أسباب كثيرة ومختلفة وراء المستوى الفني الهابط والمتراجع لمسابقاتنا المحلية والذي يصل إلى مسمى «الباهت»، وتتفق مختلف الجهات والأطراف المعنية بكرتنا على تأثيرها القوي والأكيد في انعكاساتها السلبية أيضا على مستوى منتخباتنا الوطنية المختلفة.

ومن أهم وأبرز أسباب تدني وتراجع كرتنا البحرينية ومسابقاتنا المحلية هو المستوى الفني لأنديتنا بمختلف درجاتها وفئاتها، وخلال هذا الرصد والتحليل نسعى لتسليط الضوء على هذه النقطة باستعراض مدعوم ببعض الأرقام عن أبرز الظواهر التي تجتاح مباريات مختلف المسابقات.

يمكن قياس المستوى الفني لأي مباراة بمدى قدرة اللاعبين على تنفيذ بعض الجوانب التكتيكية والمهام والواجبات التي يضعها المدربين، ومن خلال ترجمة حقيقية على أرض الملعب وعبر جمل فنية وتكتيكية يتدرب عليها اللاعبين ومن ثم ترجمتها واقعيا في المنافسات «المباريات»، إلا أن واقع مبارياتنا ومسابقاتنا يؤكد وجود مشكلة حقيقية تتمثل في ضياع غالبية وقت المباريات بصورة كبيرة وبنسبة تصل إلى 60 في المئة في بعضها.

ويعتبر زمن اللعب الفعلي هو زمن حيازة الكرة بين اللاعبين من الفريقين في المباراة دون فقدانها ضمن حدود الملعب وبمعنى آخر استمرار اللعب والتنافس بين اللاعبين ضمن إطار وحدود الملعب.

وفي مقارنة بسيطة مع الزمن الفعلي لمباريات مسابقاتنا مع الزمن الفعلي الدولي والعالمي نجد فوارق كبيرة وعالية وتصل النسبة إلى 25 في المئة، إذ وصلت نسبة اللعب الدولي والعالمي إلى حدود 70 دقيقة في الدوريات العالمية والدولية المعروفة وتحديدا في الدوريين الانجليزي والإسباني، إلى جانب المسابقة الأقوى والأفضل في الكرة العالمية دوري أبطال أوروبا، في حين لا يتعدى معدل اللعب لدينا 50 دقيقة في غالبية المباريات، أما على صعيد اللعب في بعض الدوريات العربية والقارة الآسيوية فإن المعدل يصل إلى 60 دقيقة.

ومن خلال الرصد والاستطلاع الذي أجراه «الوسط الرياضي» على شريحة من مختلف مباريات مسابقاتنا فإن هناك عوامل كثيرة وأسباب مختلفة جعلت معدل اللعب والزمن الفعلي للمباريات يتراجع ويقل إلى معدلات متدنية، وفي هذا التحليل والتحقيق نرصد أبرز الأسباب.