العدد 4520 - الأربعاء 21 يناير 2015م الموافق 30 ربيع الاول 1436هـ

مع وقف التنفيذ!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

الجميع سمع بتقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية الأخير، الذي وصف الأكبر والأوسع في تاريخ الديوان، ولكن لم يسمع أحد عن محاسبة أحد!

عندما نفتح صفحة المحاكم في الصحافة المحلية نجدها مكتظة بمختلف القضايا، فالمحاكم الآن تعمل ليل نهار من سرعة البت في قائمة طويلة من القضايا المتنوعة، ولكن قلما نجد بين هذه القضايا ما يتعلق بالفساد، وهذا يجعلنا بين أمرين إمّا أننا مدينة فاضلة وسكانها ملائكة لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم، وإمّا أننا نعاني من فساد ولكن الفاسدين هم جنٌّ لا يطالهم أحد، وفي الحالتين فإننا لا نحتاج إلى ديوان رقابة ولا أوراق مصقولة نكتب فيها المخالفات.

إن تعَقُّب الفساد من دون تعقُّب الفاسدين، هو أشبه ما يكون بالاستغراق في تفاصيل المرض، وإدارة الظهر عن العلاج.

ما أقوله ليس بجديد؛ فمع كل تقرير من تقارير ديوان الرقابة يدور حديث طويل عن تعقُّب أصحاب المخالفات، ولكن تنصرم الأيام ويُعَدُّ تقرير جديد ولا خبر جاء ولا وحي نزل.

أعلم أن ديوان الرقابة ليس جهة مسئولة عن تعقُّب المخالفين، وأعلم أن مسئولية الديوان تنحصر في رصد المخالفات، ولكن المؤسف بدلاً من أن نسمع من المسئولين في الوزارات والهيئات وباقي الجهات الإعلان عن إجراءات لإحالة المتسببين في تلك المخالفات إلى النيابة العامة، نسمع منهم العكس، وهو نفي المخالفات وإصدار بيانات وتصريحات للرد على ما جاء في التقرير، وبذلك تنحسر كل القضايا وتذوب ذوبان الجليد تحت الشمس شيئاً فشيئاً إلى أن ينتهي كل شيء!

ليس هبوط أسعار النفط إلى أقل من النصف هو وحده ما ينهك الموازنة العامة، ويضاعف من عجزها، فلو كان سعر البرميل ألف دولار، والفساد يسرح ويمرح لن نكون قادرين على القضاء على العجز؛ لأن الفساد آفة تأكل الأخضر واليابس.

مَنْ أمِنَ العقوبة أساء الأدب، وأكبر إساءة للأدب هو الفساد، والتلاعب بالمال العام؛ لذلك علينا جميعاً حكومة وشعباً وإن اختلفنا على أمر ما، ولكن لابد أن نتفق على أن الفساد عدوُّ الجميع، وعلينا أن نخلص في القضاء عليه، وديوان الرقابة هو أحد الأسلحة التي يمكن أن نوظفها لذلك.

ولكي نكون في فضاء الواقع، وحتى يتحقق الهدف من تقرير الرقابة، لماذا لا يتم تحويله بشكل دوري إلى النيابة العامة؟ ويمكن لكل الجهات المذكورة في التقرير أن تدافع عن نفسها على منصة القضاء.

لا بد أن يشعر المواطن الذي يدفع فاتورة الفساد بأن الفساد مطارد وملاحق، وأن يد العدالة تتعقب الفاسدين بشكل علني وواضح، فذلك أهم وسائل القضاء على الفساد، وإلا فإن الفساد سيبقى مُداناً ولكن مع وقف التنفيذ!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4520 - الأربعاء 21 يناير 2015م الموافق 30 ربيع الاول 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 9:53 ص

      ما هو شعور من يعمل في الرقابة المالية!؟

      يشتغلون ليل نهار وآخر شي شغلهم على الرف. اكيد مستائين ومستوى التقارير سيقل بالتدريج

    • زائر 10 | 7:51 ص

      دولة المؤسسات والقانون معناها الآتى

      مجلس وفى بس شنو وظيفته لاتسأل ديوان رقابه وتقرير سبوى وفي بس مو شغلك تسال اش حقق محكمه ونيابه وفى بس اللى اهى تشوف من يقبض عليه ومن لا ومن تقدمه للمحاكمه ومن لا مثل عندنا مدرسه دختر شارع بس زينين .............

    • زائر 9 | 1:41 ص

      صباحكم خير.

      الله يكفينا شر الفاسدين والمفسدين .

    • زائر 8 | 12:30 ص

      وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون

      تلك حقيقة سوف نشهدها جميعنا في الآخرة ولكن هل يكون ذلك في الدنيا ايضا؟ لقد سمعت احد العلماء يقول ربما يحدث اعتراف العبد في الدنيا ايضا بانه قام بتلك الذنوب والجرائم ليتحقّق قوله تعالى ووجدوا ما عملوا حاضرا . أي نحن كبشر نعيش الآن ما سنقدم عليه وسيتمثل لنا عملنا هذا بكل دقة وتفصيل .............

    • زائر 7 | 12:24 ص

      الاعتراف سيد الادلّة وكما اخبرنا الله ان الجوارح شاهدة على الانسان

      نعم ليس في يوم القيامة فقط يتم اعتراف الانسان على نفسه حتى في هذه الدنيا فها هي التقارير الحقوقية جعلتهم ينطقون بكلمة الحقّ وبما قاموا به كتقرير بسيوني وتقارير الرقابة المالية والتقارير الحقوقية الأخرى كلها مصدر ادانة لهم بحيث اذا لقوا خالقهم ووقفوا بين يديه فإن الاعترافات جاهزة

    • زائر 6 | 12:18 ص

      أهم شي الغلاف

      أهم شي غلاف التقرير من المخمل الفاخر والمطرز ومن جماله يتم ركنة في احدي الزواية لنظر والجمال فقط

    • زائر 5 | 12:09 ص

      خلهم لحال سبييلهم يا خال

      هم يراقبونك وامثالك ومثلي فقط وفقط فيما تتفوه به حتى يلبسوك لبوس الجاني والمقترف والمجرم والمفسد بحقهم حتى ينالوا منا سوية بقانونهم هم الذي فصله الترزي على مقاسهم لان مقاسك غير متوفر في اسواقهم

    • زائر 4 | 11:56 م

      اذا اعتقلوا المفسدين فمن سيقوم بقمعنا والتنكيل بنا

      يا استاذ هل انت فعلا تسأل او تتساءل؟ الجواب معروف المفسدون والسرّاق والجلادون والمعذبون هم من يقوم بالتنكيل بهذا الشعب وسومه انواع العذاب وماذا يريد الشعب سوى ان تكون له سلطة محاسبة المفسدين وكيف يعطون للشعب صلاحية محاسبة من هم يقومون الآن بالتنكيل به وسرقة امواله؟

    • زائر 2 | 9:46 م

      هي كلعب كرة القدم من ضمن خططها لعب الون تو

      لازم يعطونك فكره بوجود فساد كي يستمر الجدال لكن لن يسلم احد من الكبار فهو عبدا مأمور لو اخدها نفسه لذهب وراء الشمس وانما يجهز ماتم الاستيلاء عليه من قبله وبرضاه عرفانا بجلوسه على ذلك الكرسي لذلك الرأس او الرؤوس التي تنتظر لحم الفريسة لذلك لا يوجد مفسدين ونقول للرجال النواب بسكم كلام حدكم الصوت الطبلي والمقصود صدى صوت كم بعد طرق الطبل من قبل العصى يعني ظاهرة صوتية وعاش الفساد وحاميه او حامينه

    • زائر 1 | 8:45 م

      انت فاهم التقرير غلط

      هذا التقرير عبارة عن رسالة من الحكومة الي الفاسدين لا تبوق من دول علمنا انت اسرق بس لا تكذب علينا ههههههههههه

اقرأ ايضاً