العدد 4549 - الخميس 19 فبراير 2015م الموافق 29 ربيع الثاني 1436هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

قصص الأطفال مابين الإيجابية والسلبية!

أحد الأنشطة التعليمية أو التثقيفية لإحدى المدارس هو قراءة قصة من مكتبة المدرسة نفسها تُعار لطلبة (الابتدائي) لقراءتها في المنزل. إحدى هذه القصص كانت «جاك و حبة الفاصوليا»، والتي أعتقد أن أغلبنا قرأها أو سمع بها أو شاهدها كفيلم سينمائي!

القصة خيالية بالطبع وتثير شوق الأطفال واستمتاعهم ولكنها تحوي مفاهيم خاطئة بل مفزعة! وسلوك منبوذ ومجرّم!

القصة باختصار أن جاك هذا (تعدّدت أسماؤه بتعدّد الترجمات) حصل على عدد من حبات الفاصوليا نظير بقرته التي باعها، و قد غضبت والدته لهذا الأمر، والقت بحبّات الفاصوليا خارج المنزل وإذا بشجرة ضخمة تنبت أمام المنزل في اليوم التالي، تسلّقها جاك ثلاث مرات وقد وجد قصراً يسكنه عملاق، المرة الأولى كان لدى العملاق كيس من الذهب انتهز جاك نوم العملاق «فأخذه»! وهرب إلى بيته، المرة الثانية كانت لدى العملاق دجاجة تبيض ذهباً، «أخذها»جاك حالما نام العملاق، أما المرة الأخيرة، فقد وجد قيثارة ذهبية، انتظر جاك أن ينام العملاق، ولكنه حينما «أخذها» بدأت القيثارة بالاستنجاد! فصحا العملاق ولحق بجاك غير أنه سارع بالنزول من على الشجرة وعندما رأى العملاق يلحق به قطع جذع الشجرة فهوى العملاق على الأرض ميتاً!

حاولت بعد قراءة القصة أن أشرح لابنتي «ما الذي نستفيده» من القصة وما الذي نخرج به من حكمة ومغزى، فوجدتني أشرح لها أن جاك هذا لص وجشع وقاتل أيضاً!، وأن القصة هذه سيئة ليس من ورائها أي جدوى بل على العكس: تعلّم الأطفال التحايل والسرقة والقتل، وأن الأم كانت جدُ سعيدة بقدرة ولدها على سرقة العملاق ثلاث مرات وقتله في النهاية، بل إن جاك وأمه جشعان للغاية! فبعد أن كانا فقيرين لم يكتفيا بكيس الذهب بل طمِعا في المزيد والمزيد! والقصة هنا تسوّغ للأطفال السرقة والقتل لمجرد أن المسروق عملاق! يعني ليس من جنسنا أو أطول منا قليلاً أو لأنه ذميم الوجه! وهي (القصة) لا تقول لنا أن جاك (سرق) ممتلكات العملاق بل تقول إنه أخذها بحيلة ودهاء وذكاء!

التربويون كثيراً ما يوصون الوالدين بقراءة القصص لأطفالهم لأنها تزرع فيهم الخلق الحميد والمفاهيم الاجتماعية السامية والسلوكيات المحبّبة، لذا فأنت تدهش لوجود مثل هذه القصص في مكتبة المدرسة وإعارتها للطلبة لقراءتها دون تفكير وتمحيص ومعرفة مدى الفائدة التي ستعود على مثل هذا الطالب من قراءتها، إلا إذا كان نشاط «القراءة» هو لمجرد النشاط نفسه ولتحصيل بعض الدرجات دون مراعاة النتيجة والهدف من وراء القراءة في ذاتها.

جابر علي


حواء والحب والرجل البخيل!

الحديث النبوي الشريف حذر من البخيل «الكريم قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة، وأن البخيل بعيد عن الله بعيد عن الناس قريب من النار»

إذن ما دام أن الرسول «ص» عنى البخيل بالنار وذمه وذم من يتصفون بالبخل ووصفهم بالبعد عن الله وعن الناس وأن الإسلام حث في كثير من آيات القرآن المجيد على الكرم والأتصاف بصفات الكرماء بل وشجع الناس والعباد على الإنفاق «وأما بنعمة ربك فحدث» والابتعاد عن البخل والشح! السؤال إذاً لماذا تقترن حواء بالرجل البخيل؟

حلم كل حواء أن تقترن بفارس أحلامها وسيم ذو شخصية كريمة، لكنها قد لا تكتشف شخصية فارسها في مرحلة الخطوبة كما في المحادثات الجانبية في «التواصل الأجتماعي» القائمة على المجاملات إلا حينما يصحبها لمتاجر المجوهرات فينتقي لها خاتم حلمها ومجوهرات عشها أو في شهر عسلها فيكون شهر»عسل أو بصل» أو في المراحل الأخيرة من الزواج مما يقلب موازينها مسبباً لها حرجاً أمام أهلها ومعاناة نفسية واجتماعية طوال حياتها الزوجية، لأن حلمها أن تقترن بزوج ذي خلق حميد ويد مبسوطة يلبي جميع طلباتها ورغباتها الأساسية بيسر وسعادة من ذهب ومجوهرات ومركبة تتباهى بها مع صديقاتها ناهيك عن هداياه المتواصلة لها، لا أن تقترن بزوج بخيل بلباس رثة بالية يعيشها في جحيم وفي بيت موجع لا ترى فيه نور الشمس ولا ضوء القمر بعد أن كانت مدللة في بيت والدها.

السؤال الذي يطرح نفسه بنفسه كيف يتسنى لحواء أن تعرف شخصية وحب خطيبها اليوم؟

نعم قد لا يتسنى لحواء في جيل اليوم وذلك لسبب واحد فقط وهو تغير سلوكيات المجتمع تجاه الخطوبة، واندثار تقاليد الماضي واختفاء اختبار الزوج قبل الزواج، واختلاط الحابل بالنابل في الخطوبة قبل الزواج ، كانت الخطوبة في الماضي تسبق الزواج بسنة أو أكثر لامتحان الخطيب سلوكياً ومادياً واجتماعياً من قبل حواء وأهلها، حيث يبدأ الخطيب والحبيب بالتقرب أكثر من حواء بهداياه الثمينة إليها واصطحابها لأماكن الترفيه أو للمطاعم الشهيرة فيعرف الخطيب أنه كريم ويوصف به وسط قريته، لكن وفي حالات أخرى ونتيجة لتدليس الخطيب ببراشيم الغش إلا أنه في النهاية يسقط في الامتحان وينكشف أمامها وتقع هي فريسة لتضليل وكذب الحبيب حينما سألت عنه قيل إنه مدرس أو مدير شركة ولديه شقة مؤثثة ثم تنصدم حواء فتكتشف أنه يعيش مع والده ولا يملك سيارة وإنما دراجة نارية ولا يعمل حتى ولم يكمل تعليمه! أو يقال أنه شخصية محترمة بينما هو مطلوب للبنك وديونه من فوق إلى تحت وحتى خاتم الخطوبة لم يدفع ثمنه! فماذا تفعل حواء في نصيبها المحتوم وقدرها المقدورهل تنسحب من حياته؟ لتعيش بقية حياتها في بيت والدها وتعرف بين الناس وبين صديقاتها أنها مطلقة من بخيل! تعيش مصدومة، ومقولة الإمام علي (ع) لا تفارقها أبداً «النظر إلى البخيل يقسي القلب» كلما نظرت للمرآة وما فائدة الحب الذي جرت وراءه لتحصد في النهاية سراباً مغلفاً بحب «رِقّي» وليس بحب راقي!

مهدي خليل


العقول النشطة قبال الأخرى المتكلسة

الإنسان مخلوق ليست له نهاية اكتفاء، فبعد أن يحصل على شيء يحاول الحصول على شيء آخر، فمنذ أن كان يسكن في كهوف الأرض عاريا يأكل من خضراوات الأرض ليسد جوعه إلى أن وصل اليوم إلى سبر أغوار الفضاء، وحتى لو وصل الى الكوكب مارس، فإنه لا يكتفي، ويحاول الوصول الى كواكب أخرى ومنها الى المجرات الشمسية الاخرى؛ لأن الله انعم عليه بالعقل ومن الواضح أن هذا العقل لا حدود له وهذه اللاحدودية لها شرط أساس، وهو ان يترك لكي يستمر في عمله، أما إذا فرض عليه الكسل، فإنه يذبل ويضمحل شيئا فشيئا كأي عضو في الجسد.

فمثلا إذا كان هناك إنسان لم يتعلم فهو لا يستطيع القراءة والكتابة والحساب الخ ... نعم يمكن أن يكون ذكيا، لكن عقله الممزوج بذرات الحنكة والذكاء إذا توقف عن عمله، فإن حتى هذا الذكاء تنخفض قدراته، فكل عضو في البدن يحتاج إلى حراك، وعمل، وصيانة وكما قال لنا أحد أساتذتنا بالجامعة خارجية كان يدرسنا الإدارة: لو كان لديك موظف يعمل دواما على عمل معين، كأن يحرك عجلة ما بالطريقة نفسها، ولمدة سنوات طوال وأتيت اليه وقلت له «فكر» فإنه يصاب بصعقة فكرية تتبعها جلطة دماغية؛ لأنك تطلب منه تحريك جهاز تكدس عليه الصدأ إلى درجة أنه إذا أحدثت فيه أي حركة سينكسر . وهنا يتجلى السؤال: لماذا العقول في العالم العربي والإسلامي لا تجاري العقول في العالم المتقدم؟ هل العقول عندنا غير العقول عندهم؟ مما تعلمناه فإن هذه العقول لا يختلف بعضها عن بعض في الصنع، بل تختلف بسبب المجتمعات والبيئات التي تترعرع فيها، والدليل على ذلك واضح وضوح الشمس وهو أن البيئة الفكرية الحضارية ذات المجتمع الحرفي للعالم المتقدم يسمح لهذه العقول بالتجلي، والشخصية المصرية الحائزة جائزة نوبل للكيمياء أحمد زويل خير دليل على ذلك، فهو هاجر من بلاده مصر إلى أميركا، وهناك وجد عقله المجال الفسيح لتحقيق ذاته وحققها.

ومن الواضح ان الله تعالى عندما فضل الانسان على باقي المخلوقات منحه العقل وحثه على استخدامه، ومن يمنع الإنسان من استخدام هذه الهبة الإلهية فهو يخالف المانح ويتعرض لغضبه.

عبدالعزيز علي حسين

العدد 4549 - الخميس 19 فبراير 2015م الموافق 29 ربيع الثاني 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:31 م

      تمنيته رجل

      لم يكن زير نساء ولكنه كان عليي كذابا ادخلني بيتا ملؤه الكفر والشر

اقرأ ايضاً