العدد 4552 - الأحد 22 فبراير 2015م الموافق 03 جمادى الأولى 1436هـ

القاسمي: الحكومات أدركت أن قوة الجيش لن تستطيع تقييد الانطباعات والأفكار كل الوقت

الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي
الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي

أكد رئيس مركز الشارقة الإعلامي، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، أن الحكومات على مستوى العالم أدركت أن قوة الجيش والأمن قوة صلبة تستطيع حجب القصة وفرض الرأي ووجهات النظر لبعض الوقت، ولكنها لن تستطيع الحد من انتشار القصة المضادة، وتقييد الانطباعات والأفكار كل الوقت»، مشيراً إلى أنه «لا أحد يمكنه إنكار القوة التي تتمتع بها الجيوش في فض النزاعات».

وقال القاسمي، في كلمة ألقاها خلال حفل انطلاق الدورة الرابعة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، قال: «إننا اليوم في زمن حرية نقل المعلومات وإبداء الرأي، لذلك فقد أصبحت معرفة المواطنين وقدراتهم الاتصالية لا تقل أهمية عن أقوى العناصر التقليدية التي تُقاس بها قوة المجتمعات... كالجيش والتعداد السكاني والنشاط الاقتصادي والعلمي».

وقال القاسمي: «نجتمع اليوم تحت ظروفٍ اقتصادية وجيو - سياسية تضعُ على الحكومات العالمية والإقليمية مسئوليةً أكبر من أجل شرح مواقفها، وإقناع شعوبها بسياساتها الداخلية والخارجية بصراحة وشفافية».

ورأى أن «الوقت الذي كانت الحكومات تسيطر فيه على نوع ومصادر المعلومات قد ولّى، وحَلّ مكانه عصر التفاعل والحوار، الذي أصبح فيه للمواطنين في أقطار العالم كافة قدرة على التعبير عن رأيهم في الأحداث الداخلية والخارجية لبلدانهم والبلدان الأخرى».

وأضاف «اليوم، كل واحد منا في هذه القاعة أصبح صحافياً متجولاً وهناك بعض الحاضرين الكرام الآن ينقلون ما يجري في هذا المنتدى لحظة بلحظة إلى العالم أجمع باستخدام هواتفهم الذكية».

واعتبر أن «هذه السرعة في نقل المعلومات والتأثير على رأي الشعوب يشكل تحدياً لبعض الحكومات، لأن الحكومة بصفة عامة أبطأ في الحركة نظراً لطبيعتها الإدارية... إلا أننا في إمارة الشارقة ننظر إلى هذا التحدي كفرصة لتطوير هذا الجانب من العمل الحكومي، حيث أصبح الاتصال الحكومي المبني على الشفافية والموضوعية، أحد أهم العوامل الرئيسية التي تتسم بها الحوكمة الفعّالة، بحسب تقارير ودراسات صادرة عن البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة».

وتابع «إن المتابع للأحداث العامة العربية والعالمية سيلاحظ أن هناك صراعاً «معلناً» للسيطرة على القصة الأساسية للاتصال...(أي المعلومات التي يتم تداولها على مستوى واسع)، وذلك من أجل التأثير على الرأي العام العالمي أو الإقليمي أو المحلي».

واستطرد في كلمته قائلاً: «بالمقابل، يتضح جلياً الصراع المحتدم لاستخدام الاتصال الحكومي الفعّال، كنوع من استراتيجيات القوة الناعمة في صراع وتنافس بعض الدول فيما بينها، على سبيل المثال، الصراع بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، والصراع بين الأوكرانيين والروس، والصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي».

وذكر أن «المتابع لأحداث باريس بداية هذا العام، يلاحظ بوضوح الصراع الواضح بين القصة الحكومية الفرنسية الرسمية، وبين قصص ومعلومات عدد من الأطراف الأخرى، التي حاولت إظهار رأي مختلف من خلال جميع منصات التواصل الاجتماعي والمدونات الإلكترونية الشخصية».

وبيّن أن «في هذا الصراع الجلي يسعى كل طرف لاستخدام جميع الأدوات الاستراتيجية للاتصال، من أجل إعطاء قصته الأولوية في ميدان الرأي العام المحلي والعالمي والذي بدوره سيضغط على الحكومات من أجل إقرار سياسات خارجية أو داخلية مساندة لهذا الرأي أو ذاك».

وتساءل القاسمي عن «الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه إدارات الاتصال الحكومي والإعلام والعلاقات العامة على الصعيدين الداخلي والخارجي؟ وما هي الخطوات المطلوبة اليوم، التي ستكفل لتلك الإدارات تعزيز أدائها وعملها الاستراتيجي؟».

وأجاب على ذلك بتأكيده على أن «الاتصال الحكومي أداة استراتيجية ذات أهمية قصوى في تحديد أولويات الحكومات والشعوب وأصبح الاتصال الفعّال والمستمر والمؤثر عاملاً رئيسياً في تحديد نجاح عمل الحكومات أو فشلها».

العدد 4552 - الأحد 22 فبراير 2015م الموافق 03 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً