العدد 4522 - الجمعة 23 يناير 2015م الموافق 02 ربيع الثاني 1436هـ

القطان: الملك عبدالله رجل النهضة وقائد فذ وزعيم سياسي من الطراز الرفيع

القطان يؤم المصلين في صلاة الغائب على جثمان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز  عقب صلاة الجمعة أمس
القطان يؤم المصلين في صلاة الغائب على جثمان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عقب صلاة الجمعة أمس

وصف إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بأنه «رجل النهضة» وقائداً وزعيماً سياسياً من الطراز الرفيع.

وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (23 يناير/ كانون الثاني 2015): «إن الأمة عرفته قائداً فذاً حكيماً وزعيماً سياسياً من الطراز الرفيع، عرفته رجل النهضة والتقدم المنضبط بضوابط الشرع، ورجل التعليم والإصلاح في شتى جوانب الحياة، ورائداً من رواد التضامن العربي والإسلامي،ونصيراً لقضايا الأمة».

وأكد القطان أن خادم الحرمين الشريفين «كان له الدور الكبير في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتوطيد أركانها. عرف بمد يده للمساعدة في الكوارث والمحن في كل مكان، بما كان معلناً وغير معلن، اهتم بالدعوة للإسلام ودعمها، وشهد الحرمان الشريفان في عهده أكبر توسعة عرفها التاريخ، وشيد المساجد، وطُبِعت في عهده ملايين النسخ من المصحف الشريف ووزِّعت في جميع أقطار المعمورة، وأقام المراكز الإسلامية في أرجاء العالم، فجزاه الله خيراً على ما قدم لدينه ووطنه وأمته، وجعل ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة».

وأشار إلى أن «البحرين قيادة وشعباً انفردت بعلاقة مميزة مع عائلة آل سعود الكرام، ومع الشعب السعودي الشقيق والعزيز، فمصابهم مصابنا، وحق لنا اليوم أن نعزي المملكة العربية السعودية، وأن نتقبل التعازي كذلك من العالم في فقيدنا الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله تعالى».

وتحدث القطان عن الموت قائلاً: «هناك حقيقة قاسية لا محيد عنها، وقضية رهيبة مسلمة لا مفر منها تواجه أهل الدنيا، فلا يستطيعون لها رداً، ولا يملكون لها دفعاً، حقيقة تتكرر كل لحظة، ونعايشها مرة بعد مرة، والناس سواء أمام هذه الحقيقة المُسَلَمة، والمصير المحتوم، يواجهها الآباء والأبناء،والأخوة والأخوات، والأغنياء والفقراء، والضعفاء والأقوياء، والرجال والنساء، والمرؤسون والرؤساء، والعامة والعلماء، والمغمورون والوجهاء، وأهل الشجاعة والجبناء، يقفون منها موقفاً موحداً، لا يستطيعون لها حيلة، ولا يملكون لردها وسيلة، ولا يقدرون تجاهها دفعاً ولا تأجيلاً، إنها حقيقة النهاية والفناء والموت، الموت الذي لا مفر ولا محيد من الاستسلام له، ولا يملك البشر حياله شيئاً».

وأضاف «إن كل حي يسلم بهذه الحقيقة عقيدة ونظراً، لكن الذين يتذكرونها ويعملون لما وراءها قليل، فالقلوب عن هذه الحقيقة غافلة، والنفوس شاردة، والعقول منصرفة، والهمم مشغولة، ومشاغل الحياة وزخرفها من الأموال والقصور، والأولاد والدور، والمراكب والمراتب، والأعمال والمناصب، كل ذلك وغيره أطال أمل الناس فيها».

وذكر أنه «لابد أن تستقر هذه الحقيقة في نفوس الناس استقراراً واستشعاراً؛ حتى يكون له أثر عملي في حياة المسلم، بالإقبال على الطاعات وترك المعاصي والمحرمات، والمبادرة إلى التوبة وترك التسويف، فاستشعار قصر الأمل، يتطلب الجد في العمل، يجب أن نتذكر هذه الحقيقة دائماً وأبداً، حقيقة أن الدنيا مدبرة فانية، وأن المرد إلى الله، وأن الحياة موقوتة، والآجال محدودة، والأنفاس معدودة، ثم تأتي النهاية الحتمية، ويحل هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ثم بعد ذلك يكون الناس فريقين فإما إلى جنة عالية، قطوفها دانية، وإما إلى نار حامية، نعوذ بالله من غضبه وأليم عقابه، فكأس الموت تتذوقه كل النفوس، وجرعته يتحساها كل حي في هذه الحياة، لا فرق بين إنسان وآخر، إنما الشأن كل الشأن ما بعد هذه اللحظة الحاسمة، من المصير الذي يستحق أن يعمل من أجله العاملون.

ودعا القطان إلى «تذكر هجوم هادم اللذات، ولنتصور نزول ملك الموت بنا، في هذه اللحظات يندم المفرطون ويتحسر المقصرون. تذكروا الموت وسكراته، يا من تلهون وتعبثون في دنياكم، وأنتم عن الآخرة غافلون! تذكروا هذا الموقف العصيب يا من تتثاقلون عن أداء الصلاة بل تتركونها، وتبخلون عن إخراج الزكاة، وتمنعونها! تذكروا ساعة الاحتضار يا من تظلمون عباد الله، فتسرقون وتختلسون وترتشون، وتقعون في أعراض الناس، وتبخسونهم أشياءهم، وتغشونهم وتماطلونهم حقوقهم! فلله يوم يجمع فيه الأولين والآخرين لفصل القضاء بينهم، وكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها، هل تظنون أنكم مخلدون في هذه الحياة؟!».

وأكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي أنه «إذا أيقنا أن الموت حق وهو نهاية كل حي، وأن مرور الأعوام وانقراض الأزمان إنما هو من أعمارنا، وأن الأيام مراحل تقربنا إلى الآخرة، فإن علينا أن نستعد للموت وما بعده؛ وذلك بالتوبة الصادقة والإقلاع عن الذنوب والمعاصي والتخفف من الدنيا وعدم التعلق بها، وكثرة ذكر الموت وزيارة القبور، والاعتبار والاتعاظ بما نرى ونسمع من أحوال الراحلين، فالموت الذي تخطانا إليهم سيتخطى غيرنا إلينا، وإن علينا أن نقف وقفة تأمل ومحاسبة للنفوس».

وتساءل: «إلى متى الغفلة يا عباد الله؟! فهل نقوم بهذا الأمر، وهل نعي حقيقة الحياة ونهايتها، هذا ما نأمله ونرجوه، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وإني لأرجو أن تكون هذه الذكرى عهداً يأخذه كل منا على نفسه وميثاقاً يعمل بمقتضاه فيما بقي من حياته، ليتحقق له الخير والفلاح في العاجل والآجل».

العدد 4522 - الجمعة 23 يناير 2015م الموافق 02 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً