العدد 4523 - السبت 24 يناير 2015م الموافق 03 ربيع الثاني 1436هـ

العراق والإمارات تنقذان العرب من السقوط الفظيع

الأسود تزأر والأبيض يبيضها في كأس آسيا

بعد دور أول مخيب للآمال لمنتخبات العرب في كأس آسيا 2015 لكرة القدم، كان السؤال البديهي هل ينقذ منتخبا الإمارات والعراق هذا السقوط الكبير؟.

لم يسبق للمنتخبات العربية أن عرفت خيبات في كأس آسيا كتلك التي عاشتها في الدور الأول من النسخة الحالية المقامة في استراليا حتى نهاية الشهر الجاري، فودع 7 منتخبات من أصل 9 الدور الأول بخفي حنين.

افلت منتخبا الإمارات والعراق من كماشة الخروج المبكر وتأهل كل منهما من مجموعة ضمت 3 منتخبات عربية.

لكن ما صنعه الأبيض الإماراتي واسود الرافدين في ربع النهائي يلوح ببارقة أمل للكرة العربية في آسيا التي عاشت في السنوات الأخيرة خيبة تلو الأخرى أكان في تصفيات كأس العالم أو حتى في النسخة الأخيرة من البطولة القارية في قطر 2011.

وافتتح العراق التأهل العربي إلى نصف النهائي بعد مباراة لا شك بأنها ستدخل تاريخ المنتخب الأخضر.

سيناريو رهيب عرفته العاصمة كانبرا عندما افتتح اليافع سردار ازمون (20 عاما) التسجيل لإيران منتصف الشوط الأول الذي شهد طرد زميله المدافع مهرداد بولادي في نهايته، ثم عادل احمد ياسين للعراق في الشوط الثاني. مطلع الشوط الإضافي الأول سجل الهداف التاريخي يونس محمود هدف التقدم قبل أن يعادل مرتضى بور علي كنجي (103). وبعد ركلة جزاء عراقية ترجمها اليافع الآخر ضرغام إسماعيل (116)، خطف رضا غوتشان نجاد الهدف الثالث لإيران قبل دقيقة على نهاية الوقت الإضافي. واحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح وهناك داعب محمود الكرة على طريقة التشيكوسلوفاكي بانينكا بأعصاب باردة في لحظات مشحونة وبالغة التوتر، قبل الحسم 7/6 في حصة ماراثونية.

وامتدح المدرب راضي شنيشل المهاجم غير المحترف راهنا مع أي فريق: «يونس لعب 4 أشواط كاملة اليوم وقدم مستوى رائعا. لدينا تشكيلة شابة وكنا بحاجة للاعب قائد. إنه من طراز اللاعبين الذين لا يفضل الفريق المقابل اللعب ضده، فيما يحب زملاؤه اللعب إلى جانبه».

وخرج الألف العراقيين في شوارع بغداد للاحتفال بفوز بلادهم، انتشروا وسط الشوارع وهم يحملون أعلام العراق في فحرة نادرة للعراقيين الذين يعيشون ظروفا قاسية بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة وسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في شمال وغرب البلاد.

وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة وقطعت عددا من الطرق الرئيسية لتنظيم سير الحشود التي انطلقت بسيارات ودرجات نارية وجماعات انطلقت للاحتفال بطريقة عفوية تعبيرا عن فرحهم بهذا الفوز. واثبت العراقي المتوج في 2007 إن كأس أسيا من اختصاصه، ففي 8 مشاركات لم يعجز عن التأهل إلى الأدوار الاقصائية سوى مرة وحيدة في باكورة مشاركاته في 1972.

الكمبيوتر الياباني يتوقف

انصبت التكهنات بختام الدور الأول في قدرة المنتخبات على تفادي اليابان حاملة اللقب، فهي المتوجة 4 مرات وتملك في صفوفها زبدة لاعبي القارة على غرار لاعب ميلان الايطالي كيسوكي هوندا ولاعب وسط بوروسيا دورتموند الألماني شينجي كاغاوا، لكن أولاد مهدي علي لم يكترثوا للترجيحات وضرب علي مبخوت حاسوبهم بفيروس يميني متقن مطلع مباراة سيدني.

كانت الإمارات في طريقها لحسم اللقاء في الوقت الأصلي لكن في الدقيقة 81 نجح البديل غاكو شيباساكي من إدراك التعادل للساموراي الأزرق الذي ضغط كثيرا بعد الهدف وفي الشوطين الإضافيين، لكن التنظيم الدفاعي المحكم الذي طبقه الأبيض الإماراتي سمح له في نهاية المطاف بالمحافظة على التعادل وجر منافسه إلى ركلات الحظ الترجيحية التي ابتسمت له، وفيها كرر الموهوب عمر عبد الرحمن «عموري» ما صنعه محمود في مرمى إيران ولعب «بانينكا» أخرى في مرمى اليابان.

وعن اللقاء أمام اليابان، قال علي: «قلت بان المباراة ستكون صعبة، قلت للاعبين أن يلعبوا بقلبهم وليس من الضروري دائما أن نهتم العرض. لقد قدمنا مباراة جميلة أمام إيران (في الجولة الأخيرة من الدور الأول) وخسرناها (صفر/1). لم نكن محظوظين ضد إيران، واليوم (السبت) نحن نستحق التواجد في نصف النهائي. الفوز ضد حامل اللقب رائع وسيمنح اللاعبين الثقة اللازمة».

بعد مغامرته الأولى في دور الأربعة منذ 1996 والثالثة في تاريخه بعد 1992، ضرب نجوم النسخة الحالية موعدا مع نظيرهم الاسترالي المضيف الثلثاء المقبل في نيوكاسل، أما العراقي فيلتقي كوريا الجنوبية التي لم تهتز شباكها حتى الآن. وفي المرة الأخيرة التي بلغ فيها العراق نصف النهائي العام 2007، واجه فريقا عربيا في النهائي عندما تغلب على السعودية بهدف يونس محمود، فهل يتكرر السيناريو في استراليا ويتواجه الأسود مع الأبيض في نهائي سيدني ويقدمان أجمل هدية للكرة العربية؟.

العدد 4523 - السبت 24 يناير 2015م الموافق 03 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً