العدد 4552 - الأحد 22 فبراير 2015م الموافق 03 جمادى الأولى 1436هـ

توغل عسكري تركي في سورية لإعادة رفات جد مؤسس السلطنة العثمانية وإجلاء 40 جندياً

الآليات العسكرية التركية أثناء تنفيذ العملية - AFP
الآليات العسكرية التركية أثناء تنفيذ العملية - AFP

أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس الأحد (22 فبراير/ شباط 2015) أن تركيا قامت بعملية عسكرية واسعة ليلاً لإعادة رفات سليمان شاه جد مؤسس السلطنة العثمانية وإجلاء 40 جندياً يتولون حراسة ضريحه في منطقة يسيطر عليها تنظيم «داعش».

وقال داود أوغلو إن هذه العملية العسكرية تقررت بسبب تدهور الوضع بشأن الجيب التركي الصغير الذي تبلغ مساحته بضع مئات من الأمتار المربعة في قلب البادية السورية ويضم ضريح سليمان شاه جد مؤسس السلطنة، عثمان الأول.

وأكد في مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة الجيش وإلى جانبه وزير الدفاع عصمت يلماظ وقائد الجيش الجنرال نجدت اوزل، «أن العملية بدأت الساعة 21,00 (19,00 ت غ) بعبور 572 جندياً عبر مركز مرشدبينار الحدودي» جنوب شرق البلاد.

ووصفت دمشق العملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية بأنها «عدوان سافر»، محملة سلطات أنقرة «المسئولية المترتبة على تداعيات» هذا الأمر.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية قوله «إن تركيا لم تكتف بتقديم كل أشكال الدعم لأدواتها من عصابات «داعش» و»النصرة» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، بل قامت فجر أمس بعدوان سافر على الأراضي السورية».

وقال داود أوغلو إن نحو أربعين دبابة دخلت الأراضي السورية ترافقها عشرات الآليات المدرعة الأخرى بمؤازرة الطيران في إطار العملية التي أطلق عليها اسم «شاه فرات»، مؤكداً أن العملية انتهت بدون معارك.

وأكد رئيس الوزراء نقل الرفات «مؤقتاً إلى تركيا لتدفن لاحقاً في سورية»، مؤكداً ضمان أمن منطقة في الأراضي السورية في بلدة آشمة التي تبعد بضعة كيلومترات فقط عن الحدود لإعادة نقل رفات سليمان شاه إليها في الأيام المقبلة.

وعبر عن ارتياحه «لحسن سير» العملية العسكرية التي كانت «تنطوي على مخاطر كبيرة» وجرت في عمق نحو 35 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.

وأكد داود أوغلو أن كافة القوات التركية والقوة التي تتولى حراسة الضريح عادت سالمة في وقت مبكر صباح أمس إلى تركيا وقد تم تدمير كل ما تبقى من بناء في المكان.

لكن المعارضة التركية انتقدت بشدة ما اعتبرته «انسحاباً قدم على أنه نصر عسكري من قبل الحكومة» الإسلامية المحافظة.

وقال الأمين العام لحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في البرلمان غورسيل تكين «للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية التركية نخسر أراضينا بدون قتال، إنه أمر غير مقبول».

من جهته، كتب المسئول في حزب الحركة القومية (يميني) على حسابه على موقع «تويتر» سنان أوغان «إنها فضيحة»، مضيفاً «لقد أخفقتم في حماية ضريح جدنا الأول وجنودنا الذين أرغموا على الانسحاب. عار عليكم».

وبثت محطات التلفزة التركية صوراً لجنود يغرسون خلال الليل العلم التركي في الموقع الجديد الذي سيضم ضريح جد مؤسس السلطنة العثمانية الذي قتل في البادية السورية في القرن الثالث عشر فيما كان يهرب أمام زحف المغول.

ونقل موقع هذا الضريح إلى مكان آخر على الأرض السورية يكتسي أهمية سياسية ودبلوماسية بالنسبة لأنقرة التي ترغب في إظهار إنها «لم تخسر» أمام الجهاديين، كما علق المراقبون.

إلى ذلك لفت داود أوغلو إلى «إن تركيا لم تحرم من أي من حقوقها في ما يتعلق بالقانون الدولي» الذي يمنح قطعة من الأرض السورية للضريح.

وشدد على القول «كنا مستعدين للرد بأقوى طريقة على أي هجوم يمكن أن يستهدف قواتنا».

وقد قتل جندي تركي «في حادث» أثناء عملية التوغل التركية كما أعلنت هيئة أركان الجيش في بيان.

وكانت تركيا هددت مرات عدة المتشددين بعمليات انتقامية إذا هاجموا الجنود الأتراك الذين يحرسون الموقع الخاضع للسيادة التركية ويشكل أهمية رمزية وتاريخية في شمال شرق حلب.

ويتمسك النظام الإسلامي المحافظ الحاكم في تركيا منذ 2002 بشكل خاص بحقبة السلطنة العثمانية التي تأسست على أنقاضها جمهورية تركيا في 1923.

ويقع الضريح على ضفة نهر الفرات ويعتبر أرضاً تركية منذ التوقيع على معاهدة بين فرنسا التي كانت تحتل هذه الأراضي وتركيا في 1921.وفي العام 1973 نقل الضريح شمالاً بسبب بناء سد لكن الملكية بقيت على وضعها.

وكان البرلمان التركي أعطى الضوء الأخضر العام الماضي لحكومة أنقرة للتدخل في سورية وفي العراق ضد تنظيم «داعش» واستضافة قوات أجنبية قد تشارك في أي عملية عسكرية على أراضيها.

العدد 4552 - الأحد 22 فبراير 2015م الموافق 03 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:49 ص

      اترد لو ما ترد هادا كلام فارغ

      الشي العجيب في داعش >>>تكفيريه ومحتله منذ فترة ليست بقريبه بما يسمى كوباني الاستغراب في هذه ليش ما فجرت ضريح اتتوتورك العثماني بل الذات شنؤ معناه أضرحة الأنبياء والأولياء الصالحين فجرتهم من بكرة أبيهم شي والله يحير إلا إذا أردوغان عميل موساد اوله صلة قويه مع الدواعش

    • زائر 3 | 4:47 ص

      زائر 2

      بترد ولاكن في الوقت المناسب عندما تتخلص من الجماعات الارهابية اللتي تدعمها تركيتا واخواتها

    • زائر 1 | 11:12 م

      توغل عسكري تركي في سورية

      اليس هذا تدخل سافر في الشئون الداخلية السورية ولها الحق في الرد ؟

    • زائر 2 زائر 1 | 2:39 ص

      خليها ترد على اسرائيل

      اسرائيل كل شوي تقصف الاراضي السوريه

اقرأ ايضاً