العدد 4540 - الثلثاء 10 فبراير 2015م الموافق 20 ربيع الثاني 1436هـ

ميرزا: «مقياس المؤسسة» ليس فيما تقوله عن نفسها ولكن ما يقوله الآخرون عنها

في كلمته الافتتاحية لمؤتمر المسئولية الاجتماعية للشركات 2015

عبدالحسين ميرزا متحدثاً في المؤتمر
عبدالحسين ميرزا متحدثاً في المؤتمر

الوسط - المحرر الاقتصادي 

10 فبراير 2015

أكد وزير الطاقة عبدالحسين ميرزا، في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في حفل افتتاح مؤتمر ومعرض البحرين الدولي الثاني للمسئولية الاجتماعية للشركات، أن مقياس أي مشروع أو شركة ليس فيما تقوله هي عن نفسها، ولكن فيما يقوله الآخرون عنها، وكيف ينظر إليها موظفوها وزبائنها ومستثمروها وجيرانها بل والعالم بأسره.

واوضح ميرزا، في كلمته، أنه لا يستطيع التفكير في استخدام كلمات أكثر حكمة عندما يتعلق الأمر بوصف قيمة المسئولية الاجتماعية للشركات والاستدامة في عالم الأعمال.

وأضاف في هذا الصدد أنه لا يمكن التعرف على المؤسسات الكبيرة فقط من شخصيتها وقدراتها، ولكن أيضا من شراكاتها، مؤكداً أن «فعاليات من هذا النوع توضح أن الكثيرين قد تغيروا للأفضل خلال السنوات الماضية، حينما كانت الأرباح هي الهمّ الأوحد للشركات، وكان بإمكان الأعمال التجارية ممارسة مسئولياتها بعيداً عن المجتمع، حيث كانت الأعمال التجارية في ذلك الوقت تتصرف كما لو أنها تعمل في عالم لا تؤثر فيه أعمالها على صناعات أخرى، معتقدة بأنها تساعد المجتمع فقط عبر الانزواء والتركيز على ما تقوم به من عمل».

وقال «إن النقلة النوعية هي اليوم أشد وضوحاً، فالأعمال التجارية ذاتها تبحث الآن عن سبل للحفاظ على علاقاتها مع المجتمع المحلي المباشر، وتتبنى الحلول لتقليل تأثيرها على البيئة، وتخفيض النفايات، وبفعل ذلك، تمكنت هذه الأعمال من الحفاظ على استدامة مصادر المواد».

وأضاف أن الشركات تعيش الآن في الوقت الذي أصبحت المسئولية الاجتماعية للشركات منسجمة مع التنمية الصناعية نفسها.

وأشار وزير الطاقة إلى أن «هذا الحدث هو مناسبة للاحتفال بالمؤسسات التي ساهمت في إعادة تعريف مفهوم الأعمال»، منوهاً الى أن الالتزام بالمسئولية الاجتماعية للشركات هي تجارة جيدة، تلك المسئولية المقدمة لأصحاب المصلحة الخاصة من موظفين ومستهلكين وأعضاء المجتمعات، وبالتالي فإن إعادة تعريف القيمة،لا يكون فقط من حيث الربح، ولكن أيضا من حيث تمكين الآخرين.

وتطرق ميرزا إلى ما أوردته استطلاعات الرأي العامة التي أجريت في شئؤون الاستدامة، حيث أظهرت أن 8 من أصل 10 من الزبائن يعتقدون بأن على الشركات أن تحاول تحقيق أهداف أعمالها، بالتزامن مع سعيها لتطوير المجتمع والبيئة، بينما يرفض 42 في المئة من الزبائن شراء منتج الشركة إذا كانت ممارساتهم الاجتماعية غير مسئولة وسيتحول 65 في المئة من الزبائن إلى منافس آخر إذا كانت ممارسات الشركة مضرة بالبيئة، و7 من أصل 10 يعتقدون بأنه من الضروري إجراء إصلاح كامل قبل استعادة ثقتهم بعد تحولهم إلى منافس آخر بسبب المسئولية الاجتماعية.

وأكد أن كل هذا يقود إلى أهمية شعار المؤتمر، فالنظر إلى ما وراء البيئة التصنيعية، وباتجاه سبل العيش المستدامة، والممارسات التجارية المسئولة ورفاهية الموظفين، لن يمكن الشركات فقط من ضمان قاعدة استهلاكية أقوى لمنتجاتها وخدماتها، ولكنه يمهد الطريق أمامها لغدٍ أفضل وينبغي أن يكون ذلك هو هدف الجميع.

وفي ختام كلمته، أعرب وزير الطاقة عن أمله بأن يكون المؤتمر نقطة انطلاق للمشاركين وبقية الشركات، مضيفاً أن المشاركين قد أثبتوا من خلال أعمالهم أن أبسط الأفكار يمكنها إحداث تحولات لافتة، موجهاً الدعوة إلى أولئك الذين لم يطلعوا بعد على حكمة هذه الحركة العالمية للمسئولية الاجتماعية للشركات أن ينظروا إليها كخيار جدير، مؤكداً أن على القادة الإدراك بأن المسئولية الاجتماعية ليست فقط الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، ولكنها أيضا الطريق الوحيد إلى المستقبل.

وكان الوزير ميرزا، قد افتتح امس الاول الاثنين (9 فبراير/ شباط الجاري) مؤتمر ومعرض البحرين الدولي للمسئولية الاجتماعية للشركات الذي أُقيم تحت شعار «ما وراء البيئية التصنيعية - تمهيد الطريق لمستقبل أفضل» ونظمته جمعية المهندسين البحرينية بالتعاون مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز. وشهدت الفعالية حضور نخبة متميزة من الخبراء الدوليين الذين أسهموا في تبادل الخبرات ومعالجة القضايا الملحة. كما تم خلال المؤتمر مناقشة العديد من النظريات المثبتة والموثوقة، بالإضافة إلى أحدث الاتجاهات والحلول العملية إلى جانب التقنيات المتعلقة بتوجيه المسئولية الاجتماعية إلى الجهات والقطاعات اللازمة.

كما تم خلال التجمع عرض آخر المستجدات ذات الشأن وأكثرها تطوراً وحداثة، والتي استهدفت اجتذاب مصادر تمويل عامة وخاصة والتعرف على الإمكانات المتاحة بهذا الخصوص من أجل تمويل المشاريع التي تخدم المجتمع وقطاعاته المختلفة.

العدد 4540 - الثلثاء 10 فبراير 2015م الموافق 20 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً