العدد 4526 - الثلثاء 27 يناير 2015م الموافق 06 ربيع الثاني 1436هـ

أوباما يعزز علاقته بالسعودية وسط حالة اضطراب بالشرق الأوسط

العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مجتمعاً بالرئيس الأميركي باراك أوباما في الرياض أمس					     (واس)
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مجتمعاً بالرئيس الأميركي باراك أوباما في الرياض أمس (واس)

وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس (الثلثاء) إلى السعودية لتقديم واجب العزاء إلى العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في وفاة سلفه الملك عبدالله، في زيارة تبرز أن التحالف الأميركي السعودي يتجاوز المصالح النفطية ويمتد إلى الأمن الإقليمي.

وكشف مسئول أميركي رفيع أن أوباما والعاهل السعودي بحثا قضايا اليمن وإيران، والملك سلمان لم يعبر عن تحفظات بشأن المحادثات النووية الأميركية مع إيران، لكن قال إنه لا ينبغي السماح لطهران بإنتاج أسلحة نووية.


قمة أميركية سعودية في الرياض مع بدء عهد الملك سلمان ناقشت تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة

الرياض - أ ف ب

أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما برفقة وفد رفيع أمس الثلثاء (27 يناير/ كانون الثاني 2015) زيارة قصيرة إلى الرياض حيث قدم التعزية بالملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وأجرى محادثات مع الملك الجديد سلمان تناولت الأزمات الشائكة في المنطقة.

واستقبل الملك سلمان شخصياً الرئيس الأميركي لدى نزوله من الطائرة برفقة زوجته ميشيل، ليكون بذلك أرفع استقبال يحظى به أيٌّ من عشرات رؤساء الدول الذين زاروا المملكة في الأيام الأخيرة لتقديم العزاء.

وحضر عدد كبير من الأمراء والوزراء إلى أرض المطار لاستقبال أوباما الذي تعود آخر زيارة له إلى المملكة إلى مارس/ آذار 2014.

ومن أبرز الذين شاركوا في الاستقبال ولي العهد الأمير مقرن وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف الذي يشغل أيضاً منصب وزير الداخلية.

وبعد الاستقبال في المطار، توجه الزعيمان إلى قصر الملك سلمان في عرقه على مشارف العاصمة السعودية، وبالتحديد في منطقة وادي حنيفة الغني بالمناظر الطبيعية، وعقدا جلسة محادثات.

وغادر أوباما الرياض باتجاه الولايات المتحدة في ختام زيارة استغرقت أربع ساعات تقريباً. وشددت السلطات في العاصمة السعودية التدابير الأمنية بشكل كبير.

وانتشرت مئات المركبات الأمنية بما في ذلك المركبات المصفحة وسيارات الشرطة وأجهزة الاستشعار على طول الطريق بين مطار الرياض ووسط المدينة.

وكان أوباما اختصر برنامجه المقرر في الهند وألغى زيارته لتاج محل ليزور الحليف السعودي البالغ الأهمية بالنسبة لواشنطن منذ 70 سنة.

ورافق أوباما وفد رفيع من الحكومة والحزبين الجمهوري والديمقراطي إضافة إلى زوجته ميشيل.

وضم الوفد وزير الخارجية جون كيري وعضو مجلس الشيوخ الجمهوري جون ماكين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينن وقائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال لويد أوستن.

وتألف الوفد الأميركي من 29 شخصاً بينهم مسئولون من عهد الرئيسين السابقين جورج بوش وجورج دبليو بوش مثل وزيري الخارجية السابقين جيمس بايكر وكوندوليزا رايس.

وقال بايكر الذي شغل منصب وزير خارجية بلاده خلال حرب الخليج الأولى ضد الرئيس العراقي السابق صدام حسين: «أعتقد أن من المهم أن نظهر للسعوديين الأهمية التي نوليها لهم».

وأضاف «إنها مرحلة حساسة بشكل استثنائي في الشرق الأوسط ويبدو كأن كل شيء ينهار، وفي الوقت نفسه تصبح المملكة واحة استقرار».

من جانبه، قال جون ماكين إن المملكة تبدو «كحصن أمان منيع» أمام مساعي إيران لبسط نفوذها في سورية والعراق ولبنان واليمن والبحرين.

واعتبر أنه كان من الضروري أن يشارك في الوفد الزائر إلى الرياض «نظراً إلى أهمية السعودية والعلاقات معها».

وتوقع محللون أن يحاول أوباما والملك سلمان إعادة تنشيط العلاقات الثنائية التي تضررت خلال السنوات الأخيرة بالرغم من استمرار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين مع وجود مصالح مشتركة ضخمة.

وقد تقاربت واشنطن نسبياً خلال الفترة الأخيرة مع خصم السعودية التقليدي إيران في وقت تزداد فيه احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران.

وذكر خبراء لوكالة «فرانس برس» أن الملك سلمان يتطلع إلى مزيد من الالتزام الأميركي في أزمات المنطقة.

وقال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية في جدة أنور عشقي لوكالة «فرانس برس»: «هناك ملفات لا بد أن يكون هناك تفاهم بشأنها بين الملك سلمان وأوباما، لأن المملكة تتفق مع واشنطن على كثير من الأهداف، لكن الاختلاف واضح بشأن عدد كبير من المسائل».

وبحسب عشقي، فإن السعودية تختلف مع واشنطن في الاستراتيجيات بشأن ملفات متنوعة وتتطلع إلى مزيد من الالتزام من جانبها في الملفات السوري واليمني والليبي والعراقي إضافة إلى ضرورة ألا تكون مقاربة الملف النووي مرتكزة فقط على الملف النووي بل أيضاً على ما تعتبره الرياض تدخلاً إيرانياً في المنطقة.

وصرح نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بن رودس للصحافيين أن زيارة أوباما «تشكل فرصة للتشاور في بعض المسائل التي نعمل عليها مع السعوديين» مشيراً بشكل خاص إلى الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» واليمن والمفاوضات النووية مع إيران والعلاقات السعودية الأميركية عموماً.

وأضاف «أعتقد أن من الواضح جداً بالنسبة لنا بأن الملك سلمان قد أعطى إشارات واضحة عن الاستمرارية»، مشيراً بالتحديد إلى «الاستمرارية في المصالح السعودية وفي العلاقات السعودية الأميركية».

وخلص إلى القول «نحن نعتقد أن السياسة السعودية ستظل مطابقة لما كانت عليه في عهد الملك عبدالله».

إلا أن التغيير على رأس الهرم في السعودية قد يشكل فرصة لتقدم العلاقات بعد أن تزعزعت ثقة الرياض بواشنطن بحسب عدة محللين.

وقد أفاد عدة مراقبين أن العاهل السعودي الراحل لم يبنِ مع الرئيس أوباما علاقة شخصية قوية كتلك التي كانت تجمعه مع رؤساء آخرين مثل الرئيس السابق جورج دبليو بوش.

وقال المحلل المتخصص في شئون سياسات الشرق الأوسط فريديريك ويري لوكالة «فرانس برس» إن «الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة يمكن أن تبقى تحت السيطرة لكن السعوديين يريدون المزيد من التعاون والتنسيق معهم».

العدد 4526 - الثلثاء 27 يناير 2015م الموافق 06 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً