العدد 4553 - الإثنين 23 فبراير 2015م الموافق 04 جمادى الأولى 1436هـ

الحملة الانتخابية تبدأ اليوم في السودان على خلفية مقاطعة وقمع

تبدأ الحملة للانتخابات العامة والتشريعية في السودان اليوم الثلثاء (24 فبراير/ شباط 2015) على خلفية عمليات قمع لوسائل الإعلام ومقاطعة من قبل المعارضة، فيما يبدو فوز الرئيس عمر البشير شبه مؤكد.

وكان البشير (71 عاماً) المرشح للاقتراع الرئاسي في 13 أبريل/ نيسان، تسلم الحكم في العام 1989 على إثر انقلاب بدعم من الإسلاميين. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور التي تشهد أعمال عنف منذ أكثر من عقد في غرب البلاد.

إلا أن البشير الذي يسعى إلى «تحسين» صورته في الخارج واستقبل أخيراً في هذا السياق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تجاهل هذه الاتهامات وتوجه إلى الإمارات التي سيعود منها اليوم لإطلاق حملته الانتخابية.

واعتبر رئيس التحرير السابق لإحدى الصحف السعودية، خالد التيجاني إن البشير سيسعى عند عودته «للقول بأن السودان لم يعد معزولاً عن سائر الدول العربية». ويعقد حزب المؤتمر الوطني برئاسة البشير منذ صباح اليوم أول تجمع انتخابي له في الخرطوم. وليس من المتوقع أن يعقد المرشحون الآخرون وعددهم 14 بحسب اللجنة الانتخابية الوطنية أي لقاءات كبيرة أو أن يشكلوا منافسة حقيقية للبشير.

واختصر التيجاني بالقول إن «المرشحين الآخرين ليسوا معروفين فعلاً من عامة الناس وهم لا ينتمون إلى الأحزاب السياسية الرئيسية، لذلك أعتقد أنه اقتراع بمرشح واحد». وأشارت اللجنة الانتخابية الوطنية إلى أن عدد الأسماء المسجلة على القوائم الانتخابية هو 13 مليوناً و600 ألف شخص من أصل تعداد سكاني يقدر بـ 35 مليون نسمة.

لكن ليس من المعروف كم سيكون عدد الأشخاص الذين سيتوجهون فعلاً إلى صناديق الاقتراع إذ دعت أبرز أحزاب المعارضة إلى مقاطعة الانتخابات كما حصل في العام 2010. واتجهت المعارضة نحو مزيد من الوحدة استعداداً لاقتراع 13 أبريل ووقعت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي اتفاقاً بعنوان «نداء السودان» للمطالبة بتشكيل حكومة انتقالية تضمن تنظيم انتخابات غير منحازة.

وأوضحت ابنة زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، رباح المهدي «لسنا نقول إننا لا نريد أن يشارك أحد في الانتخابات بل أن نفسح المجال أمام الذين يريدون أن يقولوا لا». وإذا كانت الحكومة شبه واثقة من البقاء في السلطة إلا أن التوتر بدا جلياً في الأشهر الماضية.

ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أطلقت حملة ضد المتمردين في دارفور وفي ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

وفي دارفور، حيث يشعر المتمردون الذين يحاربون القوات الحكومية منذ العام 2003 بأنهم مهمشون من قبل النخبة العربية، فإن أعمال العنف تطرد آلاف الأشخاص من منازلهم كل أسبوع. وخلال عقد، قتل أكثر من 300 ألف شخص وتم تهجير 2.5 ملايين آخرين بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وفي العاصمة، استهدف جهاز الأمن والاستخبارات الوطني وسائل الإعلام بشكل خاص عندما صادر نسخ 18 صحيفة يومي 16 و18 فبراير الجاري. وغالباً ما يقوم جهاز الأمن بمصادرة نسخ صحف عندما تنشر مقالات يعتبرها غير مقبولة، إلا أن العملية الأخيرة استهدفت كذلك صحفاً موالية للحكومة.

العدد 4553 - الإثنين 23 فبراير 2015م الموافق 04 جمادى الأولى 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً