العدد 4523 - السبت 24 يناير 2015م الموافق 03 ربيع الثاني 1436هـ

الأخوان آل مرضي وحب الزراعة الذي لا ينضب

الأخوان آل مرضي وعشق الأرض الذي لا يموت
الأخوان آل مرضي وعشق الأرض الذي لا يموت

ينحدران من عائلة اشتهرت بالفلاحة كما هو حال غالبية رجالات قرية بوري، القرية التي اشتهرت بالزراعة منذ زمن بعيد. ومازال الأخوان آل مرضي مع مجموعة أخرى يمارسون الفلاحة بشكل يومي فيما تبقى من مزارع بالقرية.

أخوان محبوبان من جميع الناس، وخاصة في قرية بوري، وذلك لرفعة أخلاقهما وذوقهما ولروحيهما الطيبتين المليئتين بالتفاؤل. عشق الأخوان آل مرضي الزراعة منذ بداية طفولتهما، ومازالا متعلقين بشدة بالاهتمام بالمزروعات وبالطرق القديمة التي اعتادوها منذ صغرهما، حتى أصبحت الزراعة جزءاً لا يتجزأ من عمرهما. ويعد آل مرضي خبيرين في طرق الفلاحة التقليدية بمختلف أنواعها.

وبسؤال الحاج حسن، وهو الأكبر سناً فيهما، عن تفاصيل عمله اليومي، أجاب بالقول: «أبدأ أنا وأخي وابن عمنا صباح كل يوم بحرث الأرض والعناية بها، ومن ضمن المهام اليومية التي نقوم بها تنظيف المحاصيل الزراعية وقطع الأجزاء الصفراء والغير صالحة منها».

ويتابع الحديث: «نقوم بجمع الخضروات والفواكه الناضجة ونرتبها في صناديق، لأخذها فجر اليوم التالي إلى السوق المركزي لبيعها على الباعة هناك».

ولا يختلف معه كثيراً الحاج عبدالنبي الذي أضاف على ما قاله شقيقه بـ «نهتم بتنظيف المزرعة يومياً، إذ نعمل على التقاط جميع الأوراق المتساقطة وقطع غير الجيدة بالإضافة لجميع ما لا نستفيد منه، ونجمعها في كومة واحدة إلى أن تصبح كمية مناسبة لحرقها. وحين ننتهي من حرق كومة، لا نرمي أيّ جزء من الرماد، بل نستفيد منه في تسميد الأرض بعد حرثها».

وتقع مزرعة آل مرضي بالطرف الغربي لقرية بوري، وتعرف الأراضي هناك بصلاحيتها للزراعة، ويكفي لأي زائر للمنطقة أن يمر من هناك حتى يتقين أنها جنة خضراء لونها يسر الناظرين، والفضل في ذلك يعود لمن لا يزال يعتني بالأرض وزراعة كل ما لذ وطاب من الثمار فيها.

وعند سؤاله عن عملية الزراعة نفسها، أجاب الحاج حسن بالقول: «نحرث الأرض في الصباح عادة وعلى حسب الحاجة لذلك، ومن ثم نقوم بتسميد الأرض وبذرها بالبذور المختلفة. فلدينا في المزرعة الكثير من المحاصيل الزراعية، منها المانجة البحريني والتين والتفاح الصيني، وكذلك الباباي واللوز».

ولا تقتصر مهام آل مرضي على الزراعة فقط، إذ يندهش زائر تلك المزرعة لانتظار مجموعة كبيرة من القطط وصول الحاج حسن آل مرضي ظهر كل يوم، وما يدهش أكثر أنه وما إن يصل الحاج حسن آل مرضي بسيارته، حتى تبدأ تلك القطط بالتجمع بالقرب من السيارة لتلتفّ حول أقدامه ما أن يطأ الأرض. إن القطط تعرف الحاج حسن جيداً، فهو بمثابة الراعي الذي يهتم برعيّته جيداً، بل هو الأب الحنون لهم. ثم يبدأ الحاج حسن بوضع الطعام للقطط لتأكل وجبة الغداء اليومية وليبدأ الحاج حسن بالجولة الثانية في مزرعته الكبيرة المريحة للنفس والباعثة للسعادة، والمليئة بالمحاصيل الزراعية الشهية.

ولا يختلف وضع آل مرضي عن بقية المزارعين الذي يعانون بدورهم من شح عمليات البيع في كثير من الأيام، وذلك يعود لعدة أسباب أهمها المحاصيل المستوردة من الخارج، وبالرغم من محاولة آل مرضي منافسة تلك المحاصيل إلا أنهما كغيرهما لا يستطيعان أن ينكرا تأثيرها عليهم.

وفي ذلك يقول الحاج حسن آل مرضي: «تنافسنا في السوق، المحاصيل الأجنبية والمستوردة من الخارج، إذ يُقبل عليها الكثير من الناس. ولأن الباعة يهتمون بتوفير ما يطلبه المستهلك، فهم يشترون المستورد كثيراً أيضاً».

وتبدأ أعمال الحاج حسن آل مرضي قبيل الفجر كل يوم، إذ يذهب إلى السوق المركزي منذ الساعة 3 فجراً ليبيع المحصول على الباعة هناك. ثم تبدأ جولته الأولى في المزرعة صباحاً ليهتم بها وبالمحاصيل الزراعية، يعاونه في ذلك أخوه الحاج عبدالنبي آل مرضي وابن عمهما.

وعمّا إذا واكب آل مرضي تطور الزراعة بشتى أنواعها كالزراعة في المحميات وغيرها من تلك الأمور، أجاب الحاج عبدالنبي بالقول: «لدينا محميات زراعية لزراعة الخيار والطماطم بأنواعهما، والبطيخ الصيني، والكثير من المحاصيل الزراعية».

ويكمل حديثه بعد تنهيدة طويلة: «لكن يجب علينا حماية كل تلك المحاصيل الزراعية من التلف، وذلك برشها بالأدوية باستخدام المعدات المناسبة قبل أن يهاجمها الدود وغيرها، كعملية احتياطية كي لانخسر المحصول. إذ إننا نضطر لرميه كله بعد أن تتم مهاجمته، مما يدخلنا في خسارة كبيرة».

ولا يكتفي آل مرضي بالزراعة فقط، إذ تضم المزرعة قسماً خاصاً بتربية الدواجن والعصافير، ويقوم الحاج حسن وشقيقه بالاعتناء بتلك الدواجن وبيعها بعد تكاثرها.

وبسؤاله عن الأنواع التي يمتلكها بداخل تلك الحظائر، أجاب آل مرضي بالقول: «لدينا العديد من الدجاج الرومي والعصافير والحمام، وبعد أن تتكاثر نقوم بعمليات بيعها على من يرغب». ويقضي آل مرضي أغلب ساعات يومهما ما بين المزرعة حيث يقومان بحرث الأرض تارة، وتارة أخرى يعملان في جمع المحاصيل وتجهيزها للبيع. وأثناء ما كنا على وشك المغادرة، سألنا أحدهما «ماذا تعني لك الأرض وما فيها»، فأجاب: «هي حياتي وروحي ولا يمكنني أن أعيش دونها، فهل يعقل أن يعيش الشخص دون روحه !!».

العدد 4523 - السبت 24 يناير 2015م الموافق 03 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 4:31 ص

      عشق للزراعة

      بصراحة لقد زاد شوقي لزيارة قرية بوري التي لم تطأها قدماي مطلقاً وأود أن اتشرف بزيارة هذه المزرعة ولقاء صاحبيها وقضاء بعض الوقت في الطبيعة الجميلة

    • زائر 10 زائر 9 | 10:20 ص

      حياك

      حياك وانا اوصلك لهذه الزراعة والتي يعمل بها الاخوين وهما اعمامي وابن عميهما وهو خالي ونتشرف بالجميع

    • زائر 8 | 3:32 ص

      كاظم العود

      اللهم صل على محمد وال محمد ، ربي يحفظهم ويخليهم بحقزمحمد وال محمد ، هكذا هم ابناء وطني متميزون في كل شيئ ونحن نفتخر بهذا وعسى الله يطول في اعمارهم يارب

    • زائر 7 | 3:07 ص

      الله يطول عمرهم فخر ال مرضي

      والله يبارك لهم في أرضهم وفي زراعتهم ويبعد عنهم الهموم ويرزقهم ويزيدهم من خيراته وهؤلاء نعم الرجال الكادحين. مع تحيات واحد من ال مرضي التوبلاني.

    • زائر 6 | 2:20 ص

      امنيتي التي لن تتحقق

      ان احصل على ارض زراعيه او احصل على بيت ازرع فيه ولو عود مشمووم والله يعطيهم العافيه الاخوان وهنيأ لهم

    • زائر 5 | 1:09 ص

      ما شاء الله ربي يزيدهم صحة وحب لزراعتهم

      الله يعطيهم الصحة والعافية عليهم بالعافية وجودهم بين الخضرة كل يوم فهي تمد القلب بالصحة والنشاط وتيعده عن هموم الناس ومشاكلها.
      لبتني بينهم فانا من محبي الزراعة يكفي وجودهم بين الخضرة ووجوهم الوجه الحسن الحمد لله
      الله يحفظهم بحق محمد وآل محمد

    • زائر 3 | 12:10 ص

      اللهم صل على محمد وآل محمد

      الله يرزقهم من واسع فضله ويطول بأعمارهم ويخليهم يارب العالمين

    • زائر 2 | 11:44 م

      جماتيه

      الله يرزقهم من واسع ابوابه الحنونين

    • زائر 1 | 10:43 م

      أبو علاء

      الطمع والجشع أتى على المساحة الخضراء في البلد وكذلك عدم إهتمام الدولة بالمزارعين ودعمهم والنتيجة أصبحت البحرين لا تستطيع أن تكتفي ذاتيا حتى من المحاصيل الزراعية التقليدية المشهورة بها فتعتمد على إستيرادها من الشرق والغرب ومن دول الجوار!!

اقرأ ايضاً