العدد 4522 - الجمعة 23 يناير 2015م الموافق 02 ربيع الثاني 1436هـ

السعودية تُودِّع الملك عبدالله... وسلمان يَعِدُ بمواصلة السير على نهج أسلافه

الملك سلمان مع الأمير متعب بن عبدالله خلال مراسم التشييع- (واس)
الملك سلمان مع الأمير متعب بن عبدالله خلال مراسم التشييع- (واس)

ودّعت المملكة العربية السعودية أمس الجمعة (23 يناير/ كانون الثاني 2015) الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي توفي فجراً، فيما وعد خليفته الملك سلمان بن عبدالعزيز بمواصلة السير على نهج أسلافه.

وأورد بيان ملكي أيضاً أن الأمير مقرن، وهو الأخ غير الشقيق للملك الراحل، بات ولياً للعهد.

وسارع الملك سلمان بُعيد مبايعته إلى إعلان وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، حاسماً بذلك مسألة انتقال الحكم في أسرة آل سعود إلى الجيل الثاني، فمحمد بن نايف سيكون من حيث المبدأ أول ملك من ذلك الجيل.

وتوافد العشرات من المسئولين العرب والأجانب إلى العاصمة السعودية للمشاركة في جنازة الملك عبدالله الذي شُيِّع جثمانه من جامع الإمام تركي بن عبدالله حيث أقيمت صلاة الجنازة، إلى مقبرة العود التي سبق أن دُفن فيها عدد كبير من ملوك وأمراء آل سعود.

وحضر الجنازة خصوصاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى جانب زعماء دول الخليج، ولاسيما أميري الكويت وقطر وملك البحرين وحاكم الشارقة ممثلاً دولة الإمارات وممثل سلطان عُمان.

وبدأ السعوديون مساء الجمعة تقديم البيعة للملك وولي العهد وولي ولي العهد في قصر الحكم في الرياض.

وقال العاهل السعودي الجديد بعد اعتلائه سدة الحكم: «سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز».


السعودية تُودِّع الملك عبدالله وسلمان يعد بمواصلة السير على نهج أسلافه

الرياض - أ ف ب

ودعت المملكة العربية السعودية أمس الجمعة (23 يناير/ كانون الثاني 2015) الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي توفي فجرا فيما وعد خليفته الملك سلمان بن عبدالعزيز بمواصلة السير على نهج أسلافه.

وأورد بيان ملكي أيضاً أن الأمير مقرن، وهو الأخ غير الشقيق للملك الراحل، بات ولياً للعهد.

وسارع الملك سلمان بعيد مبايعته إلى إعلان وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، حاسماً بذلك مسألة انتقال الحكم في أسرة آل سعود إلى الجيل الثاني، فمحمد بن نايف سيكون من حيث المبدأ أول ملك من ذلك الجيل.

وتوافد العشرات من المسئولين العرب والأجانب إلى العاصمة السعودية للمشاركة في جنازة الملك عبدالله الذي شيع جثمانه من جامع الإمام تركي بن عبدالله حيث أقيمت صلاة الجنازة، إلى مقبرة العود التي سبق أن دفن فيها عدد كبير من ملوك وأمراء آل سعود، وذلك في مراسم شديدة البساطة.

ووري الملك عبدالله الثرى في لحد بحسب التقليد السائد في المملكة، وذلك بحسب الصور التي بثها التلفزيون السعودي.

وحضر الموكب الجنائزي خصوصاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى جانب زعماء دول الخليج، ولاسيما أميري الكويت وقطر وملك البحرين وحاكم الشارقة ممثلا دولة الإمارات وممثل سلطان عمان.

وأكد العاهل السعودي الجديد في أول كلمة له بعد اعتلائه سدة الحكم أن المملكة بقيادته ستستمر بالسير على النهج نفسه الذي سار عليه أسلافه.

وقال الملك سلمان في كلمته التي عزى فيها الشعب السعودي بوفاة الملك عبدالله «سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله وعلى أيدي أبنائه من بعده رحمهم الله».

واعتبر الملك سلمان أن الحكم في السعودية «أمانة عظمى» شاء الله أن يحملها سائلا الله أن «يمدني بعونه وتوفيقه».

ووعد الملك سلمان بأن تستمر بلاده التي تحتضن الحرمين الشريفين، اقدس المقدسات الاسلامية، بالعمل على وحدة العرب والمسلمين.

وقال «ان الامة العربية والاسلامية احوج ما تكون الى وحدتها وتضامنها وسنواصل في هذه البلاد... مسيرتنا بالاخذ بكل ما من شأنه (ضمان) وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا امتنا».

واعلن الديوان الملكي مبايعة وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد فيما بات الأمير مقرن ايضا رسميا نائبا لرئيس مجلس الوزراء، وهو منصب يشغله الملك نفسه.

كما اعلن الديوان الملكي تعيين الأمير محمد بن سلمان نجل الملك وزيرا للدفاع خلفا لوالده ورئيسا للديوان الملكي.

واصدر الملك سلمان عددا من الاوامر الملكية التي تضمنت خصوصا اعفاء السكرتير الخاص للعاهل السعودي الراحل خالد التويجري من مناصبه، بما في ذلك منصب رئيس الحرس الملكي ومدير الديوان الملكي.

واحتفظ جميع اعضاء مجلس الوزراء الآخرين بمناصبهم.

والأمير محمد بن نايف هو الرجل القوي في مجال مكافحة الارهاب ويحظى نظرا لجهوده هذه بتقدير دولي ولاسيما من قبل الولايات المتحدة.

واشرف محمد بن نايف على جهود المملكة الناجحة نسبيا في الحرب على تنظيم القاعدة داخل المملكة.

وشهدت المملكة بين 2003 و2006 موجة من الهجمات الدامية التي نسبت الى تنظيم القاعدة، الا ان هذه الموجة انحسرت لدرجة كبيرة وبات تنظيم القاعدة يتحصن في اليمن المجاور مبقيا عينه على المملكة خصوصا.

والملك الجديد سلمان شغل مناصب رفيعة طوال العقود الماضية، ولاسيما منصب امير منطقة الرياض ووزير الدفاع.

نقل الملك الراحل الذي يعتقد انه ناهز التسعين عاما الى المستشفى في وقت سابق هذا الشهر لتلقي العلاج من التهاب رئوي.

وذكر بيان النعي الرسمي ان الملك عبدالله «وافته المنية في تمام الساعة الواحدة من صباح الجمعة» (23,00 ت غ الخميس).

وبحسب البيان الملكي، فإن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز «تلقى البيعة ملكا على البلاد وفق النظام الاساسي للحكم. وبعد اتمام البيعة (...) دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليا للعهد».

واشار البيان الى ان «البيعة من المواطنين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز ستبدأ بقصر الحكم في الرياض بعد صلاة العشاء».

ودعا الملك سلمان المواطنين ايضا الى مبايعة الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد.

وفي مارس/ اذار 2014، عين الملك الراحل عبدالله اخاه غير الشقيق الأمير مقرن وليا لولي العهد في خطوة غير مسبوقة تهدف الى تأمين انتقال سلس للحكم.

والملك عبدالله الذي ولد في الرياض، هو الابن الثالث عشر للملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة، من اصل 45 ابنا.

وفي ظل حكم الملك عبدالله الذي اعتلى سدة الحكم في 2005، مارست السعودية دورا متعاظما على الساحة العربية، وعززت تحالفها مع الولايات المتحدة.

وانضمت السعودية مؤخرا الى الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسورية.

وسارع الرئيس الأميركي باراك اوباما الى الاشادة بالعاهل السعودي الراحل واصفا اياه بأنه صديق امين وقائد «صادق» اتخذ قرارات شجاعة في عملية السلام بالشرق الاوسط.

وقال اوباما في بيان «كان دائما قائدا صادقا يتمتع بالشجاعة في قناعاته» متحدثا عن «صداقة حقيقية وودية».

واضاف «عمل بلدانا معا في مواجهة العديد من التحديات وثمنت دائما وجهات نظر الملك عبدالله وقدرت صداقتنا الحقيقية والودية».

واشاد اوباما ايضا بـ «القرارات الشجاعة» التي اتخذها الملك عبدالله في اطار مبادرة السلام العربية من اجل حل النزاع العربي الاسرائيلي.

والسعودية التي تعد اكبر مصدر للنفط في العالم، كانت المحرك الرئيس لقرار منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) بعدم تخفيض متسويات الانتاج بالرغم من انخفاض الاسعار.

وخسرت اسعار الخام حوالي 60 في المئة منذ يونيو/ حزيران الماضي.

والعاهل السعودي الراحل هو الذي اطلق المبادرة العربية للسلام التي عرضت الدول العربية بموجبها سلاما شاملا مع اسرائيل مقابل انسحاب الدولة العبرية من الاراضي المحتلة منذ 1967 وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية فضلا عن التوصل الى حل تفاوضي لقضية اللاجئين.

وتمكن الملك عبدالله من تعزيز صورته كقائد قريب من الناس، كما أعلن عن تقديمات مالية واجتماعية ضخمة لشعبه مع اندلاع احتجاجات الربيع العربي التي تجنبتها المملكة بدرجة كبيرة.

وأبدى الملك الراحل قلقا كبيرا إزاء صعود التيارات الإسلامية، وقد دعم بقوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين.

ومن المتوقع أن يتابع الملك سلمان إلى حد كبير السياسات التي ترسخت خلال عهد الملك عبدالله، في المجالين السياسي والنفطي، وكذلك في مجال إدخال إصلاحات سياسية واجتماعية غير جذرية إلى المملكة المحافظة.

وأدخل الملك عبدالله المرأة إلى مجلس الشورى وحد نسبياً من سطوة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي بمثابة شرطة دينية. وتعزز الوضع المالي والاقتصادي للمملكة في عهد الملك عبدالله، وباتت السعودية العضو العربي الوحيد في مجموعة الدول العشرين التي تضم أكبر اقتصادات في العالم.

أما الملك سلمان، فلطالما اعتبر حكما بين إخوته في الأسرة الحاكمة، ويحسب له تحويل الرياض إلى مدينة عصرية مزدهرة خلال فترة توليه أميراً عليها.

وولي العهد الجديد مقرن، هو رئيس سابق للمخابرات السعودية وكان مقرباً جداً من الملك عبدالله.

والأمير مقرن هو الأصغر بين أبناء الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة، وسيكون الملك الأخير مما يعرف بـ «الجيل الأول».

العدد 4522 - الجمعة 23 يناير 2015م الموافق 02 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً