العدد 4543 - الجمعة 13 فبراير 2015م الموافق 23 ربيع الثاني 1436هـ

موفد الأمم المتحدة: الأسد «جزء من الحل» في سورية

اعتبر موفد الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا أمس الجمعة (13 فبراير/ شباط 2015) أن الرئيس بشار الأسد يشكل «جزءًا من الحل» في هذا البلد، في أول ربط من قبله بين دور للأسد وإنهاء النزاع المستمر في سورية منذ نحو أربعة أعوام.

وقال دي ميستورا في ختام لقاء مع وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس في فيينا، بعد زيارة إلى دمشق التقى خلالها الرئيس السوري، إن «الرئيس الأسد جزء من الحل»، مضيفاً «سأواصل إجراء مناقشات مهمة معه».

وهذه المرة الأولى التي يربط فيها دي ميستورا منذ تسلمه مهامه في يوليو/ تموز العام الماضي بين دور للرئيس السوري والتوصل إلى حل للنزاع في سورية حيث قتل أكثر من 210 آلاف شخص منذ منتصف مارس/ آذار 2011.

وترفض المعارضة السورية أي دور للأسد في الحل وتؤكد أن تنحي الرئيس السوري الذي يحكم البلاد منذ العام 2000 عن الحكم هو المدخل السياسي لأي حل مستقبلي لهذا النزاع الدامي.

وطالبت الدول الكبرى الداعمة للمعارضة السورية المعتدلة وعلى رأسها الولايات المتحدة بتنحي الأسد، إلا أن محللين يرون أن التصدي للدور المتعاظم لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية بات أولوية هذه الدول.

ودي ميستورا هو ثالث موفد تختاره الأمم المتحدة لسورية، بعد الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي الذي استقال بعدما تعرض لانتقادات لاذعة من قبل مسئولين سوريين وصلت إلى حد اتهامه بالانحياز والتآمر.

ويفترض أن يقدم موفد الأمم المتحدة الذي يعمل على خطة تقضي بتجميد النزاع في مناطق في سورية بدءًا من مدينة حلب المنقسمة بين النظام والمعارضة، تقريراً بشأن وقف النزاع إلى مجلس الأمن يوم الثلثاء المقبل.

وجدد دي ميستورا أمس قناعته بأن «الحل الوحيد هو حل سياسي»، معتبراً أن «الجهة الوحيدة التي تستفيد من الوضع» في غياب اتفاق هي تنظيم «داعش» الذي «يشبه وحشاً ينتظر أن يستمر النزاع ليستغل الوضع». من جهته، قال كورتس إنه «في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، قد يكون من الضروري الكفاح إلى جانب» دمشق، وإن كان «الأسد لن يصبح يوماً صديقاً ولا شريكاً».

في هذا الوقت، واصل الجيش السوري مدعوماً بعناصر من حزب الله وإيران هجومه في مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي في محاولة لاستعادة السيطرة على مناطق خاضعة لنفوذ «جبهة النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» وجماعات أخرى، وقريبة من الحدود مع إسرائيل.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس «هناك اشتباكات مستمرة في المنطقة التي تجري فيها العمليات، والهدف حالياً هو استرجاع تل الحارة، أعلى تل في درعا».

وكانت القوات السورية أحكمت يوم الثلثاء الماضي سيطرتها على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا الشمالي الغربي والتي خرجت عن سيطرتها قبل أكثر من عام، واستمرت في تقدمها قبل أن تبطئ الثلوج هذا التقدم.

وكان التلفزيون السوري نقل عن قائد ميداني قوله إن العملية العسكرية التي بدأها الجيش السوري يوم الأحد الماضي «مستمرة بقيادة الرئيس السوري وبالتعاون مع محور المقاومة حزب الله وإيران».

وترى دمشق أن الضربات الجوية لا يمكن أن تقضي وحدها على «داعش» الذي يعد في صفوفه الكثير من المقاتلين القادمين من الخارج، من دون التعاون ميدانياً مع الجيش السوري.

العدد 4543 - الجمعة 13 فبراير 2015م الموافق 23 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً