لا تستطيع أن تحكم على أي مدرب يقود فريقا كبيرا للغاية ولا يُحقق معه سوى بطولة واحدة خلال 3 سنوات إلا بالفشل، وهذا بالضبط ما ينطبق على مدرب الرفاع البرتغالي جاريدو الذي أقالته إدارة نادي الرفاع يوم أمس رسمياً بقرار وُصف بالمتأخر، كون المدرب كان يقود الفريق من وضع سيئ إلى أسوأ، ولو واصل الرفاعيون المشوار معه لربما أنهوا موسمهم في مركز متأخر أكثر من الرابع الذي هم فيه حالياً بدوري فيفا لأندية الدرجة الأولى بالرغم من أن الفريق يضم ما لا يقل عن 7 لاعبين دوليين، بالإضافة إلى 4 محترفين. إقالة جاريدو من قِبل إدارة الرفاع لم تكن الأولى بل هي الثانية، فبالعودة سنوات قليلة للخلف نجد ان الرفاع قد تعاقد مع هذا البرتغالي في بداية موسم 2008-2009 وفي ذلك الموسم فشل الفريق في الحصول على بطولة الدوري وكأس الملك وأيضاً فشل في الفوز بكأس ولي العهد التي أقيمت ذلك العام مرتين (واحدة من الموسم السابق بعد تأجيلها والأخرى مع نهاية الموسم)، وفي دوري أبطال العرب خرج من الدور الأول على يد المريخ السوداني بالخسارة منه ذهاباً في الخرطوم بهدفين نظيفين وإياباً في البحرين بثلاثة أهداف لهدف، أي أنه في الموسم الأول له خسر 5 بطولات مع الكرة الرفاعية!
وفي الموسم الثاني 2009-2010 حصل جاريدو مع الرفاع على بطولة كأس الملك بعد غياب 12 عاماً وهي البطولة الوحيدة التي حصل عليها مع الفريق وخسر مسابقة الدوري وكذلك خرج الفريق من دور المجموعات لبطولة أندية الخليج الخامسة والعشرين.
وفي الموسم الثالث والأخير له (2010-2011) وصل جاريدو مع الفريق إلى الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد الآسيوي وتقدم ذهاباً في البحرين بهدفين دون مقابل قبل أن يرتكب أخطاءً فنية فادحة في لقاء الإياب جعلت الفريق يخسر بأربعة أهداف لهدف ويخرج من المسابقة بعد أن كان الأقرب لبلوغ النهائي، ولم يُكمل المدرب موسمه الثالث مع الكرة الرفاعية إذ تمت إقالته في منتصف الموسم وتعيين خالد الحربان بديلاً له.
واتجه المدرب بعدها للتدريب في الدوري العماني مع ظفار وفي الكويت مع النصر، قبل أن تتعاقد معه الإدارة الرفاعية بداية هذا الموسم في قرار وُصف بالغريب للغاية كونه لم ينجح مع الفريق سابقاً ليُحقق فشلاً جديداً هذه المرة ويخرج من الباب الشرقي!
على الرغم من وصوله للدور قبل النهائي لمسابقة كأس الملك، إلا أن الفريق الرفاعي مع جاريدو كان له ظهور ضعيف للغاية في مباريات هذا الموسم، وهنالك أسباب عديدة وراء ذلك لكن غالبية المتابعين والجماهير الرفاعية تُحمل البرتغالي المسئولية الأكبر جراء عدم استثماره الإمكانات الموجودة في الفريق والتي تصل إلى كوكبة كاملة من الدوليين والمحترفين بكل المراكز، فالإدارة تعاقدت مع العديد من اللاعبين لكن المستوى كان صفرا على الشمال. وفي الدوري لعب الفريق 11 مباراة لم يفز الفريق سوى في ست، ومنها مباراتان على البحرين الصاعد وصاحب المركز الثامن ومباراة على الشباب الأخير والمالكية قبل الأخير والحالة صاحب المركز السابع، ومن بين فرق المقدمة لم يفز الرفاع سوى على الرفاع الشرقي الذي رد الدين في القسم الثاني وأسقط الرفاع، بينما بقية المباريات مع فرق (النخبة) قد شهدت تعادلاً مع المحرق والبسيتين والحد والخسارة من المنامة، ولا ننسى خسارة كأس السوبر في بداية الموسم على يد الرفاع الشرقي، بينما الظهور الأبرز للسماوي كان في تمهيدي دوري أبطال آسيا حينما قدم الفريق أفضل عروضه أمام السد القطري في الدوحة قبل أن يخسر بركلات الترجيح، بينما في كأس الملك فإن الفريق كان (محظوظاً) بملاقاة فريقين من الدرجة الثانية في دور الـ16 وربع النهائي، لكنه رغم ذلك لم يفز على سترة إلا بركلات الترجيح ثم في دور الثمانية تغلب على مدينة عيسى بثلاثة أهداف لهدف في انتصار شابه نوع من الصعوبة كون النتيجة كانت 2-1 حتى ماقبل 7 دقائق من النهاية.
مازالت الجماهير البحرينية كلها تتذكر المدرب الكرواتي ستريشكو الذي قاد منتخبنا الوطني لتحقيق المركز الرابع في بطولة كأس آسيا 2004 بالصين، وهو نفسه كان قادماً من نادي الرفاع ودربه في فترة أخرى أيضاً، وهو له تواصل حتى الآن مع العديد من الرياضين في المملكة، ويتبوأ منصبا قياديا على صعيد المدربين في كرواتيا، وكان له دور في التعاقد مع المدرب الجديد كاركايتش، إذ أوصى الرفاعيين بالتعاقد معه.
تُشير السيرة الذاتية لمدرب الرفاع الجديد برانكو كاراكيتش إلى أنه يبلغ من العمر 54 عاماً، ولعب على مستوى الكبار في خط المنتصف منذ العام 79 وصولاً لعام 97، ولعب إلى جوار النجم الكرواتي الأشهر والألمع وهو دافور سوكر الذي قدم أروع مستوياته في مونديال فرنسا 98 ومثل عدة أندية عالمية مثل ريال مدريد الاسباني ووصل لمنصب رئيس الاتحاد الكرواتي للعبة. وبدأ كاراكيتش التدريب في موسم 2000-2001 أي قبل 15 موسماً، وقاد 8 أندية كرواتية، وفي العام 2012 كان له أول انتقال خارجي إذ قاد فريق زرينيسكي موستار لتحقيق لقب دوري كرة القدم في البوسنة والهرسك الموسم الماضي، لكنه أقيل من منصبه بعد عدة أشهر من بداية الموسم الحالي وتحديداً في أواخر 2014.
سيكون أمام المدرب الكرواتي الجديد لفريق الرفاع كاراكيتش تحديات عدة لإثبات جدارته بالمهمة مع الفريق في هذه المرحلة المهمة من الموسم الكروي والتي ينافس فيها الفريق على 3 جبهات تحمل جميعها طموحات تنافسية.
وتتمثل التحديات التي تنتظر كراكيتش بطولة كأس الملك والتي تنتظر الفريق مباراة نصف النهائي أمام الحد يوم الثامن من مارس/آذار، وكذلك المباريات السبع المهمة التي سيخوضها في الجولات السبع الأخيرة من الدوري والتي ينافس فيها الرفاع 4 فرق على بطولة الدوري والمحافظة على لقبه.
كما أن أمام كراكيتش مهم قيادة السماوي في مشوار كأس الاتحاد الآسيوي والتي سيبدأ فيها الرفاع مشواره يوم بعد غدٍ (الأربعاء) بلقاء الجيش السوري في البحرين وهي الأخرى يخوضها الرفاع بطموحات تنافسية وخصوصاً بعدما سبق إليه الوصول إلى نصف النهائي.
استبشرت مجموعة كبيرة من جماهير الرفاع بقرار إقالة البرتغالي جاريدو من خِلال تفاعلها مع الخبر الذي نُشر في وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية الخاصة بالنادي، والغالبية العظمى من الردود كان اصحابها سعيدون بهذا القرار، وبعضهم وصفه بأنه أحلى خبر سمعه اليوم (أمس)، والبعض رحب بالقرار مع ذكر انه كان متأخراً جداً.
يعتبر مدرب الرفاع البرتغالي جاريدو «الضحية الرابعة» في مقصلة مدربي دورينا الموسم الحالي بعدما قامت 3 أندية بتغيير مدربيها خلال القسم الأول من الدوري وتمثلت في استغناء نادي الشباب عن مدربه العراقي حسين شاكر وتعيين المدرب السوري هيثم جطل مكانه، كما قام المالكية بإقالة مدربه التونسي حسني الزواوي والتعاقد مع المدرب الوطني أحمد صالح الدخيل، ثم أقال الحد مدربه التونسي شكري بجاوي في نهاية القسم الأول وتعاقد مع المدرب الوطني سلمان شريدة.
العدد 4552 - الأحد 22 فبراير 2015م الموافق 03 جمادى الأولى 1436هـ
