العدد 4524 - الأحد 25 يناير 2015م الموافق 04 ربيع الثاني 1436هـ

اعتداء على جسم الغير أم شروع في القتل؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

دخلت قضية «مصاب البلاد القديم» مرحلة جديدة من مراحل التحقيق وذلك بعد أن أعلنت وحدة التحقيق الخاصة على لسان المحامي العام رئيس الوحدة نواف حمزة عن «تحديد هوية عضو الشرطة المتهم بإصابة المجني عليه، حيث باشرت الوحدة استجوابه، وأقر بأنه أطلق النار من سلاح الشوزن الذي كان في عهدته، قاصداً من ذلك تفريق الأشخاص الذين يثيرون التخريب والشغب ولم يقصد إصابة أحد».

المقطع المصوّر الذي انتشر يوم الثلثاء (20 يناير/ كانون الثاني 2015) لحادثة ليست جديدةً على الشارع البحريني وليست غريبة، وهي «إطلاق نار» من سلاح «شوزن» من داخل مدرعة أمنية على محتج، متظاهر أو حتى كما وصفته وزارة الداخلية في بيانها يوم الأربعاء (21 يناير 2015) بأنه «مشارك في أحداث شغب»، مقطع واضح لا يحتاج للكثير من التفسيرات أو التأويلات، ولا يحتاج إلى «التبرير» أو التخفيف من وطأة الحادثة.

المقطع صوّر الحادثة بدقة متناهية، فكان المصاب وحيداً أمام مدرعة مصفّحة لا يمكن اختراقها، وكان المصاب «مسالماً لحظتها على أقل تقدير» فلم يكن في يده سوى صورة لأمين عام جمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان، ولم يكن يمثّل أي تهديد حقيقي لأي فرد من أفراد قوات الأمن أو حتى مركباتها، ولم يكن أحد بجانبه في وقت التصويب عليها.

إذاً، اعتراف رجل الأمن لوحدة التحقيق الخاصة (بحسب بيان رسمي للوحدة صدر يوم الخميس 22 يناير 2015) بأنه «أطلق النار من سلاح الشوزن الذي كان في عهدته، قاصداً من ذلك تفريق الأشخاص الذين يثيرون التخريب والشغب ولم يقصد إصابة أحد»، لا يمكن قبوله منطقاً ولا عقلاً، فالمصاب كان وحيداً، وكان قريباً من المدرعة الأمنية، ولم يكن بحوزته ما يهدّد به سلامة رجال الأمن. كما أن المسافة القريبة جداً والطلق المباشر على جسد المصاب يفنّدان الحديث عن نوايا تفريق متظاهرين أو عدم قصد الإصابة، إلا إذا كان رجل الأمن «غير مدرب على ذلك»، وهو أمرٌ خطيرٌ جداً أن يُسلّم سلاح ناري لرجل أمن يتعامل مع «متظاهرين أو مثيري شغب» دون تدريب وتجهيز لذلك، وهو ما ينقل المسئولية لمن هم أعلى منه، فكيف حدث ذلك؟

في خضم الحديث عن مصاب البحرين، قتلت أمس الناشطة المصرية شيماء الصباغ في تظاهرة كانت سلميةً (بحسب فيديو مصوّر نشر في مواقع الصحف المصرية) في ميدان التحرير عشية ذكرى ثورة «25 يناير»، وبسلاح «الشوزن» أيضاً، فيما سارعت وزارة الداخلية المصرية للتبرؤ من الحادثة ونسبتها إلى «مندسين»!

سلاح «الشوزن» سلاح خطير وهو «مميت» وقاتل، وحوادث القتل به كثيرة، وما لم يُحظر استخدامه، فيجب أن يقنّن وفق «مدونة سلوك رجال الشرطة»، وأن «لا تستخدم القوة إلا عند الضرورة القصوى، أو استخداماً لحق الدفاع الشرعي المنصوص عليه في القانون. كما يشترط أن تكون القوة هي الوسيلة الوحيدة لردّ العدوان على رجل الشرطة، أو لإنقاذ حياته وحياة الآخرين»، مع ضرورة إعمال مبدأ «التناسب» بين الخطر المحدق على الحياة والأموال العامة والخاصة واستخدام القوة.

تهم الشروع في القتل، منذ العام 2011، أصبحت تهمة مطاطية، فعلى سبيل المثال لا الحصر حكم على 3 متهمين بعقوبة تتراوح ما بين 5 و15 سنة، في قضية «الشروع في قتل شرطة والتجمهر في منطقة الدير»، وذلك بعد أن أدينوا بـ«محاولة دهس «فاشلة» ضابط شرطة بالسيارة» (3 يونيو/ حزيران 2013)، ولهذا النوع من القضايا يوجد الكثير.

فإذا كانت محاولة «دهس» تصنّف على أنها جريمة «شروع في قتل»، فهل التصويب المباشر من سلاح ناري ومن مسافة قريبة جداً على «متظاهر أو مثير للشغب» وإصابته فعلاً، لا يمكن أن تصنف على أنها «شروع في قتل» أيضاً!

مبدأ التناسب الذي أقرته مدونة سلوك الشرطة (منذ 1 مارس/ آذار 2012) لم يكن موجوداً في حادثة «مصاب البلاد القديم» ولم تفعل أساساً هذه المدوّنة في تلك الحادثة، وذلك لأن مبدأ التناسب في توجيه التهم لرجل الأمن لم يكن موجوداً، فالطلق المباشر على متظاهر وحيد يرفع صورةً ولا يشكّل خطراً على أحد، وبالتالي إصابته بشكل مباشر من مسافة قريبة، هو «شروع في قتل» وليس مجرد «اعتداء على سلامة جسم الغير»! حتى وإن كانت تلك التهمة لازالت «مبدئية» حتى الآن، خصوصاً وأنه -وبحسب المدونة- لم يكن هناك حاجة لاستخدام تلك «القوة المميتة».

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4524 - الأحد 25 يناير 2015م الموافق 04 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 3:54 ص

      بلد العجائب

      ف بلد العجائب بمملكتنا الحبيبة أعتقد أن الشرطي الذي أطلق الشوزن لقتل الشخص المسالم سوف يكافئ فهو من البواسل كما يدعي أصحاب الاراء المقلوبة ذوي الفكر المتواضع والتي تعاني من إنقلاب الصورة عن حقيقتها ف أذهانها نتيجة الاستبداد القائم ع النظرة الشمولية للحكم الذي يسرق نعمة التفكير ويسلب الرؤية الحقيقية للاشياء.

    • زائر 31 | 3:14 ص

      تسلم أيدك يا ولد الفردان

      مقال من ذهب ورائع الله يحميك

    • زائر 28 | 1:44 ص

      حافظوا على اولادكم

      الاصل في الموضوع هو اعمال الشغبوالتي يزج فيها هؤلاء الصبية ،، ماذا يفعل هذا الطفل اما مدرعة عسكرية للامن ،،؟ حرية تعبير ؟؟ وهولم يبلغ الرشد؟؟ الاجدر بكم دعوة الاهالي للحفاظ على ابناءهم ودعوتهم لنبذ العنف وتحويلهم الى ........في الوقت الذي ندين فيه حادث إطلاق الشوزن عليه ولكن هذا هذا الطفل ضحية الارهاب والعنف والتحريض ،

    • زائر 34 زائر 28 | 4:36 ص

      الى زائر 28

      الطفل الذي كان واقف ليس مشاغب بل ويستطيع أن يعبر عن مطالبه ولكن أخي الكريم المشكله أن هناك أطفال تطالب بحقوق وحريات وفي المقابل هناك أشباه رجال وليسو رجال يطالبون بمزيد من العبوديه والخنوع وتكميم الأفواه وعمر بن الخطاب يقول( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار ) فأيهم أفضل طفل الحريه أم رجل العبوديه .

    • زائر 27 | 1:22 ص

      ليش مستغرب يا هاني !

      خله بالاول يحكمون على رجال الامن الي بسيوني اتهمهم بالقتل و التعذيب بعدين يمكن هذا يتحاكم و يمكككككن ينسجن .. في ديرتنا اذا كنت معارض دائما 5 و اضعافها و اذا كنت من رجالات الداخليه .. براءة و الحكم اشهر ! طبعا هذلين ملائكه و شوفت عنك ما ضربونا بدون سبب و ما كسروا سيارتنا و لا باقوا فلوسنا و تلفوناتنا في نقاط التفتيش .. ابداااا

    • زائر 25 | 12:36 ص

      دهس بالسيارات وخنق بالغازات وتمزيق بالشوزن

      كم شهيد سقط دهسا بالسيارات
      وكم سقط مخنوقا بالغازات
      وكم شباب مزّق جسمه بالشوزن

    • زائر 20 | 12:04 ص

      والله لو الخوف من ردة فعل العالم لما خافو الله فينا

      فرق بين من يرتدع من فعل امر وينزجر خوف من الله ومن يتوقف عن الفعل خوفا من منظمة حقوقية وسواها. ولا خوفا على الشعب فمن يخاف على الشعب لا يمكن ان يحرمه من ابسط حقوقه ويسلبه كرامته

    • زائر 19 | 11:59 م

      حرق اطار بالشارع يصنّف ارهابا ومحاولة قتل واضحة تصنّف جنحة وربما..

      ربما يكافأ من اطلق الشوزن فذلك امر ليس بغريب،

    • زائر 14 | 11:23 م

      الدفاع عن النفس

      انك لم تشاهد الصاروخ أرض جو الدي في
      يده لاتقول يحمل صوره ياولد الفردان

    • زائر 9 | 11:06 م

      لايطالنا ولايطالكم تبا لكم منطق العوجان

      تتهمون الشباب بإرهابيين وتحكمونهم 15 سنة أليس هذا الشرطي إرهابي ولازم يحكم 15 سنة .

    • زائر 8 | 10:58 م

      لو كان السلاح فيد الشاب هل سكون شروع في القتل الشرطة ؟؟؟؟

      لوكان السلاح في يد الشاب وصوب النار من نفس المسافة صد الشرطة لقامة القيامة وقانون الإرهاب وكل الجرائم العالمية سوف تنسب لهذا الشاب
      الواقع المرير في البحرين هو التمييز الطائفي والعرقي وهو جذر كل الأزمات التي نمر بها في التوظيف والإسكان والمحاكمات
      لو اطلقة الشرطة النار على شاب في نفس الموقف ونفس الضروف ولكن الشاب ينتمى لإحدى العوائل القبلية ومن طائفة معينة وكان من اطلق النار من الطائفة التي تشتكي من التمميز هل سيكون شروع في القتل ومطالبات برفع المشانق ام لا ؟؟؟؟؟

    • زائر 7 | 10:57 م

      قوانين الحماية اشعرت الشرطي انه طليق اليد

      القوى السلفية و الاخوانية المعادية للمواطنين الشيعة و المطالبين دوما بالانتقام تحت مسمى القصاب او تطبيق القانون دفعوا لصياغة قوانين تجعل يد الشرطي طليقة للقتل دون محاسبة حقيقية

    • زائر 6 | 10:10 م

      هذا بطل

      لازم يطلع براءة. من الآن و صاعدا يجب أن يتم التعامل هكذا مع جميع من يحاول إغلاق الطرق. لو عندي سلاح سوف أستخدمه...

    • زائر 32 زائر 6 | 3:40 ص

      تفكير قاصر

      تفكير قاصر

    • زائر 5 | 10:05 م

      حفظ الله رجال امننا البواسل

      رجل الامن ذهب لحفظ النظام على من يثير الشغب والفوضي في البلد وزعزعت الامن وبث الرعب في قلوب المواطنين والقاطنين ولم يذهب لانتقام من شخص معين او مبيت النية على ذالك فهذا عمله ونحن ضد ان يحاسب رجال حفظ النظام
      والمصاب يجب ان يحاسب ويحاكم لانه من مثيري االشغب

    • زائر 10 زائر 5 | 11:11 م

      الى الزائر رقم 5 صح النوم

      انصحك تروح تكمل رقادك . باين عليك مو فاهم الموضوع ولا حتى قريته

    • زائر 12 زائر 5 | 11:13 م

      الرجال البواسل عليهم أن يحترموا القانون قبل غيرهم

      يا حاج شكلك ما شفت الفيديو كان الإستهداف واضح ولا يختلف عليه إثنان ورجال الشرطة البواسل يسمونهم قوات إنفاذ القانون لا قتل دون تحقيق ودون محاكمات سوف تعرف مانقصد وما نشعر به لو كان الشاب من الرفاع مثلا وليس من البلاد القديم

    • زائر 16 زائر 5 | 11:28 م

      انت

      انت قريت الموضوع بس للاسف ويش عرف ....بأكل لكنار

    • زائر 18 زائر 5 | 11:41 م

      قاتل الله الجهل

      قل خيرا أو إصمت، ماكو فايدة..

    • زائر 23 زائر 5 | 12:15 ص

      يا خي

      يااخي اشدخل رفاع ولا غيره جا ب على قد كلام رجال لان مافي داعي تكبيرة الفجوة الي موجودة اكثر وشكرا

    • زائر 3 | 9:22 م

      نعم شروع فىى القتل.

      استاد هانى . حتى لو كان من أمر رجل الامن باطلاق الرصاص موجودا فى الحادثه ,فلن يعترف بأنه يريد قتله لانها مسؤلية الأمر او المسؤول .

    • زائر 1 | 8:59 م

      هذا وجهي

      هذا وجهي إذا تمت محاسبته، أو على أقل تقدير توقيفه على ذمة التحقيق كما يحدث لأبناء البطه السوداء

    • زائر 29 زائر 1 | 1:59 ص

      البحرين مدرسة

      في بداية التدريس في البحرين كنا نأتي بالمدرسين العظام من مصر و لبنان و سوريا.... اما الان فنحن ............................

اقرأ ايضاً