العدد 4549 - الخميس 19 فبراير 2015م الموافق 29 ربيع الثاني 1436هـ

الليث يستعرض استخدامات البحرينيين للنباتات الطبية في مركز جدحفص الثقافي

الليث: البحرين تتمتع بمجموعة من النباتات بسبب طبيعة المناخ
الليث: البحرين تتمتع بمجموعة من النباتات بسبب طبيعة المناخ

بدأ الأستاذ الأكاديمي بجامعة البحرين عبدالأمير الليث محاضرته عن استخدامات النباتات الطبية عند البحرينيين بقوله: «لست حواجاً ولا عشاباً، بل متخصص في الكيمياء الحيوية، ولكن ما سأقدمه في هذه المحاضرة عبارة عن خلاصة بحث علمي مشترك في النباتات الطبية واستخدام الشعب البحريني لها بغرض زيادة الوعي الطبي بالموروث الثقافي الصحي، وبالبيئة النباتية المحيطة بنا، عبر استعراض معارف البحرينيين، ومواقفهم، وممارساتهم العلاجية الشعبية للنباتات الطبية الشائعة» جاء ذلك في أمسية عقدها مركز جدحفص الثقافي في إطار برنامجه الأسبوعي مساء يوم الأحد (8 فبراير/ شباط 2015م) بحضور رواد المركز ومجموعة من المهتمين والمثقفين.

في البداية نوّه عريف المحاضرة الكاتب رضي السماك إلى أن هذا اللقاء يأتي في إطار اهتمام مركز جدحفص بالتراث الثقافي والاجتماعي البحريني، ثم عرف بالباحث والمحاضر الأكاديمي عبدالأمير الليث مشيراً إلى أنه أستاذ مشارك في الكيمياء الحيوية بقسم علوم الحياة في كلية العلوم بجامعة البحرين.

استهل الأستاذ الأكاديمي عبدالأمير الليث محاضرته معرّفاً بمفهوم النباتات الطبية والصيدلانية مشيراً إلى أن «كل شيء من أصل نباتي ويستعمل طبياً أو له القدرة على العلاج أو التقليل من الإصابة أو المحتوي على مواد تستخدم في تحضير المواد الطبية فهو نبات طبي» سواء النباتات المستخدمة بتمامها أو بأجزاء منها مثل نبات (الدانورة) الذي يستخدم كاملاً، أو الريحان والنعناع والشاي والحناء التي تستخدم أوراقها، ومثل للأجزاء التي تستخدم طبياً أيضاً بنوارة الأزهار (البابونج) وبتلات الأزهار (الورد والياسمين) وكأس الزهرة (الكركدية) ومياسم الأزهار (الزعفران) وثمار النبات (الفلفل والكراوية) بذور النبات (حبة البركة ووالخردل...) قلف النبات (الدارسين والصفصاف) الأجزاء الأرضية (العرقسوس والزنجبيل).

ثم تحدث الليث عن مجالات استخدام هذه النباتات حيث تدخل بعضها في أدوية تسكين آلام المفاصل والالتهابات الروماتزمية وأدوية ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.

وتستخدم بعض النباتات في إنتاج الزيوت الثابتة من البذور، ومن النباتات ما يستخدم في تجهيز الأغذية الخاصة بعلاج مرض تصلب الشرايين والذبحة الصدرية مثل زيت بذرة الهوهويا، وعباد الشمس، والكتان، والخروع.

كما تدخل بعض النباتات في مستحضرات التجميل من مساحيق وكريمات، وصابون، عطور، أو في تصنيع المبيدات الحشرية. وأضاف أن هناك بعض الصناعات والأنشطة التجارية التي تعتمد على النباتات الطبية ومثل لذلك بتجارة العطارة وتجارة الحواويج الرائجة، ومثل للصناعات المعتمدة على النباتات الطبية في البحرين بصناعة الأدوية الشعبية كصناعة مياه اللقاح، الزموتة، المرقدوش، الحيج، والطبيخة والحلوة والكازبون وغيرها.

ثم تطرق الليث إلى أنه رغم أن استخدام النباتات في الطب التقليدي تم توثيقه بشكل جيد في مخطوطات الطب الشعبي في المنطقة العربية إلا أن هذا التوثيق لا يعدو كونه تقارير عن الاستخدام وأنماط الممارسات الطبية وأنواع الدواء بينما تتفحص هذه الدراسة التي يعرضها في مدى معرفة الشعب البحريني باستخدام النباتات الطبية.

وأشار المحاضر إلى أن سبب تمتع البحرين بمجموعة من النباتات هو طبيعة المناخ حيث تقع البحرين ضمن الحزام الاستوائي، وتتصف ببيئة صحراوية، إذ إن موسم الجفاف يمتد من أبريل/ نيسان حتى أكتوبر/ تشرين الأول، وبالإضافة إلى قلة المطر فإن موسمه قصير، وتطرق إلى أن الدراسات السابقة وجدت في البحرين 323 نوعاً من النباتات منها 123 نوعاً ينتمي للبيئة الصحراوية، متأقلمة مع الظروف البيئة الحارة والباردة، حيث تكون في حالة سكون في الصيف وتنمو بعد تساقط الأمطار؛ مقاوم للجفاف. ويبلغ عدد النباتات ذات الاستخدامات العلاجية 81 نوعاً أو ما يعادل 25 في المئة من مجمل النباتات الموجودة.

ولرصد الممارسات المتعلقة بالنباتات الطبية عند البحرينيين أكد الليث أنه كان لابد من دراسة عن معارفهم عن النباتات ومواقفهم منها وأهم السلوكيات تجاهها، حيث تم رصد مصادر المعرفة بالنباتات الطبية، ومدى عمق المعرفة بها، ودوافع استخدام النباتات والوصفات العشبية ومدى الاستعداد لنصيحة الآخرين بها، والثقة بالشخص المعالج بها، وبشأن طبيعة الممارسات والسلوكيات باستخدام استبانة مصممة لتلك الأغراض. وركزت أسئلة الدراسة على مرات الاستخدام وعدد المستخدمين في المنزل من أفراد الأسرة ومصادر الحصول عليها، وقد تم ذلك من خلال دراسة استمرت ستة شهور، أنجزها كل من الأساتذة الأكاديميين جميل الخزاعي، وقاهر منديل، وعبد الأمير الليث، وشارك فيها 15 طالباً، وكانت العينة 312 شخصاً من المتحدثين باللغة العربية؛ 40 في المئة من المجيبين كانت أعمارهم فوق الأربعين؛ شكل الذكور ما نسبته 53 في المئة من العينة، والإناث 47 في المئة. أهم المتغيرات التي درست هما الاستخدام والجنس.

وخلصت الدراسة التي عرضها الليث إلى أنه من حيث التأثير كلما زاد العمر كلما زادت المعرفة بالنباتات الطبية واستخداماتها للعلاج، بالإضافة إلى أنه كلما انخفض مستوى التعليم كلما زاد استخدام النباتات الطبية للعلاج، وأنه كلما زاد مستوى الدخل انخفض مستوى الاستخدام، أما من حيث منطقة السكن فلا يوجد فارق، وانتهت الدراسة إلى أنه يوجد بالبحرين عدد لا بأس به من النباتات الطبية، وأن الغالبية تستخدم النباتات الطبية للعلاج 95 في المئة، كما أنه تلعب التجربة الشخصية كدافع رئيسي في طبيعة الاستخدام، حيث أغلب مجالات الاستخدام تتركز في الأمراض البسيطة مثل علاج اضطرابات البطن وأمراض الجلد مع التحفظ على استخدام العلاج الشعبي للأعضاء الحساسة مثل العين؛ وكثير مما يتم استخدامه من علاج يحوز على ثقة المستخدمين.

العدد 4549 - الخميس 19 فبراير 2015م الموافق 29 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً