العدد 4548 - الأربعاء 18 فبراير 2015م الموافق 28 ربيع الثاني 1436هـ

«قطر الوطنية»: سنُرقْمِن أكثر من مليون وثيقة في المرحلة الثانية بالتعاون مع المكتبة البريطانية

قال المدير المشارك للشئون الإدارية والتخطيط بمكتبة قطر الوطنية سعدي السعيد: «إن المرحلة الثانية من مشروع الشراكة والتعاون مع المكتبة البريطانية، والتي سيتم الانتهاء منها في العام 2018، تهدف إلى رقْمَنة نحو مليون ومئة وخمسة وعشرين ألف وثيقة تاريخية نادرة، سيتم توفيرها على الموقع الإلكتروني لمكتبة قطر الرقمية؛ بهدف تعزيز الوعي بتاريخ وثقافة دولة قطر والخليج العربي».

وأشار في حوار مع «الوسط»، إلى أن المرحلة الثانية ستسلِّط الضوء على التطوُّر التاريخي للمنطقة، جغرافياً وسياسياً، عبر إتاحة وثائق ومخطوطات تاريخية قيّمة تشمل نحو 56 ألفاً من مخطوطات العلوم العربية والإسلامية حول إسهامات العلماء العرب في مجالات العلوم والطب، ونحو 970 ألف صفحة من سجلات مكتب المملكة المتحدة في الهند، التي يعود تاريخها إلى مطلع القرن السابع عشر حتى منتصف القرن العشرين، بالإضافة إلى خرائط وصور.

مضيفاً، أن مشروع الشراكة الطموح الذي انطلق في يوليو/ تموز 2012 بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر بغرض رقْمَنَة المواد الأرشيفية، يرمي إلى تعميق الفهم بتاريخ منطقة الشرق الأوسط.


مدير الشئون الإدارية والتخطيط بمكتبة قطر الوطنية لـ «الوسط»:

سنرقْمِنُ أكثر من مليون وثيقة في المرحلة الثانية

الوسط - جعفر الجمري

قال المدير المشارك للشئون الإدارية والتخطيط بمكتبة قطر الوطنية سعدي السعيد: «إن المرحلة الثانية من مشروع الشراكة والتعاون مع المكتبة البريطانية، والتي سيتم الانتهاء منها في العام 2018، تهدف إلى رقْمنة نحو مليون ومئة وخمسة وعشرين ألف وثيقة تاريخية نادرة، سيتم توفيرها على الموقع الإلكتروني لمكتبة قطر الرقمية؛ بهدف تعزيز الوعي بتاريخ وثقافة دولة قطر والخليج العربي».

وأشار في حوار مع «الوسط»، إلى أن المرحلة الثانية ستسلِّط الضوء على التطوُّر التاريخي للمنطقة، جغرافياً وسياسياً، عبر إتاحة وثائق ومخطوطات تاريخية قيّمة تشمل نحو 56 ألفاً من مخطوطات العلوم العربية والإسلامية حول إسهامات العلماء العرب في مجالات العلوم والطب، ونحو 970 ألف صفحة من سجلاَّت مكتب المملكة المتحدة في الهند، التي يعود تاريخها إلى مطلع القرن السابع عشر حتى منتصف القرن العشرين، بالإضافة إلى خرائط وصور.

مضيفاً، أن مشروع الشراكة الطموح الذي انطلق في يوليو/ تموز 2012 بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر بغرض رقْمنة المواد الأرشيفية، يرمي إلى تعميق الفهم بتاريخ منطقة الشرق الأوسط.

حول بداية مشروع المكتبة الرقمية وظروف قيامه ومراحله وأهدافه، وغيرها من القضايا المتعلِّقة بالمشروع، دار حوار «الوسط»، وهنا نصه:

مكتبة قطر الوطنية هي عضو في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. ما هو الدور الذي تؤدِّيه المكتبة في تحقيق رؤية ورسالة المؤسسة، من خلال كونها مشروعاً وطنياً يساهم في تأمين المعرفة للجميع؟

- منذ انطلاقتها الأولى العام 1995، سارت مؤسسة قطر للتربية والعلوم بخطى راسخة لدعم مسيرة دولة قطر بتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، والتحوّل من اقتصاد الهيدروكربون إلى الاقتصاد المعرفي. وتنطلق المؤسسة في ذلك بدافع من رسالتها الرامية إلى إطلاق قدرات الشعب القطري، بالارتكاز إلى مجموعة من المبادرات المُبتكَرة في التعليم والعلوم والبحوث وتنمية المجتمع، لينهل أفراد المجتمع من المعرفة، وتتوافر لديهم الأدوات اللازمة لبناء أمَّتهم؛ إذ تتناول ركائز التعليم والعلوم والبحوث في مؤسسة قطر الأولويات الوطنية الملحَّة والعاجلة، كما تُمهِّد، في الوقت نفسه، لبناء مجتمعات ديناميكية تقدُّمية، تعزِّز المواطنة النشطة، من دون إغفال التراث الثقافي للدولة.

وهنا يظهر الدور المهمُّ الذي تؤدِّيه مكتبة قطر الوطنية في تحقيق رؤية مؤسسة قطر، من خلال عملها الدءوب للحفاظ على تراث الأمة، وتأكيد الهوية والقيم العربية والإسلامية، بالإضافة إلى جمع وتسهيل الوصول إلى مصادر المعرفة العالمية ذات الصلة بدولة قطر والمنطقة، وجمع المنشورات والوثائق التراثية التي تتناول دولة قطر والمنطقة وحفظها وإتاحتها للمهتمين، إضافة إلى إتاحة الخدمات المكتبية للجميع، وهي في ذلك تعكس رسالة المؤسسة الرامية إلى إطلاق قدرات الإنسان ونشر ثقافة الإبداع والابتكار، وتأمين مصادر المعرفة للجميع.

كل تلك الجهود التي تقدِّمها مكتبة قطر الوطنية، تُمثِّل واحدة من حلقات المعرفة التي توفرها مؤسسة قطر للمجتمع القطري والعالمي، والتي تشمل دورةً متكاملةً، تبدأ من مراحل التعليم الأولى؛ حيث ينخرط طلاَّب المؤسسة في تجربة تعليمية تهدف إلى بناء ملكات الإبداع والابتكار، وتوجّه جلَّ اهتمامها إلى تنمية المهارات البحثية لديهم وإعدادهم لمراحل تعليمية تالية، يحلّقون فيها إلى آفاق أرحب، يضطلعون فيها بقيادة مستقبل دولة قطر.

ومن خلال بناء مجموعة من الشراكات التعاونية مع كوكبة من الجامعات العالمية الرائدة من مختلف أنحاء العالم، تمكَّنت مؤسسة قطر من بناء نموذج ديناميكي مبتكر، يضمُّ نخبة من الجامعات العالمية التي توفِّر تجربة تعليمية ذات مستوى عالمي. ومن رحاب هذا النموذج التعليمي الفريد، انطلقت جامعة حمد بن خليفة، وهي مؤسسة تعليمية تركِّز على البحوث التي تتناول الأولويات الوطنية، وأُوكلت إليها مهمة تقديم درجات عليا تلبِّي احتياجات دولة قطر.

وقد ارتسمت هذه الدورة المتكاملة من التعليم والبحوث والاستفادة التجارية منها لتدعم دولة قطر في مسيرتها نحو تحقيق أهداف رؤيتها الوطنية. وتشمل البحوث في مؤسسة قطر طيفاً واسعاً من المجالات ذات الأولوية لدولة قطر، والتي تتضافر جميعها لتحقيق طفرات بحثية تقطف ثمارها دولة قطر والمنطقة والعالم أجمع.

لنتحدث عن الشراكة بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومكتبة قطر الرقمية مع المكتبة البريطانية. متى بدأت فكرة مشروع شراء الوثائق لعرضها على الشبكة مجاناً؟

- انطلق مشروع شراكة طموح في يوليو/ تموز 2012 بين المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر؛ بغرض رقْمنة المواد الأرشيفية، وترمي هذه الشراكة إلى تعميق الفهم بتاريخ منطقة الشرق الأوسط. وتقوم المكتبة البريطانية حالياً بالتعاون الوثيق مع مكتبة قطر الوطنية برقْمنة ما يربو على نصف مليون صفحة من الوثائق التاريخية التي تستعرض تاريخ دولة قطر، ومنطقة الخليج العربي والعلوم العربية والإسلامية، بما في ذلك الصفحات المأخوذة من سجلاَّت مكتب حكومة المملكة المتحدة في الهند والمخطوطات العربية التي تعود إلى العصور الوسطى.

وأثمرت جهود الشراكة بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ومكتبة قطر الوطنية مع المكتبة البريطانية عن تدشين الموقع الإلكتروني لمكتبة قطر الرقمية. وتتيح المواد المرقْمنة التي تمَّ وضعها على الموقع الإلكتروني المتطوِّر ثروة معرفية قيِّمة من الوثائق والمخطوطات التاريخية المتعلقة بتاريخ منطقتي الخليج والشرق الأوسط، وغيرها من المراجع المهمَّة التي يتم توفيرها للمرة الأولى على الإنترنت مجاناً للمستخدمين كافة لأغراض المعرفة العامَّة والتعليم والبحوث، وكذلك للاطلاع الشخصي.

الموقع في مرحلته الأولى يمكن النفاذ إليه مجاناً، هل هناك توجّه في المستقبل لفرض مبالغ أو رسوم للدخول إليه والاستفادة منه؟

- ندرك أن أي فرض لرسوم مادية سيكون عائقاً أمام تحقيق هذه الرسالة النبيلة التي تجسِّدها مكتبة قطر الرقمية. رؤية قطر الوطنية 2030، الساعية إلى الحفاظ على تراث الأمة، وتأكيد الهوية والقيم العربية والإسلامية، كما تتفق مع جهود مؤسسة قطر ومكتبة قطر الوطنية لإطلاق قدرات الإنسان ونشر المعرفة ودعم التعليم والبحوث، وذلك من خلال إتاحتها لوثائق تاريخية نادرة، ومواد تعليمية لا غنى عنها للمؤرِّخين والباحثين، بصفة مجانية.

ما هي الشروط لاستخدام الصور المرقْمنة؟

- بإمكان أي شخص، ويتضمَّن ذلك موظفي مكتبة قطر الوطنية، استعمال الصور المُرقْمنة بالجودة المنشورة بها، للاستخدامات الشخصية أو البحثية مجاناً وبدون أي شروط إضافية.

ولا يستطيع أي شخص، ويتضمَّن ذلك موظفي مكتبة قطر الوطنية، استعمال الصور المُرقْمنة لأغراض تجارية بدون الحصول على تصريح خطيٍّ مُسبق بالموافقة على ذلك من المكتبة البريطانية.

وستتمُّ معاملة أي طلبات تتعلَّق بالحصول على نسخة من الصور المُرقْمنة بجودة أعلى من الجودة المنشورة بها على الموقع الإلكتروني، على أنها طلبات لغايات تجارية.

ما الذي دفع مؤسسة قطر والمكتبة الوطنية إلى الشراكة مع المكتبة البريطانية؟ ما الأهداف من وراء تلك الشراكة؟

- تُعدُّ المكتبة البريطانية واحدة من أعرق المكتبات في العالم لما تضمُّه من كنوز معرفية قيِّمة. وفي إطار شراكتنا معها، أتيحت لنا الفرصة للوصول إلى تلك الكنوز واستخدام التكنولوجيا والابتكار لنقلها بصورة رقمية ليس لدولة قطر فحسب؛ بل إلى جميع أنحاء العالم. وتأتي هذه الشراكة في إطار جهود مكتبة قطر الوطنية نحو مدِّ جسور المعرفة بين تراث قطر ومستقبلها لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، الساعية إلى الحفاظ على تراث الأمَّة، وتأكيد الهوية والقيم العربية والإسلامية، كما تتفق مع الرسالة الرئيسية لمؤسسة قطر في إطلاق قدرات الإنسان.

ما هو حجم الإقبال حالياً على الموقع؟ هل هناك إحصاءات للنفاذ إليه؟

- هناك إقبال كبير من قبل الطلبة والباحثين القطريين وغير القطريين المسجَّلين لدينا على قواعد البيانات. وعلى رغم أن مكتبة قطر الرقمية حالياً في طور التحديث، فإن مستخدميها في تزايد وتنامٍ مستمر. وتشهد مكتبة قطر الرقمية حالياً إقبالاً كثيفاً بحيث تمَّت زيارة الموقع الالكتروني أكثر من 780 ألف مرة خلال شهري أكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر/تشرين الثاني من العام 2014.

لا شك أن المكتبة الرقمية؛ وخصوصاً الملفات المتعلِّقة بالمنطقة، ستُحدِثُ نقلةً على مستوى البحوث والدراسات الأكاديمية، والتاريخية منها خصوصاً. في المقابل، ستخلق حالاً من إعادة النظر في عدد من الدراسات التي أُنجزت مع وجود هذا الكمِّ الهائل من الوثائق. ما هو ردّك؟

- هذه المصادر القيِّمة ستفتح آفاقاً جديدة للبحوث والدراسات الأكاديمية. ففي الماضي غير البعيد كان يتوجَّب على الباحثين للاطلاع على هذه المواد المتعلِّقة بالتراث العربي والإسلامي، السفر إلى المكتبة البريطانية للاطلاع على الوثائق الأرشيفية التي تضمُّها المكتبة هناك.

والآن بفضل جهود الشراكة بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ومكتبة قطر الوطنية مع المكتبة البريطانية، أصبح بإمكان الباحثين من أنحاء العالم كافة، وعلى اختلاف مشاربهم، الاطلاع على المصادر القيمة التي تتيحها مكتبة قطر الرقمية مجاناً على موقعها الإلكتروني؛ وبالتالي فإن مشروع المبادرة سيُحدث نقلة نوعية في عالم المعرفة، كما أنه سيساهم في تحويل المعرفة المكتبية الورقية إلى معرفة تقنية مشتركة بين كل شعوب العالم.

ختاماً، هل هناك اتفاقات أخرى قد ترى النور في هذا الاتجاه، ضمن اهتمامات مختلفة، ليس بالضرورة أن تكون مرتبطة بالمنطقة؟

- نشعر بالفخر لشراكتنا مع مؤسسة مرموقة مثل المكتبة البريطانية. وتتطلَّع كلا المؤسستين، مؤسسة قطر ومكتبة قطر الوطنية، إلى عقد شراكات أخرى مع مؤسسات من شأنها دعم رسالة مؤسسة قطر الرامية إلى إطلاق قدرات الإنسان وتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.

وقد تمَّ إطلاق المرحلة الثانية من الشراكة المعرفية مع المكتبة البريطانية، وتأتي هذه المرحلة، التي سيتم الانتهاء منها في العام 2018، استكمالاً لمبادرة الشراكة الطموحة بين مؤسسة قطر والمكتبة البريطانية المُبرَمة في العام 2012، وتهدف المرحلة الثانية من هذا المشروع إلى رقْمنة نحو مليون ومئة وخمسة وعشرين ألف وثيقة تاريخية نادرة سيتم إتاحتها على الموقع الإلكتروني لمكتبة قطر الرقمية؛ بهدف تعزيز الوعي بتاريخ وثقافة دولة قطر والخليج العربي. وستسلِّط هذه المرحلة الضوء على التطوُّر التاريخي للمنطقة، جغرافياً وسياسياً، عبر إتاحة وثائق ومخطوطات تاريخية قيِّمة تشمل نحو 56 ألفاً من مخطوطات العلوم العربية والإسلامية حول إسهامات العلماء العرب في مجالات العلوم والطب، ونحو 970 ألف صفحة من سجلاَّت مكتب المملكة المتحدة في الهند، التي يعود تاريخها إلى مطلع القرن السابع عشر حتى منتصف القرن العشرين، بالإضافة إلى خرائط وصور.

يُذكر، أن موقع مكتبة قطر الوطنية، سيوفر 1.2 مليون كتاب مطبوع و500 ألف كتاب إلكتروني ودورية وصحيفة ومجموعات خاصة.

كما توفر المكتبة، خدمة تصفُّح المواد الإلكترونية، بما في ذلك آخر الإصدارات من الكتب الأكثر مبيعاً، والأعمال الكلاسيكية والحفلات الموسيقية، وأفضل المجلات الأكاديمية والأفلام الوثائقية مجاناً للمسجَّلين بالمكتبة كافة.

سعدي السعيد
سعدي السعيد

العدد 4548 - الأربعاء 18 فبراير 2015م الموافق 28 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً