العدد 4540 - الثلثاء 10 فبراير 2015م الموافق 20 ربيع الثاني 1436هـ

بوتين والسيسي يتفقان في القاهرة على التعاون في الطاقة النووية

السيسي وبوتين يتناول العشاء معاً في القاهرة  - reuters
السيسي وبوتين يتناول العشاء معاً في القاهرة - reuters

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اليوم الثاني لزيارته للقاهرة، التي يسعى من خلالها إلى توسيع نفوذ بلاده في مصر، توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء أول محطة توليد كهرباء بالطاقة النووية في مصر.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين عقب جلسة محادثات رسمية في قصر القبة، أكد السيسي أنه تم توقيع «مذكرة تفاهم من أجل إقامة محطة للطاقة النووية في الضبعة لإنتاج الطاقة الكهربائية». وتقع منطقة الضبعة على البحر المتوسط في شمال غرب مصر، على مسافة نحو 260 كلم غرب الإسكندرية.

من جهته، قال الرئيس الروسي: «اتفقنا على إمكانية التعاون وفرصه في مجال الطاقة النووية». مضيفاً بوتين، الذي كان يتحدث بالروسية مصحوباً بترجمة فورية رسمية إلى العربية، «إذا تمكنا من الوصول إلى قرارات نهائية فإننا سنتمكن من خلق قطاع جديد في الاقتصاد المصري أساسه بناء المحطة وتدريب الكوادر الفنية وتطوير البحوث العلمية في هذا المشروع المتكامل».

وفي تصريحات لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية، قال المدير العام لهيئة الطاقة الذرية الروسية سيرغي كيرينكو الذي وقع مذكرة التفاهم مع وزير الكهرباء المصري محمد شاكر: إن هذه المذكرة تتعلق بـ»بناء مفاعل نووي بتكنولوجيا روسية تتكون من أربع كتل طاقة كل منها 1200 ميغاوات».

وبدأت مصر في مطلع ثمانينات القرن الماضي إجراءات لإقامة محطة نووية لإنتاج الكهرباء في منطقة الضبعة إلا أنها علقتها بعد كارثة تشرنوبيل النووية في العام 1986 ولم تقم منذ ذلك الحين بأي مشروع في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وفي العام 2008 عادت مصر وقررت إحياء مشروع المحطة النووية لإنتاج الكهرباء وكانت روسيا تتنافس مع دول أخرى للفوز به إلا أن المشروع لم يكتمل.

وتعاني مصر التي يزيد سكانها على 95 مليون نسمة، من نقص في الطاقة الكهربائية أدى خلال الصيف الماضي إلى انقطاعات متكررة ويومية للكهرباء في القاهرة ومعظم المحافظات الأخرى.

وبدأ بوتين زيارة دولة لمصر هي الأولى منذ عشر سنوات. وحظي باستقبال رسمي حار من قبل السيسي في قصر القبة في القاهرة غداة أمسية أمضياها معاً في دار الأوبرا وانتهت بعشاء في برج القاهرة.

وتبادل الرئيسان الهدايا مساء الإثنين وقدم بوتين بندقية كلاشينكوف روسية الصنع إلى نظيره المصري، بحسب صورة وزعتها الرئاسة المصرية. وأعلن الرئيسان تعزيز التعاون كذلك في مجالات الاستثمار والسياحة وفي المجال التجاري.

وشدد السيسي على أنه «أكد للرئيس بوتين الاستمرار في تدعيم التعاون العسكري بين بلدينا وخاصة في ظل الظروف الراهنة».

ويبدو بوتين أحد الداعمين البارزين خارج العالم العربي لنظام الرئيس السيسي الذي يواجه انتقادات من واشنطن بسبب حملته على المعارضين منذ إطاحته، حينما كان قائداً للجيش، بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013.

ويقول خبراء إن بوتين يريد أن يثبت بهذه الزيارة كذلك أنه ليس معزولاً دوليّاً على رغم الأزمة الأوكرانية.وقال الكرملين إن السيسي وبوتين «سيوليان اهتماماً خاصّاً لتعزيز التجارة والعلاقات الاقتصادية بين البلدين».

وناقش السيسي وبوتين كذلك الأوضاع في العراق وليبيا وسورية والنزاع العربي - الإسرائيلي.

وعلقت صور الرئيس الروسي على الطرقات الرئيسية في القاهرة باللغات الروسية والانجليزية والعربية.

واستقبلت القاهرة كذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وزيري الدفاع والخارجية الروسيين لمناقشة صفقة سلاح محتملة.

وأكدت وسائل الإعلام الروسية آنذاك أن الجانبين على وشك توقيع صفقة سلاح روسية لمصر قيمتها 3 مليارات دولار تتضمن صواريخ وطائرات بينها مقاتلات ميغ - 29 ومروحيات هجومية.

وتقول انأ بورتشيفسكايا، وهي خبيرة في الشئون الروسية في معهد سياسات الشرق الأدنى بواشنطن: «بوتين يواصل الاستفادة من غموض وتناقض السياسات الغربية تجاه الشرق الأوسط».

وأضافت أنه طالما استمرت واشنطن في انتقاد «انتكاس الديمقراطية في مصر، فإن الأبواب تبقى مفتوحة أمام بوتين ليكسب نفوذاً في مصر على حساب مصالح الولايات المتحدة».

العدد 4540 - الثلثاء 10 فبراير 2015م الموافق 20 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً