقم والمر».

العدد 4519 - الثلثاء 20 يناير 2015م الموافق 29 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً