كشفت مصادر عسكرية ليبية عن استيلاء ميليشيات متطرفة في البلاد على أسلحة كيماوية من بقايا مخازن الرئيس المخلوع معمر القذافي، في الصحراء بجنوب وجنوب وسط البلاد.

وأضافت المصادر، التي لم يتم تسميتها، لصحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة أمس السبت (21 فبراير/ شباط 2015) أن لديها مخاوف من أن تصل مواد فتاكة، مثل غاز «الخردل» و»السارين»، لتنظيم «داعش» الذي يطمح للفت الأنظار إليه بعد عملية ذبح المصريين الـ21 البشعة في ليبيا قبل أيام.

وفي مقابلة مع مسئول عسكري ليبي، لم يذكر اسمه، بشأن كمية الأسلحة الكيماوية، قال إنها «للأسف، موجودة في أماكن أصبحت معلومة للميليشيات... لقد استولت على كميات منها لاستخدامها في حربها مع الجيش، سواء بشكل مباشر؛ أي باستخدامها ضد القوات العسكرية، أو بشكل غير مباشر، من خلال التهديد باستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية».

ووفقاً لمصدر عسكري ليبي «ترك القذافي قبل رحيله نحو ألف طن مكعب من مواد تستخدم في صنع أسلحة كيماوية، ونحو 20 طناً مكعباً من الخردل الذي يتسبب بحروق شديدة للجلد، وعدة ألوف من القنابل المصممة للاستخدام مع خردل الكبريت».

وكان يفترض تدمير هذا المخزون بناءً على اتفاقات دولية العام 2004، لكن عملية التخلص منها لم تصل إلا لنحو 60 في المئة بسبب الانتفاضة المسلحة ضد القذافي، وفقاً للمصدر نفسه.

واطلعت «الشرق الأوسط» على تسجيل مصور لميليشيا مسلحة تقوم بتجريب أسلحة كيماوية استولت عليها من مخزن لجيش القذافي يقع في تجاويف جبلية بمنطقة «مشروع اللوز» على الطريق بين منطقتي «بوجهيم» و»هون».

وجرت التجربة قرب بلدة مزدة على بعد 160 كيلومتراً جنوب العاصمة، طرابلس.

ميدانياً، استهدف مسلحون مجهولون ليل الجمعة السبت مطار الأبرق الدولي شرق ليبيا بأربعة صواريخ غراد بدون أن يسفر ذلك عن خسائر بشرية أو مادية حسبما أفاد مدير المطار وكالة «فرانس برس».

وقال أبوبكر العبيدي إن «مسلحين متمركزين في غابات راس الهلال غرب مدينة درنة (شرق العاصمة طرابلس) استهدفوا ليل الجمعة السبت مطار الأبرق الدولي (غرب درنة) بأربعة صواريخ غراد».

وأضاف العبيدي أن «الصواريخ أخطأت أهدافها وسقطت في أرض فضاء مجاورة دون أن تسفر عن خسائر».

على صعيد آخر، استقبل مطار القاهرة في ساعة مبكرة من صباح أمس (السبت) أولى رحلات الجسر الجوي الذى تنظمه وزارة الطيران لإجلاء الرعايا المصريين النازحين من ليبيا حيث وصلت من مطار جربا التونسي وعليها 192 مصرياً.

وصرحت مصادر مسئولة بوزارة الطيران المدني حرصت على استقبال أول رحلة للجسر الجوي في مطار القاهرة بأنه «تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لتأمين وصول المصريين حيث تم وضع الطائرة في موقع خاص بأرض المهبط بمطار القاهرة وتولى فريق أمنى فحص حقائب وأمتعة العائدين وفحص بيانات وثائق سفر العائدين أمنياً خاصة وأن بعضهم فقد جوازات سفره خلال رحلة العودة».