العدد 4546 - الإثنين 16 فبراير 2015م الموافق 26 ربيع الثاني 1436هـ

مخالفات خارج الرصد

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

تواجه ملاعبنا الكثير من الآفات التي تضعف تطورنا الرياضي لناحية غياب الرقابة على المخالفات والقدرة على تجاوز القوانين إلى جانب عدم القدرة على اتخاذ العقوبات الرادعة التي تمنع تكرار المخالفات.

حديثنا هنا ليس على المخالفات العادية وإنما على التجاوزات الأخلاقية والتنمر على القوانين بما يؤدي إلى غياب التنافسية الحقيقة بين الأندية من خلال الإخلال بمبدأ التوازن والعدالة في تطبيق القوانين.

إسقاط العقوبات أيضا أحد الآفات القاتلة التي تسهم في التمادي وتمنع عملية حماية الحكام أو غيرهم من أطراف اللعبة.

ما نحتاجه نظام رقابي قوي في ملاعبنا يتم من خلاله الاستفادة من كل ما هو متاح من وسائل تكنولوجية للعمل على الحد من المخالفات والتغلب عليها.

هذا النظام الرقابي مطبق بشكل فعال في الملاعب الأوروبية وفي الملاعب العالمية من خلال كاميرات المراقبة الحديثة.

نحن لا نمتلك مثل هذا النظام الرقابي الذي يرصد معظم المخالفات داخل وخارج الملاعب ويمنع الإفلات من العقوبة لأي عنصر سواء كان لاعبا أم مدربا أو إداريا مهما علا شأنه.

ولكننا نستطيع الاستعانة بما هو متاح من وسائل بسيطة في كشف الكثير من المخالفات وخصوصا المبالغ فيها والتي يؤدي التغاضي عنها إلى آثار سلبية كبيرة على الرياضة البحرينية.

لدينا مشكلة أزلية تتوارثها الأجيال الرياضية تتمثل في الفخر بارتكاب المخالفات لفظا وعملا من دون أن يشاهدها الحكم أو مراقب المباراة، وهي من علامات الاعتزاز والتفوق لدى البعض.

في الحقيقة مثل هذه الفكرة تجاوزها الزمن كثيرا ونحن في عصر مختلف لم يعد فيه لمثل هذه الخزعبلات مكان إذ لا بد من احترام الجميع للقوانين سواء شاهدها الحكم أو لم يشاهدها.

فخلال مشاهدتي لجزء يسير من مباراة الرفاع الشرقي والرفاع لفت نظري تدخل عنيف جدا من أحد لاعبي الرفاع الشرقي ضد لاعب من الرفاع كاد يصيبه بكسر مضاعف في الساق لولا ستر الله وهو تدخل كان يستوجب على الفور البطاقة الحمراء دون تردد بل يستوجب عقوبة رادعة من قبل الاتحاد.

غير أن هذا التدخل مر بشكل عادي وببطاقة صفراء فقط من حكم اللقاء، في حين أن اللقطة العنيفة كانت واضحة تماما على الشاشة.

وفي ظل وجود تسجيل واضح فإن المخالفة يجب ألا تمر مرور الكرام لأنها تشريع للعب العنيف وتشجيع على الهروب من العقاب.

وإن كان اتحاد الكرة مثلا أو غيره من الاتحادات لا يعتمد التصوير التلفزيوني كجزء من احتساب المخالفات فإنه يضيع موردا بسيطا ومتاحا يشكل فرصة للحد كثيرا من العنف داخل الملاعب، كما أنه بات أبسط أبجديات الرياضة العالمية.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 4546 - الإثنين 16 فبراير 2015م الموافق 26 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً